آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-02:04م

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. هل يحد من خطر الجماعة أم يدفع اليمن إلى المجاعة؟

الثلاثاء - 12 يناير 2021 - 11:22 ص بتوقيت عدن

(تقرير).. تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. هل يحد من خطر الجماعة أم يدفع اليمن إلى المجاعة؟

(عدن الغد)خاص:

‬تقرير يرصد ردود الأفعال اليمنية والعالمية حول تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة

(عدن الغد) القسم السياسي:

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة ستصنف المتمردين الحوثيين في اليمن على أنهم جماعة إرهابية.
وقال بومبيو في بيان، إن التصنيف يهدف إلى "محاسبة (الحوثيين) على أعمالهم الإرهابية، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".
وقال بومبيو، في البيان، إن الخارجية ستخطر الكونغرس بنية تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.
وأضاف أنه يهدف إلى وضع عبدالملك الحوثي وعبدالخالق بدر الدين الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين.
واعترف بومبيو بأن الخطوة ستؤثر على الوضع الإنساني في اليمن، إلا أنه أفاد بأن هناك خطة لتنفيذ إجراءات لتقليل تأثير التصنيف على بعض النشاط الإنساني والواردات إلى اليمن.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة "رويترز" بأن واشنطن تعتزم تصنيف الحوثيين المدعومة من إيران منظمة إرهابية أجنبية.
وقالت 3 مصادر مطلعة، إن الولايات المتحدة تعتزم تصنيف جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، منظمة إرهابية أجنبية.

وتناقلت وسائل الاعلام المختلفة ردود الفعل المختلفة حول تصيف الحوثي كجماعة ارهابية من قبل وزارة الخارجية الامريكية حيث رحبت الحكومة اليمنية بذلك فيما انتقدت جماعة الحوثي هذا التوجه واصفا القرار بالخاطئ متهمة امريكا بممارسة الارهاب في الوقت الذي ابتهج ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بالقرار معتبرين ذلك خطوة مهمة لكشف اعمال وجرائم الحوثي للعالم ولفت نظر المجتمع الدولي ازاءها وخنق تحركات الحركة ووقف الدعم عنها.

الحكومة ماذا قالت؟
رحبت الحكومة اليمنية، بالقرار الأخير الذي اتخذته حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، في بيان، إن القرار "ينسجم مع مطالب الحكومة اليمنية لمعاقبة هذه المليشيات الإرهابية".
واشارت الوزارة إلى أنه وبعد مضي ست سنوات من الحرب وفرض العديد من العقوبات بحق أفراد، نعتقد أنه ينبغي الاستمرار في تصعيد وتكثيف جميع الضغوط السياسية والقانونية على الحوثيين من أجل تهيئة الظروف المواتية لحل سلمي للصراع، والذي يهدف إلى إيجاد حل نهائي لهذا الصراع المأساوي الذي طال أمده في اليمن.

وقالت الوزارة "إن الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم".
ولفتت الوزارة إلى الأعمال العدائية التي قامت بها ميليشيا الحوثي من تفجير للمنازل ودور العبادة، واضطهاد الأقليات الدينية، وتهجير المعارضين والمنتقدين لممارساتهم واعتقال وتعذيب الصحفيين والناشطين السياسيين وحصار المدن واستهداف المدنيين عشوائياً وزراعة الألغام في البر والبحر واستخدام المنشآت الصحية والتعليمية للأغراض العسكرية وتدمير المؤسسات الاقتصادية في اليمن.
وقالت الوزارة "إن ان ما قامت به هذه الجماعة من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي يثبت الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة وعدم جديتها بتحقيق السلام".
وأكدت الوزارة أن دعم إيران الأيديولوجي والمالي والعسكري والفني للحوثيين هو الذي سمح لهم بالانخراط في أعمال إرهابية طائشة ومستهجنة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي يوم 30 ديسمبر 2020م على مطار عدن الذي استهدف الحكومة وتسبب في مقتل وجرح العشرات.
وقالت الحكومة إنها تدعم بشكل ثابت تصنيف الحكومة الأمريكية للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبي، مؤكدة مواصلة تقديم دعمها الكامل لجميع الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى سلام دائم وشامل وفقا للمرجعيات المعتمدة.

