آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. هل أصبحت صنعاء مدينة مثالية لعودة القيادات والإعلاميين أم أن الحوثي أفرغها من كل شيء؟

الأحد - 29 نوفمبر 2020 - 08:45 ص بتوقيت عدن

(تقرير).. هل أصبحت صنعاء مدينة مثالية لعودة القيادات والإعلاميين أم أن الحوثي أفرغها من كل شيء؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يتناول دعوات الحوثيين لقيادات سياسية وإعلامية في صف الشرعية للعودة إلى صنعاء

هل فشلت الحرب في اليمن.. وهل يدفع ذلك المؤتمر والإصلاح إلى عقد صلح مع الحوثيين؟

كيف يستثمر الحوثي الصراعات في الجنوب ويعمل على ترسيخ حكمه في الشمال؟

لماذا يريد عدد من السياسيين والإعلاميين العودة إلى صنعاء.. وهل يشمل ذلك قيادات في الشرعية؟

هل سيؤدي الفشل في تحويل عدن إلى عاصمة فعلية للتفكير بالعودة إلى صنعاء؟

اذا كان الحوثي جادا في دعوته .. لماذا اصدر احكام اعدام بحق عدد كبير من السياسيين والاعلاميين ؟

موسم العودة الى صنعاء 

(عدن الغد) خاص:

قال ياسر اليماني القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام انه تلقى خلال اليومين الماضين دعوة من زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي بالعودة إلى صنعاء.

واكد اليماني انه سيعود الى صنعاء في يوم ما مع اهله وانه لن يقف بينه وبين العودة اليها أي شيء، لافتا الى انه سيعود اليها مع كافة المشردين الذي شردتهم الحرب.

وقال الصحفي المقرب من حزب الاصلاح والشرعية انيس منصور انه تلقى دعوة من قبل الحوثيين بالعودة الى صنعاء غير انه لم يفصح عن اية معلومات اضافية.

وتأتي هذه التطلعات والرغبات لقيادات يمنية في العودة الى صنعاء في ظل طول امد الحرب واستمرارها بصورة فاقمت من عملية النزوح السياسي في بلدان العالم والتي ترمي بنفسها ثقيلة عليهم كلما طالت الحرب وتعقدت الحياة المعيشية لليمنيين في الخارج.

ويتوزع اليمنيون النازحون من جراء الحرب على عواصم دول عربية واسلامية واجنبية ابرزها الرياض والقاهرة والدوحة وانقرة وعواصم اوربية اخرى ويعيش بعضهم في ظل وضع معيشي صعب بينما اصبحت الحياة في الخارج توصف لدى كثيرين منهم بانها حياة التشرد الصعبة والقاسية.

ويبدو ان استمرار القيادة والحكومة الشرعية في الخارج دون العودة الى عدن، وعدم القدرة على جعلها عاصمة فعلية، هو الذي حرك مشاعر البعض ورغباتهم بالعودة الى اليمن ولاسيما الى صنعاء وهو الأمر الذي دفع جماعة الحوثي لتوجيه الدعوة لهؤلاء بالعودة الى صنعاء في ظل حالة من الشتات والضياع التي تعيشها كثير من القيادات خارج البلاد.

العودة إلى صنعاء

هل اصبحت صنعاء آمنة حتى يعود القادة السياسيون من الخارج اليها؟ وكيف يمكن لجماعة الحوثي استقبال قادة سياسيين كانوا موالين للشرعية؟ اسئلة مهمة تبرز في هذا المسار الصعب الذي يمكن ان يقرر البعض السير فيه في ظل امور لم تتضح وصورة ما تزال قاتمة ويرى مراقبون ان دعوة جماعة الحوثي لعدد من السياسيين والاعلاميين التابعين للشرعية العودة اليها يأتي في اطار المناكفات السياسية بين الحوثيين والشرعية كما ان جماعة الحوثي تريد ان تؤكد من خلال ذلك مدى تسامحها وتطلعها للغفران عما سبق لتحسين صورتها لدى الداخل والخارج.

