آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:34ص

ملفات وتحقيقات


الحوثيون ينفذون مخططاً للسيطرة على التعليم الجامعي

الأحد - 10 يناير 2021 - 05:51 م بتوقيت عدن

الحوثيون ينفذون مخططاً للسيطرة على التعليم الجامعي

(عدن الغد) وكالات

بدأت ميليشيات جماعة الحوثي المدعومة من إيران، للمرة الأولى، تغيير أسماء كليات وقاعات دراسية في جامعة عمران الحكومية؛ بهدف تخليد أسماء قتلاهم، خاصة المقربين من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وهو ما اعتبره أكاديميون تحدثوا لـ «الرؤية» جزءاً من مخطط لنشر الأفكار الحوثية في المؤسسات التعليمية.

تغيير أسماء الكليات

وغيرت ميليشيات الحوثيين في وقت سابق أسماء كليات جامعتي صنعاء والحديدة، اللتين تحولتا إلى منابر لبث الكراهية وتسويق الفكر الحوثي، بعد أن كانتا من أكبر الجامعات الحكومية في اليمن، من حيث عدد الكليات وتخريج الطلاب.

واطلعت «الرؤية» على توجيه صادرٍ عن رئاسة جامعة عمران، الواقعة في محافظة عمران شمالي البلاد، قضى بتغيير أسماء أكبر 3 قاعات دراسية في الجامعة بأسماء 3 من قتلى الميليشيات الحوثية، على رأسهم رئيس المجلس السياسي السابق للحوثيين، صالح الصماد، الذي كان يشكل ثاني أهم شخصية في تنظيم الحوثيين بعد عبدالملك الحوثي.

وقالت رئاسة الجامعة، المعينة من قبل الحوثيين، في سياق التوجيه، إن هذه الخطوة تهدف إلى تخليد أسماء هذه الشخصيات، في حين قال مصدر أكاديمي رفيع لـ«الرؤية» إن القرار الحوثي يهدف بدرجة أساسية إلى إحلال أفكارهم في المؤسسات التي تتعرض لهذا النوع من التجريف والتغيير. و لا تقتصر هذه الإجراءات على الجامعات، بل تمتد للمدارس والمعاهد، وحتى الجمعيات والمبادرات المجتمعية.

وأضاف المصدر، مفضلاً عدم ذكر اسمه لاعتبارات متعلقة بسلامته، أن الحوثيين، وقبل تكريسها هذه المسميات بالقوة، «حشدوا أفكاراً طائفيةً مهولة داخل المناهج التعليمية في الجامعة، وكل الجامعات الخاضعة لسيطرتهم، خاصة المناهج المتعلقة بالتربية الإسلامية أو التربية الوطنية، وحتى مناهج تفسير القرآن الكريم، والسيرة النبوية».

 

معارض صور

وحوّلت ميليشيات الحوثيين، منذ أسبوعين، كلية التربية والعلوم الإنسانية في محافظة الجوف، والتي تُعد الكلية الوحيدة في المحافظة، إلى معرض لصور قتلاها، بعد أن خزَّنت كميات من الأسلحة في الكلية. وفق ما أكده لـ «الرؤية» مسؤول في لجنة الحقوق والإعلام بمحافظة الجوف، المعنية بتتبع القضايا الحقوقية التي تمس المدنيين والأعيان المدنية، والمؤسسات الحكومية.

وقال المصدر إن «الميليشيات احتلت الكلية، ونهبت محتوياتها، وهجَّرت الكادر التعليمي، وحولتها إلى سجن وساحة لتنفيذ أنشطتها العنصرية، وحرمت 1200 طالب وطالبة من الدراسة فيها» معتبراً تلك الخطوة تحدياً سافراً ينتهك قدسية المؤسسات التعليمية في البلاد، ويؤسس لمستقبل مظلم تخطط له الميليشيات الساعية إلى تسويق مشروعها الطائفي عبر الجامعات.

ووفقاً لمصادر «الرؤية» فإن ميليشيات الحوثيين حولت مرافق في جامعات الحديدة وصنعاء وإب، إلى معارض لصور قتلاها، كما أوعزت إلى رئاسات تلك الجامعات بتنظيم مهرجانات تمجد زعيم الميليشيات، وتكليف الطلاب بتنفيذ مشاريع بحثية حول مسيرة شخصيات تمجدها الميليشيات، مثل حسين الحوثي، مؤسس الجماعة، وحسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني الذي تمت مناقشة موضوعه في دراسة بحثية لنيل درجة الماجستير في جامعة صنعاء منذ شهرين. بحسب المصادر.

 

سطوة أمنية

وأرجع الحوثيون إدارة الشؤون الطلابية في الجامعات إلى هيئة أمنية أغلب أعضائها من محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، وهي هيئة تعرف باسم «ملتقى الطالب الجامعي» خوّل لها الحوثيون إدارة كافة الشؤون الطلابية في الجامعات، ومراقبة أنشطة الطلاب والأساتذة، حيث باتت تعمل كسلطة كاملة الصلاحيات لتسيير العملية التعليمية في الجامعات.

وحاولت وحدة أمنية تابعة لملتقى الطالب الجامعي، في منتصف ديسمبر الماضي، اعتقال الطالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، شوقي نعمان، الذي اتهم بالإلحاد من قبل مسؤول حوثي في الجماعة، على خلفية نقاش فكري دار بينهما، حيث سعى الحوثيون إلى اعتقاله، إلا أنه استطاع الفرار منهم.

وقالت راوية الأثوري، وهي طالبة في جامعة الحديدة، في اتصال هاتفي مع «الرؤية»، إن طالبات تابعات لميليشيات الحوثيين اعتدين عليها بالضرب حتى سالت الدماء من وجهها، بسبب استخدامها المكياج «الذي يصنف في عُرف الحوثيين بأنه نوع من أنواع الفاحشة».

وفرض الحوثيون تطبيق أنظمة جديدة على الجامعات بشكل تدريجي، بدأت بالنصح، ثم تحولت إلى إجراءات غير ملزمة، لكن وبعد تمكنهم كلياً من التوغل في الجامعات وفرض سطوتهم الأمنية عليها، فرضوا قواعد صارمة ضد الطلاب والكادر التعليمي في آن واحد، وصلت في بعض الأحيان إلى اعتقال أكاديميين بتهمة تقديم دروس «خادشه للحياء»، أو تتعارض مع المحددات التي وضعتها المليشيات لتقديم المحاضرات.