كيف تعاملت جماعة الحوثي؟
قال القيادي الحوثي "محمد علي الحوثي إن تصنيف جماعته بالإرهاب من قبل إدارة ترامب هو تصرف مدان، في أول تعليق على بيان الخارجية الأمريكية بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
وأضاف "الحوثي" في تصريحات نشرتها قناة المسيرة التابعة للجماعة، "نحتفظ بحق الرد إزاء أي تصنيف ينطلق من إدارة ترامب أو غيرها".
وأكد "الحوثي" أن "الشعب اليمني لا يهمه تصنيف إدارة ترامب كونها شريكا فعليا في قتله وتجويعه"، مضيفاً أن "‏أمريكا مصدر الإرهاب وسياسة إدارة ترامب وتصرفاتها إرهابية".
وقال "الحوثي" إن "سياسات إدارة ترامب تعبر عن أزمة في التفكير، وأمريكا تصنع الإرهاب في العالم"..

بماذا علق السياسيون والناشطون؟
علق مستشار رئيس الجمهورية د. أحمد عبيد بن دغر على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
وقال بن دغر في منشور له على فيسبوك: القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، توصيف دقيق وواقعي للحوثيين، وهو قراءة متقدمة للحالة في اليمن.
وأضاف: قرار يجرد الحوثيين من سلاح المظلة الكاذبة التي ادعوها، ويضع اصدقاء اليمن أمام الحقيقة الحوثية جرداء كما هي.
واختتم بن دغر قائلاً : الحوثيون منظمة إرهابية عنصرية ومتطرفة.
وقال مستشار رئيس الجهمورية عبدالملك المخلافي ان الشعب اليمني صنف الحوثي جماعة إرهابية منذ سنوات طويلة من خلال جرائمها وسلوكها.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات له على حسابه الشخصي في تويتر حيث قال فيها:صنف الشعب اليمني الحوثي كجماعة إرهابية منذ سنوات طويلة من خلال جرائمها وسلوكها، وما ارتكبته في حقه من إرهاب، وبقي التساؤل عن المعايير المزدوجة دوليا والتي تجعل العالم يدين داعش ويغض النظر عن جرائم الحوثي التي لاتقل بشاعة عنها أن لم تفوقها.
وأكد المخلافي ان جريمة قصف مطارعدن أثناء وصول الحكومة اليمنية وهو مطار مدني والتي أصبح من المؤكد مسؤولية الحوثي عنها أحد ابشع الجرائم الارهابية الموصوفة في العالم وعلى المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة إدانتها بوضوح كجريمة إرهابية وتصنيف الحوثي المرتكب لهذه الجريمة كجماعة ارهابية.
و أشار المخلافي الى ان تصنيف الولايات المتحدة الامريكية الحوثي جماعة إرهابية يتوافق مع مطالب الحكومة اليمنية والشعب اليمني والمنظمات الحقوقية وقرارات الامم المتحدة ذات الصِّلة ويخدم عملية السلام .
وعلق وزير الإعلام اليمني معمر الارياني على قرار الخارجية الأمريكية الذي أدرج جماعة الحوثي على قوائم الإرهاب والذي من شأنه التصدي لنشاطها الإرهابي والسعي الى ردع اي نشاط خبيث آخر للنظام الإيراني في المنطقة .
جاء ذلك في تغريدة له على تويتر قال فيها : نرحب بإعلان الخارجية الأمريكية تصنيف مليشيا الحوثي المدعومة من ايران منظمة إرهابية، وادراج ثلاثة من قياداتها (عبد الملك الحوثي، عبد الخالق بدر الدين الحوثي، عبد الله الحاكم) ضمن قوائم الارهاب، تلبية لمطالب ملايين اليمنيين الذين أطلقوا حملات شعبية.
وأضاف الإرياني ان هذه الخطوة تضع مليشيا الحوثي في مكانها الطبيعي الى جانب المنظمات الارهابية،بعد أن اوغلت في دماء اليمنيين وقوضت الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وقادت لأكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية،وهي انتصارا لدماء مئات الآلاف من ضحايا جرائمها وانتهاكاتها،وضمان لعدم الإفلات من العقاب

