آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-07:37ص

صفحات من تاريخ عدن


المسجد العثماني بعدن.. تاريخ اسلامي يتعرض للتدمير والطمس ودعوات لإنقاذه

الإثنين - 22 أبريل 2013 - 03:30 م بتوقيت عدن

المسجد العثماني بعدن.. تاريخ اسلامي يتعرض للتدمير والطمس ودعوات لإنقاذه
جانب من المسجد العثماني التاريخي - عدن الغد

عدن(عدن الغد)خاص:

*تقرير: أحمد النجمي

 

 

مسجد العثماني بمنطقة الممدارة مديرية الشيخ عثمان عدن، مسجد له مكانة دينية قبل أن تكون له مكانة تاريخية، وله مكانة تاريخية قبل أن تكون له مكانة تراثية وله مكانة تراثية قبل أن تكون له مكانة وحب في قلوب كل من عرفه وعشقه .

 

إن مسجد العثماني يعتبر أحد ركائز التراث الديني العدني، لكنه للأسف أضحى تراثا يندثر ويتهدم أمامنا بفعل الإهمال المتعمد والمقصود من الجهات الحكومية قبل الجهات الخاصة.

 

مسجد يقدر عمره بمئتي عام, ويتجلى واضحاً فيه فن العمارة الإسلامية, اليوم أضحى بلا ترميم وبلا ماء! تخيلوا.. بيت الله بلا ماء .!!

 

 فكيف نريد ان تحل علينا بركة الله ورضوانه ورحمته ونحن لا نخدم بيوته ولا نفيها حقها, ان أشد ما يخشى منه هو السقف الذي نخر النمل الابيض (الأرضة) أعمدته وأوشك على الانهيار على رؤوس المصلين فيه.

 

يؤسفنا ان نرى ماضينا يطمس امام اعيننا.. ولكننا لن نقعد مكتوفي الايدي حيال من يريد سرقة ماضينا وتراثنا وسنقف صفاً واحداً امام كل هؤلاء, فمن لا ماضي له لا حاضر له ومن لا حاضر له لا مستقبل له.

 

إن المسجد العثماني اليوم يحتاج إلى خزان للماء يحتاج إلى الماء قبل كل شيء , يحتاج إلى ترميم مستعجل لهيكله الداخلي و الخارجي على صعيد واحد يحتاج إلى عنايه مستعجله و ترميمه لا يتم بالصورة التي يرمم بها أي مسجد آخر بل اننا نطالب بمختصين لترميم هذا التراث الديني والتاريخي .

 

لان ترميم الاثار والتراث اشبه ما يكون بعملية جراحية يجب ان يتحرى المرممون الحرص والدقة لكي لا تطمس الآثار التاريخية والمعالم التراثية فيها, فإننا من هنا نناشد مؤسسة المياه, الهيئة العامة للتاريخ والتراث, وزير الاوقاف, وزير السياحة.

 

ونناشد كل عشاق عدن وكل اهلها وتجارها وكل أهل الخير بان يلتفتوا لمسجد العثماني وأن يولوه الاهتمام المستعجل فكل يوم يمر على هذا المسجد اشبه ما يكون بتحد مع العوامل الطبيعية والزمنية للبقاء "تحدي البقاء".

 

 

 

قالوا عن المسجد ! 

 

- السيد أحمد علي شيخ الجنيدي البالغ من العمر 42 عاما وهو من سكان منطقة مسجد العثماني وأحد عاشقي التراث القديم قال لــ(عدن الغد) إن مسجد العثماني يعتبر معلما للمدينة سواء على المستوى الانساني أو الديني وحتى التاريخي ونطالب بسرعة الترميم الكامل للمسجد وخصوصاً سقف المسجد ومنارته, وإصلاح البئر التابعة للمسجد وإعادته للخدمة من جديد كما نطالب بإصلاح الميكرفونات أو تجديدها لأنها تحتاج لصيانة نظراً لقدمها وتآكلها .

 

 

وأكد الجنيدي أن صحن المسجد أيضاً يحتاج لترميم مستعجل وفوري، وطالب مكتب الاوقاف والتجار واهل الخير بتلبية مطالب المسجد من مكتبة للقرآن وتجديد لسجاد المسجد وبلاطه.

 

 وطالب كذلك مؤسسة المياه في عدن بتجديد شبكة مياه المسجد، وقال إن المياه تظل مقطوعة عن المسجد طوال فترة فصل الصيف.

 

 

وخاطب في ختام حديثه مكتب الاوقاف والتجار وكل المقتدرين قائلاً إن ارواح المصلين في هذا المسجد في أعناقهم، كما ذكر أن السقف قد نخر النمل الابيض (الأرضة) اعمدته وأوشك سقفه على الانهيار, لذلك لزم الترميم المستعجل.

 

-  الحاج علي احمد جيرا وهو من خدام مسجد العثماني وأحد عاشقي التراث القديم يرى بأن المسجد بقدسيته وتراثه التاريخي ومكانته يعتبر أحد أهم الركائز التي تقام عليها هيبة الدولة وهو كذلك صرح سياحي وتاريخي عظيم, كما يمثل هذا الصرح العظيم قداسة خاصة في الدين الاسلامي عموماً والتراث العدني الاصيل خصوصاً.

 

 

وقال الحاج علي جيرا ان إهمال الدولة لهذا المسجد التراثي بهذه الطريقة يعتبر إهانة بحق التاريخ وبحق الدين الاسلامي. على حد تعبيره.

 

 

واضاف أن كثيرا من الزوار والمنظمات أتت إلى المسجد ولكن للأسف لا احد قدم إلى هذا الصرح العظيم أي شيء يذكر من الفائدة وأن مطالبهم بترميم المسجد في كل مكان وفي كل الدوائر الحكومية المتخصصة لكن بلا طائل.

 

وقال الحاج علي أحمد "نطالب أهل عدن وأهل الخير بسرعة ترميم هذا التراث التاريخي والديني بعد أن فشلت كل المساعي في مطالبة الدولة".

 

 

واضاف "نطالب بمتخصصين لترميم المسجد حيث ان ترميم هذا المسجد التراثي اشبه بعملية جراحية يجب ان يحرص المُرمم فيه على الدقة والا طمست معالم هذه التحفه التاريخية ."

 

وأشار الى ان المسجد يظل طيلة فترة فصل الصيف بلا ماء ما يضطرهم ان يمدوا ايديهم إلى اهل الخير لكي يجمعوا المال الكافي لشراء (بوزة) صهريج ماء حيث أن بئر المسجد تحتاج لصيانة كذلك, كما يحتاج المسجد لتسليك كهرباء جديد بالكامل نظراً لقدم التسليك وتآكله بسبب عوامل الزمن.

 

وشدد الحاج علي جيرا على أن الاوقاف يجب أن تقوم بدورها المناط بها، فالدين ليس مجرد افواه ناطقة، بل هو ايمان يتبعه عمل وإخلاص .