آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. سياسة (العصا البحسنية).. هل فشلت أم أنها تواجه مؤامرة إسقاط؟!

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020 - 10:13 ص بتوقيت عدن

(تقرير).. سياسة (العصا البحسنية).. هل فشلت أم أنها تواجه مؤامرة إسقاط؟!

(عدن الغد)خاص:نن

تقرير يرصد موجة الاحتجاجات في حضرموت وسياسة المحافظ البحسني..

سياسة (العصا البحسنية).. هل فشلت أم أنها تواجه مؤامرة إسقاط؟!

البحسني في مواجهة موجة الاحتجاجات.. هل يصمد؟!

ما دور الحكومة وموقفها من الاحتجاجات والبحسني؟!

هل خذلت الحكومة البحسني أم أن لديها مشاكل كبرى؟!

من يسعى للتخلص من المحافظ البحسني؟!

عصا البحسني.. هل تنكسر؟!

تقرير / محمد حسين الدباء:

شهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت خلال اليومين الماضيين احتجاجات
واسعة وقطعا للطرقات تنديدا بتردي خدمة الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة.

وقطع مواطنون غاضبون الشوارع الرئيسة والفرعية، واحرقوا الإطارات، ورددوا
الشعارات التي تطالب برحيل محافظ المحافظة فرج البحسني لعجزه عن حل مشكلة
الكهرباء التي يعاني منها السكان منذ سنوات.

وتشهد مدينة المكلا انقطاعات كبيرة للتيار الكهربائي تصل إلى 6 ساعات
مقابل ساعة واحدة تشغيل فقط وهو ما تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين نتيجة
ارتفاع درجة الحرارة خلال هذه الايام.

وأكد كتاب وصحفيون أن إطلاق الرصاص الحي في الشوارع والأزقة يضع المحافظ
فالبحسني في مأزق الإدارة بالقمع، وهو ما ينذر بتداعيات سيئة، بينما برر
آخرون ذلك بأن اللجنة الأمنية منعت التجمعات والفعاليات.

وفي وقت سابق أعلنت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت منع الفعاليات
والتجمّعات والمظاهرات والوقفات، في عموم حضرموت، مضيفة أن هذا القرار
يأتي بعد رصدها مجاميع تخريبية وإجرامية، هدفها خلال الأيام والأسابيع
القادمة، استهداف أمن المواطن والمحافظة، وإقلاق السكينة العامة وحالة
الاستقرار الأمني.

وعللت ذلك، حتى لا تكون هذه التجمعات والمظاهرات، مدخلا للخارجين عن
القانون لتنفيذ مخططاتهم واستغلال حرية التعبير عن الرأي، التي كفلها
القانون لتنفيذ تلك المخططات والإضرار بالمواطنين.

البحسني في مواجهة موجة الاحتجاجات

منذ إمساكه بزمام الأمور في حضرموت وتوليه دفة الحكم فيها خلال الحقبة
العصيبة التي تمر بها حضرموت حاول المحافظ فرج سالمين البحسني إمساك
العصا من المنتصف إزاء المزاج الشعبي الواقع بين مشروع المجلس الانتقالي
الجنوبي والتمسك بشرعية الدولة، وظل المحافظ رافعا شعار (حضرموت أولا).

ويرى مراقبون أن سياسة البحسني إمساك العصا من المنتصف (العصا البحسنية)
نجحت نوعا ما بالحد من دخول حضرموت في أتون صراعات سياسية لن تخلف
لحضرموت سوى الدمار والخراب والمزيد من التدهور في القطاعات الخدمية.

وأضافوا أن سياسة البحسني كانت ناجحة خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي تمر
به البلاد، مؤكدين أن هناك محافظات انجرت خلف تلك الصراعات السياسية فكان
مصيرها مزيدا من التفكك ومزيدا من الصراع، مشيرين إلى أن تلك الصراعات
التي خلفتها النخب السياسية كان سببا رئيسا في تدهور الخدمات المدنية،
مستشهدين بمحافظة عدن التي تتجرع المعاناة ليلا ونهارا بسبب تلك النخب
السياسية.

بينما يرى آخرون أن الاحتجاجات تؤكد أن المحافظ البحسني فشل في تسيير
شؤون المحافظة خدماتيا، مشيرين إلى أنه لو كان ناجحا لما وصلت انقطاعات
التيار الكهربائي إلى 6 ساعات مقابل ساعة واحدة تشغيل فقط، مؤكدين أن
المحافظة لديها موارد كبيرة لو استغلها المحافظ لتسيير الخدمات لكفتهم،
منوهين بأن أغلب الموارد لا تستفيد منها حضرموت وأن على المحافظ أن
يستخدم سياسة (قطع البزبوز).

فشل البحسني أم أنها مؤامرة لإسقاطه

تعكس الصورة المعاشة في حضرموت حالة من الاستقرار الخدمي مقارنة
بالمحافظات المجاورة، ففي قطاع التعليم العام شهدت حضرموت نجاحا منقطع
النظير، فما يقوم به مدير مكتب التربية والتعليم الوكيل جمال عبدون يشهد
بأن حضرموت تبني أساسا قويا للدفع بالعملية التربوية والتعليمية قدما،
وهذا الأمر تؤكده المسابقات التي تتصدرها حضرموت داخليا وخارجيا إضافة
إلى المشاريع التعليمية الكبرى التي تفتتح خلال كل عام، أما في التعليم
الجامعي فنجد أن د.محمد خنبش رئيس جامعة حضرموت يسير في طريق الرقي
بالتعليم الجامعي، حيث يتوافد الطلاب من المحافظات اليمنية للتعلم في تلك
الكليات التي تتبع جامعة حضرموت.