و أكد الإرياني أنه سيكون لهذه الخطوة أثر كبير في الحد من جرائم مليشيا الحوثي التي يدفع ثمنها المدنيين ووقف الانشطة الارهابية التي تستهدف الأمن الإقليمي والمصالح الدولية وحصر عمليات تهريب الاسلحة والخبراء الايرانيين،واجبارها للرضوخ للسلام، وإنهاء المعاناة الانسانية لملايين اليمنيين بمناطق سيطرتها.
الصحفي اليمني همدان العليي قال أن من يعارضون قرار تصنيف المليشيات الحوثية كجماعة ارهابية لا يمكن إيقافهم إلا بالقوة.
وقال العليي في تغريدة له على موقع "تويتر" ادعو جميع الباحثين والمهتمين بالشأن اليمني أن يتابعوا احتفاء اليمنيين بقرار تصنيف الحوثيين كجماعة ارهابية.
وأشار إلى أن حتى من يعارضون القرار لا يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون بأن الفكر الحوثي ليس إرهابيا بل لاعتقادهم بأن هذا التصنيف ليس مجديا مع جماعة إرهابية لا يمكن إيقافها إلا بالقوة.

حزب العمال البريطاني يحذر:
أشارت صحيفة (الغارديان) في تقرير أعده مارتن شولوف إلى خطط إدارة الأمريكية تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وما سيتركه هذا التنصيف من أثر على الجهود الإنسانية في اليمن.
وقالت إن إدارة الأمريكية تواجه دعوات متزايدة تطلب منها التخلي عن خطط تصنيف الجماعة المسلحة التي تسيطر على شمال اليمن من أجل تجنب حصول مجاعة في بلد يعتمد ثلثا سكانه على المساعدات الإنسانية.
وتحدثت تقارير عن خطوات أمريكية ضد الحوثيين قبل 20 يناير وهو تحرك سيعقد من مهمة توزيع المواد الغذائية والطبية الأساسية، حسبما يقول المسؤولون في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وسيأتي التحرك ضد الحوثيين ضمن سلسلة من العقوبات ضد إيران ومصالحها في ما تبقى لها من حكم، ذلك أن الضغط على إيران وحلفائها ظل علامة السياسة الخارجية الأمريكية.
وأضاف حزب العمال البريطاني صوته إلى مظاهر القلق من أثر أي تحرك في اليمن على الظروف الإنسانية. وقالت مسؤولة التنمية الدولية في الحزب آنا ماكمورين إن الخطوة المتوقعة ضد الجماعة التي تدعمها إيران ستحرم ملايين اليمنيين ممن لا خيار أمامهم سوى البقاء في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية، من المساعدات الضرورية.