وعلق عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي على توجهات البعض بالعودة الى صنعاء كما جاء في حديث ياسر اليماني بأنها مغامرة كبيرة لأن جماعة الحوثي ليست صادقة، حد قولهم، فيما تقول وانما تفعل ذلك للاستهلاك السياسي فضلا عن ان العاصمة صنعاء ليست آمنة بما يكفي فهي مسرح لأحداث قتل بصورة شبه يوميه، ويأتي مقتل القيادي الحوثي حسن زيد الشهر الماضي ليؤكد ان صنعاء ليست بخير حتى يجازف البعض بالعودة اليها.

هل سيرتمون في حضن الحوثي؟

ولكون الشرعية غير جادة في تحويل عدن الى عاصمة فعلية في ظل التحديات التي تواجه المدينة وعدم الوصول الى الاتفاق النهائي فيما يخص اتفاق الرياض فإن ذلك ربما يدفع عددا من القيادات للتلويح بالعودة الى صنعاء فضلا عن ذلك قد يدفع من تخلت عنهم الشرعية الى مغازلة الحوثي حيث من المتوقع ان تتخلى الشرعية عن الوزير احمد الميسري وصالح الجبواني في التشكيل الحكومي الجديد.

ويرى المراقبون ان الشرعية تمر بمنعطفات كثيرة وخطيرة قد تدفعها للتفكك من الداخل في حال عدم التوصل الى حل نهائي ينهي الازمة مع المجلس الانتقالي والعودة الى عدن مجددا والاستقرار فيها.

وتوقع سياسيون ان يرتمي قادة كبار في حضن الحوثي في حال استمرت الشرعية بهذه الصورة من النكوص والفشل وفي حال تخلت عن رجالها المعروفين لصالح تدخلات خارجية لا تريد الخير للبلاد.

ويشير البعض الى ان فشل الحرب في اليمن قد يدفع المؤتمر والاصلاح للتصالح مع الحوثي والتخلي عن الرئيس هادي والعودة الى صنعاء وقد يحدث ذلك في نهاية المطاف حينما يشعر هؤلاء السياسيون بأن الحرب ما هي الا مؤامرة على البلاد والعباد ولا يراد لها ان تنتهي وهذه الفرضية في حد ذاتها تعد مؤشرا خطيرا قد يؤدي الى وضع حد نهائي للشرعية والتحالف.

تعقيد المعقد

تسير الامور نحو التعقيد في اليمن لا توجد هناك مؤشرات لنهاية الحرب، كل التحركات الداخلية والخارجية ليست جادة كل هذه الامور تفاقم من معاناة النزوح سواء اكان النزوح الانساني او السياسي لكن جماعة الحوثي تبدو انها بدعواتها المشار اليها انفا تريد تسجيل اهداف سياسية فحسب والا لما اصدرت احكام الاعدام بحق قائمة طويلة من السياسيين والبرلمانيين والاعلامين التي تقول انهم يؤيدون "العدوان"، هذه النقطة فقط تؤكد زيف دعوات جماعة الحوثي لاستقبال قادة واعلاميين مؤيدين للشرعية في صنعاء وكل هذه الامور مجتمعة تضيف مزيدا من التعقيد على المشهد المعقد اصلا لتجعله اكثر تعقيدا وغير قابل للحل.

في المقابل تساهم الشرعية بأفعالها غير الجادة بمراكمة الاحباط في نفوس الناس وقد تدفع هذه الاحباطات عددا اخر من السياسيين والاعلاميين خلال الايام القادمة الى الاعلان عن رغبتهم في العودة الى صنعاء، علينا فقط الانتظار للسيناريوهات القادمة في ظل تعقد المشهد اليمني الذي يجعل فهم خباياه من الامور العسيرة لدى المتابعين.