أما الجانب الصحي فهو يعد الأفضل مقارنة بالمحافظات المجاورة، وكذا القطاع الأمني.

وما يحسب على المحافظ الفشل في ملف (الكهرباء)، لكن هناك مراقبين أكدوا
أن البحسني سعى لإصلاح خدمة الكهرباء في حضرموت وقدم بعض الحلول لكن
الثقب الأسود في مؤسسة الكهرباء لا يعلم كم عمقه!.

وستظل الكهرباء في اليمن المشكلة التي تحتاج لحلول كثيرة وجذرية كون
مشكلتها مرتبطة بنظامها التشغيلي الذي يعتمد على الوقود وأيضا قدم شبكتها
التوزيعية وآلاتها، وفي كل أزمة كهربائية يكون هناك أحد الأسباب السابقة،
ناهيك عن هوامير الفساد في هذه الخدمة التي تعد أرضا خصبة لهم.

وأكد صحفيون أنه من حق الشعب أن تكون له كهرباء لا تنطفئ، وعلى أي مسؤول
كبيرا كان أم متوسطا أم صغيرا ألا يقايض الشعب (الأمن مقابل الخدمات)،
فالخدمات أمن أيضا، وحياة في أبسط مستوياتها، ناهيك عن حرية التعبير عن
الرأي بالكلمة أو الصورة أو المظاهرة.

وقال مراقبون إن هناك أيادي خفية تحرك خيوط اللعبة في حضرموت لإسقاط
البحسني وذلك لعدم تماهيه معها في بعض الأحيان ووقوفه ضدها في أحيان
أخرى، مشيرين إلى أن سياسة (العصا البحسنية) أرقتهم كثيرا.

ما دور الحكومة وموقفها؟!

تشكل حضرموت منعطفا في الأزمة بين الفرقاء، حيث يحاول كل طرف إبقاؤها من
حصته كونها بما تمتلكه من مساحة جغرافية وثروات ستمثل نقطة نفوذ كبيرة في
الحكومة المرتقب تشكيلها، لكن يبدو أن الفرقاء لن يتركوا حضرموت المستقرة
في منأى عن الصراع.

برغم سياسة (العصا البحسنية) مع أطراف الصراع إلا أن البحسني محسوب على
الشرعية التي دفعت به إلى الساحة الحضرمية، ومازال يستظل بالشرعية في
كثير من الأوقات.

وفي أزمة الاحتجاجات التي ضربت حضرموت يقف البحسني وحيدا، حيث إن الحكومة
لم تقدم له ما يشفع له عند الحضارم في خدمة الكهرباء ليظل البحسني يصارع
وحيدا دون أن يجد الدعم المادي، فهل خذلت الحكومة البحسني أم أن لديها
مشاكلها الأخرى الأكبر؟!.

من يسعى للتخلص من البحسني؟!

تعرض البحسني خلال فترة حكمه لمحافظة حضرموت لمحاولتي اغتيال، حيث نجا من
محاولة اغتيال بعبوة متفجرة كانت تستهدف موكبه في مدينة المكلا بعد أقل
من أسبوعين من محاولة سابقة لاغتياله.

وأكد المتحدث العسكري أن الفرق الهندسية التابعة لقيادة المنطقة باشرت
بسرعة لإبطال العبوة الناسفة وتفكيكها، وأوضح أنها "كانت معدّة للتفجير
عن بُعد، وتحمل مواد شديدة الانفجار لاستهداف موكب المحافظ أثناء توجهه
لمقر قيادة المنطقة العسكرية عند الساعة 9:40 صباحاً، بمنطقة خلف، في
مدينة المكلا".

وأوضح الجابري "أن العملية الإرهابية التي أفشلها الحس الأمني العالي
للقوات الأمنية والعسكرية؛ كانت تهدف الإخلال بالملف الأمني بشكل عام
وزعزعة الأمن والاستقرار بالمدينة، وساحل حضرموت عموماً، وإحداث إرباك
أمني وسياسي بمحافظة حضرموت".

وأشار الجابري إلى أن المحافظ البحسني "نجح منذ قيادته لمعركة تحرير ساحل
حضرموت عام 2016 في تجنيب المحافظة ويلات الحرب، وإعادة تأسيس مؤسستين
عسكرية وأمنية على قدر عالٍ من الكفاءة والإخلاص واليقظة والانضباط، نتج
عنه استقرار الحالة الأمنية للمواطنين، وجعل من حضرموت أنموذجاً ناجحاً
في الملف الأمني على مستوى الوطن".

وقال مراقبون إن محاولتي إغتيال البحسني تؤكدان أنه وقف أمام مشاريع
كبيرة كان الهدف منها الإضرار بحضرموت، مشيرين إلى أن الموارد النفطية
والمينائية كانت تصب في جيوب أشخاص وأن البحسني مزق تلك الجيوب، مؤكدين
أنه بعد فشل محاولات التخلص منه فإن تلك الجهات سعت لزعزعة الأمن من خلال
عرقلة المشاريع التنموية ووضع العراقيل بأيديهم التي تتواجد في مفاصل كل
القطاعات الخدماتية.

وأضاف آخرون أن حضرموت تعد المحافظة الوحيدة التي لم تتأثر كثيرا في
الجانب الخدماتي خلال سنوات الحرب، فهي أقل المحافظات اليمنية تضررا.