وقف المساعدات
تثير تقارير أفادت بأنّ الولايات المتحدة تدرس تصنيف الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية"، قلق المنظمات الإنسانية التي تحذّر من أن الخطوة ستعيق إيصال المساعدات وتدفع البلاد الغارقة في الحرب إلى المجاعة.
ويبدو مسار تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران بندا رئيسيا على جدول أعمال الإدارة الأمريكية التي جعلت من عزل طهران محور سياستها الإقليمية، قبل أسابيع قليلة من خروجها من البيت الأبيض.
وأكد مسؤولون لوكالة (فرانس برس) تقارير تفيد بأن الإدارة الأمريكية تضع الأسس تمهيدا لإعلان خطوتها ضد الجماعة المتمردة التي تسيطر على العاصمة صنعاء وجزء كبير من الشمال في ظل حرب طاحنة مستمرة منذ أكثر خمس سنوات تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال دبلوماسي غربي في الخليج مطّلع على ملف اليمن "إذا تم تصنيفهم منظمة إرهابية، فستكون لذلك عواقب كثيرة".
وأوضح "ستواجه دول عديدة مشاكل في التعامل معهم (الحوثيون)، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد عملية (السلام) برمتها وعمل الأمم المتحدة كذلك".
وقد يكون تأثير التصنيف على الحوثيين الذين يخضعون أصلا لعقوبات الأميركية، محدودا، لكن اليمنيين العاديين سيدفعون بالتأكيد الثمن الأكبر خصوصا في ظل التراجع الكبير في المساعدات هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد.
وستؤثر تبعات القرار بشكل مباشر على مسار التواصل مع الحوثيين، وإدارة الضرائب، واستخدام النظام المصرفي، ودفع أجور العاملين الصحيين، وشراء الطعام والوقود، وخدمات الإنترنت وغيرها.
وقال رئيس "المجلس النروجي للاجئين" يان ايغلاند إن منظمته انضمّت إلى مجموعات إنسانية أخرى "في الإعراب عن القلق العميق إزاء احتمال خلق عقبات إضافية لا يمكن تجاوزها أمام تقديم المساعدات الحيوية في اليمن".
وأضاف في بيان الخميس أنّه إذا مضت الولايات المتحدة قدما في هذه الخطوة فعليها إصدار "إعفاءات واضحة لا لبس فيها" من شأنها أن تسمح لعمّال الإغاثة بالعمل دون خشية التداعيات القانونية.
ورد الحوثيون بغضب على احتمال إدراج الولايات المتحدة حركتهم في قائمة "المنظمات الإرهابية"، معتبرين أنّ ترامب لا يملك الحق في ذلك بعد فشله في الفوز بولاية ثانية.
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في جماعة "أنصار الله" سلطان السامعي "انتهت الانتخابات الأميركية وفاز غيره وهو مصر على أنه الفائز. لم يعد لتصريحات هذا الرجل أي معنى".
وتابع "إذا صنّف حركة أنصار الله على أنّها إرهابية فسيكون قرار صادر عن شخص غير مؤهل ومجنون بكل ما للكلمة من معنى".
في المقابل، من المتوقع أن تلقى الخطوة ترحيبا من السعودية، حليفة أمريكا والتي تعتبر الحوثيين جماعة إرهابية منذ 2014 حتى قبل تدخلها في الحرب اليمنية على رأس تحالف عسكري لدعم الحكومة المعترف بها دوليا في آذار/مارس 2015.
وتؤكد مصادر في الكونغرس الأميركي أن القضية قيد النقاش، ولكنها لا تزال محل نزاع سياسي، ومن غير الواضح ما إذا كان يمكن بلوغ مرحلة التصنيف بالفعل قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني/يناير.
وقال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية ناثان ميلز "نحن لا نفصح عن أية عملية تصنيف" قيد البحث.
وحذّر أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس وزير الخارجية مايك بومبيو في رسالة من أن التصنيف قد "يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتشكيل عقبة خطيرة أمام كل من عمليات الاستجابة الإنسانية والعملية السياسية".
وتحدّثت عاملة إغاثة عن تحذيرات لموظفين أميركيين والطلب منهم الانتقال إلى جنوب اليمن أو مغادرة البلاد.
وقالت لفرانس برس "لقد علمنا بهذا الأمر منذ شهرين، لكنّنا فهمنا في الأسابيع القليلة الماضية عبر مصادر دبلوماسية والأمم المتحدة أن الأمر قد يحدث في أي يوم الآن".
غير أنّ مسؤولا رفيع المستوى في فريق الأمم المتحدة في اليمن أكّد أنّه لم يطرأ أي تغيير على "الوضع الأمني" لموظفي المنظمة الأممية بعد.
وأوضح المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته "حتى الآن، وعلى الرغم من التقارير، ليس هناك أي سحب للموظفين. إذا حدث التصنيف، فسيكون على جهاز الأمن في الأمم المتحدة أن ينظر إلى ذلك على أنه مصدر خطر".