ولكن السؤال: هل العودة الى صنعاء هو الحل الانسب لدى البعض؟ وهل فشلت الحرب في تحقيق اهدافها؟.

هل فشلت الحرب؟

تكاد سبع سنوات ان تنقضي منذ انطلاق الحرب ولم يسجل التحالف والشرعية اية اختراق مهم ممكن ان يصب في صالحهم وقد يؤدي الى ايقاف الحرب واعلان حل سياسي للخروج من الازمة السياسية اليمنية، كل المؤشرات لا تصب في صالح الشرعية والتحالف لاسيما وان اخر معاقل الشرعية في الشمال وهي محافظة مأرب في حالة حصار حوثي منذ عدة اسابيع.

وكلما طال زمن الحرب تفاقمت الازمات لدى اليمنيين جنوبا وشمالا وفي الخارج حيث يتوزع الملايين في حالة نزوح في دول الشتات ويرى مراقبون ان اليمنيين سوف يقاتلون جماعة الحوثي حتى النهاية وانهم لن يستسلموا لها لأنها جماعة عنصرية لا تؤمن بالمساوة والعدالة حتى لو ادى ذلك لطول مدة الحرب وانه ليس من حل لكارثة الحوثي الا اجتثاثها من الارض بينما يرى اخرون ان الحل السياسي هو في اخر المطاف من سيحسم هذه الحرب وان التوافق والحوار هو الطريق لحل الازمة اليمنية لكنهم علقوا على دعوات الحوثيين باستقبال قادة الشرعية في صنعاء بنوع من السخرية حيث يرون ان ذلك مستحيل وانه من قبيل الاستهلاك السياسي.

وفي ظل الوضع التي تعيشه الشرعية الواقعة في خضم صراعين في الجنوب والشمال يرى مراقبون ان ذلك يعقد الوضع اكثر ويؤدي الى حرف مسار الحرب وعدم السماح لها بتحقيق اهدافها، وهذا في حد ذاته قد يدفع الى نهاية غير حسنة للشرعية التي قد تتفكك من الداخل كما هو حال جماعة الحوثي التي لديها صراعات داخلية عديدة قد تؤدي الى تفككها.

ويبدو الوضع في اليمن غير مفهوم لكثير من المحللين السياسيين الذي يراقبون الوضع، حيث تتداخل كثير من الامور وتشتبك كثير من القضايا في بعضها البعض، فالشرعية تعاني من صراعات داخلية وخارجية، وكان الاولى الاتحاد لإنجاز هدف الحرب الرئيسية ضد الحوثيين ويرى مراقبون ان ذلك اضعف من قوتها في التصدي للحوثي ومنح الحوثي فرصة للملمة أوصاله واستعادة انفاسه حيث ينظر الحوثي للصراع في عدن وابين بانه يصب في صالحه ويعيق عملية اجتثاثه الامر الذي يجعله يتلاعب بالجميع ويشترط شروطه لإنهاء هذه الحرب الملعونة.

عودة الشرعية إلى صنعاء

لا يبدو أن الشرعية ستتمكن من العودة الى صنعاء، وهذا يعني انها غير قادرة على تحقيق نصر قريب وحاسم على جماعة الحوثي وهذا ما يجعل الحوثي يتبجح ويوجه الدعوات لناشطين وقادة سياسيين بالعودة الى صنعاء في الوقت الذي لا تعتبر صنعاء عاصمة مثالية يمكن العودة اليها بدون اية احترازات.

وفي الاخير يمكن القول ان الحرب تأخذ ابعادا جديدة كل يوم وتفاقم من الازمات والصراعات البينية داخل الاطراف المتحاربة ويراهن الحوثي على فشل اتفاق الرياض وعودة الصراع في الجنوب الذي سوف يمنحه الوقت والحياة اللازمين للاستمرار مسيطرا على صنعاء وشمال اليمن الى وقت غير معلوم.