فنان الوطن العربي الكبير أبوبكر سالم بلفقيه ولد عام 1939 بمدينة تريم التاريخية في حضرموت، توفي والده وهو لم يكمل عامه الأول، نشأ في أسرة عريقة عرفت بالنجابة والذكاء واشتهرت بالعلم والأدب تربى في رعاية كنف جده زين بن حسن وعمه ووالدته الصالحة بنت عمر بن حسين الكاف، وتوفي بتاريخ 10 ديسمبر عام 2017 في مدينة الرياض، ومنذ ذلك الحين صمتت قيثارة الفن والطرب العربي منذ سنوات مضت حيث إنها اليوم تطل علينا الذكرى الثالثة بعد أن غيبه الموت عن الساحة الغنائية، ولكنه لايزال حياً بفنه وطربه في قلوب محبيه ومستمعي الفن والطرب الذي ورثه للساحة العربية الغنائية.
شكل الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه خلال مشواره الفني محطة ثنائية في مجال الطرب والفن مع صديق دربه الشاعر الحضرمي العربي الرائع الراحل حسين أبوبكر المحضار الذي صار شاعراً له طوال مشواره الفني الذي صعد به إلى مسامع الجمهور على كثير من المسارح العربية والعالمية، حيث إن الفنان أبوبكر سالم بلفقيه لم يكن فناناً ومطرباً فحسب بل شاعراً ومثقفاً يجيد فصاحة اللغة العربية بضمونها اللغوي الصحيح، أجاد الاغنية العربية من جميع أركانها واتجهاتها سواءً في الشعر أو اللحن أو التوزيع الموسيقي، واستطاع خلال حياته الفنية أن يقدم في مجال الطرب والفن بصوته النادر وحنجرته الذهبية كالآلة الموسيقة التي ليس لها شبيه أو مثيل في العالم بأسره، استطاع خلال ذلك المشوار تقديم الكثير من أنواع الغناء العربي بشتى أنواعه الغنائية الذي لم يستطع أن يقدمه غيره من عملاقة الفن العربي سواءً من الذين رحلوا أو من الذين لايزالون على قيد الحياة، حقق الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه نجاحات باهرة في مجال الفن والطرب أمام جمهوره بالعالم والذي لم يصل إلى ما وصل إليه أي فنان عربي سوى في مجال الفن أو بعدد الاغاني أو في جمال الصوت.
لقد كان أبوبكر سالم، رحمه الله، صوت الفن والطرب الأول عربياً والثاني عالمياً، حيث إن اليونسكو للثقافة والفنون في عام 1978 منحته جائزة أفضل صوت بالعالم، وفي عام 1968 حصل على الأسطوانة الذهبية في أثينا من شركة الإنتاج اليونانية لمبيعاتها لأكثر من 4 ملايين نسخة من ألبوم " امتى أنا أشوفك"، وفي عام 1983 غنى بقاعة ألبرت هول بلندن ومنحته الدول الخليجية والعربية جوائز وألقاب كثيرة مثل جائزة دولة الإمارات حيث أهداه الشيخ زايد سيفاً ذهبياً، وفي عام 1983 حصل على وسام تقدير من نادي الطلاب السعوديين بالقاهرة، وفي عام 1989 حصل على وسام الفنون من الدرجة الأولى للفنون في اليمن، وفي عام 1989 حصل على وسام تقدير من مهرجان حفلات الأندلس بالكويت، وفي عام 1995 كرمته وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان، وفي عام 1999 حصل على جائزة أفضل أداء ومفتاح تقدير الأداء في مهرجان أبها السياحي وفي عام 2001 كرمته حكومة البحرين بوسام الدرجة الأولى في الفنون والآداب، وفي عام 2002 حصل على جائزة أوسكار الأغنية العربية ولقب بفنان القرن من جامعة الدول العربية، وفي عام 2003 الدكتوراه الفخرية في الآداب والفنون من جامعة حضرموت.
فالفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه لايسع حجمه أي لقب أطلق عليه من قبل الدول العربية والعالمية ليليق به، فلقد صار بطربه وفنه أعجوبة الفن والطرب في الدنيا وعملاق للأغنية العربية، وسيظل مطرباً وفناناً عربياً كبير بساحة الفن والطرب ولن تستطيع كل اصوات فنانين الوطن العربي أن تتجاوز صوته وموهبته التي وهبها إياه الله سبحانه وتعالى وهي طبقات صوته المتعددة التي تتناغم مع صوت الأوتار العازفة للموسيقى وفي هذه الذكرى الفنية والطربية لن يقف حبر قلمي عن الكتابة بل سيحاول جاهداً أن يسكب مداده ليصفه بأعجوبة الفن والطرب في هذه الدنيا.
وبهذه الذكرى لن يستطيع مداد قلمي أو قلم غيري ممن يكتبون في العديد من الصحف والمجلات أن يكتب وصفه الفني والطربي الحقيقي الذي يليق به، فهذا ليس تمجيداً أو مبالغة في حقه كفنان كبير وعملاق للأغنية العربية التي تغنى بها عبر كل المحافل والمسارح العربية والعالمية، بل أنني وغيري ممن يكتب عليه لن نفيه حقه إن كتبنا عنه في جانب الفن والطرب وربما إننا سنكون مقصرين في الكتابات تجاهه إن كتبنا في كل المجلات والصحف فلن تسع سيرته الفنية والغنائية كل مجلات وصحف العرب، ولكن من خلال هذه الكتابات الذي خطها قلمي في ذكراه لعلي اوصل إلى القراء والمتابعين جزءاً يسيراً لسيرة فنه وطربه بما عرفته عنه من خلال متابعتي له أنا وغيري من ملايين البشر المحبين له على كوكب الأرض الذي نعيش عليه من خلال ما قدمه للطرب والفن العربي طوال مشوار حياته على مستويات كثيرة لقرن من الزمان.