لن يؤثر على الحرب
وذكر أندرياس كريغ، الزميل في معهد دراسات الشرق الأوسط وأستاذ مساعد في كلية الأمن في كينغز كوليدج لندن: "تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية هو تغير دلالي لفظي فقط ولن يكون له تأثير على الصراع في اليمن ولا على محاولات الأطراف الخارجية لإيجاد حل دبلوماسي".
وأضاف السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فيرستاين، نائب الرئيس الأول في معهد الشرق الأوسط في واشنطن "لن يكون هناك أي مبرر لهذا التصنيف لجماعة الحوثي، الذين يتحملون مسؤولية كبيرة عن الصراع الدائر في اليمن لكنهم ليسوا إرهابيين".
وتابع: "من غير الواضح الغرض الذي ستقصد هذه الخطوة تحقيقه". "تم تقديم مقترحات مماثلة في الماضي ولكن لم يتم تنفيذها في المقام الأول لأنها لا تخدم أي غرض واضح".
وأكد فيرستاين أن تصنيف المتمردين على أنهم إرهابيون من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية لسياسة الولايات المتحدة، وهي المساعدة في التوسط في اتفاق سلام هناك وفي المنطقة الأوسع.
وقال: "تصنيف الحوثيين كإرهابيين سيجعل من المشاركة الأميركية البناءة في إيجاد حل دبلوماسي للصراع اليمني ودعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة أمرًا بالغ الصعوبة".
ورأت مجموعة الأزمات الدولية أنها بمثابة "توسيع لحملة الضغط الأقصى" التي انتهجتها الإدارة الأميركية ضد إيران، منذ تولي ترامب مقاليد الرئاسة في مطلع 2017، وأعاد بموجبها فرض عقوبات اقتصادية عليها بعد انسحابه من الاتفاق النووي في عام 2018.
وتدرس إدارة ترامب خطط التصنيف، منذ أكثر من عام، ثم اكتسبت زخما في الأشهر الأخيرة. وفي سبتمبر الماضي، قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "واشنطن بوست" إن الإدارة شرعت في إجراء مراجعة وستعلن عما إذا كانت ستصنفهم "منظمة إرهابية".

خطوة مهمة
وأعربت الولايات المتحدة مرارا عن قلقها إزاء اعتماد الحوثيين المتزايد على إيران، التي زودتهم بالصواريخ والطائرات من دون طيار والتدريب، ما سمح لهم باستهداف المطارات والبنية التحتية الحيوية الأخرى.
وأشار فيرستاين إلى أن "حل النزاع اليمني يمكن أن يكون خطوة مهمة في تقليل التوترات الإقليمية الشاملة، لذا فإن العقبات التي تعترض حلها ستكون ضارة بالاستقرار الإقليمي".
بينما قال كريغ إن التصنيف الإرهابي سيضر بمحاولات الحلفاء الأوروبيين لواشنطن للتوصل إلى اتفاق سلام، وتابع "سيجعل من الصعب على الغربيين التعامل مع المجموعة بمجرد تصنيفها".
ويعتقد عبد الغني الإرياني، الباحث البارز في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن وصف الحوثيين بالإرهابيين من شأنه أن يجعل الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن أسوأ، وقال "ستنتهي عملية السلام وسيواصل الحوثيون تقدمهم إلى شرق اليمن".
وأشار إلى أن هذا التصنيف سيؤدي إلى عزل المدنيين الذين يعيشون تحت سيطرة الحوثيين، والذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، وقال الأرياني: "النتيجة ستكون مجاعة كاملة".