بعد صد ورد مازال مستمرا منذ أشهر بين الصين وأميركا حول فيروس كورونا المستجد، تطور ليصبح أشبه بقطع علاقات بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أنه لن يتواصل مع نظيره الصيني في الوقت الحاضر، اعترفت الصين، الجمعة، أنها أمرت مختبرات غير حكومية بتدمير عينات من الجائحة خلال مراحل مبكرة من تفشي المرض.
في التفاصيل، نقلت صحيفة "South China Morning"، التي تصدر في هونغ كونغ، عن المسؤول في اللجنة الوطنية للصحة ليو دنغ فنغ قوله إن هذا الإجراء اتخذ لدرء الخطر على السلامة البيولوجية في المختبرات ومنع الكوارث الثانوية الناجمة عن مسببات الأمراض غير المحددة، مضيفا أنه عندما تم الإبلاغ عن الوباء الشبيه بالالتهاب الرئوي لأول مرة في ووهان، كانت المعاهد على المستوى الوطني تعمل على تحديد العامل المسبب للمرض.
كما لفت إلى أنه وبناء على بحث شامل ورأي خبراء، قررت السلطات حينها تصنيف الوباء ضمن الفئة الثانية للأمراض الشديدة، وفرض متطلبات السلامة البيولوجية على جمع العينات، والنقل والأنشطة التجريبية، بالإضافة إلى تدمير العينات، بحسب تعبيره.
يشار إلى أن العلاقة الصينية الأميركية كانت توترت إلى حد كبير في الفترة الأخيرة على خلفية انتشار وباء كورونا الذي تسبب بوفاة أكثر من 300 ألف شخص حول العالم.
وتوجهت اتهامات دولية إلى بلد المليار حول تقصير من قبلها سمح بانتشار الفاجعة إلى هذا الحد.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد مرارا أن بكين رفضت تقديم عينات فيروس مأخوذة من المرضى عندما بدأت العدوى في الصين أواخر العام الماضي، وأن السلطات الصينية دمرت عينات تم الحصول عليها في وقت مبكر.
ووفقا لمذكرة صادرة في فبراير/شباط عن لجنة الصحة الإقليمية في الصين، تم الطلب من الذين يتعاملون مع عينات الفيروسات بعدم تقديمها إلى أي مؤسسات أو مختبرات دون موافقة.
كما طلب من المختبرات غير الحكومية، التي حصلت على عينات في مراحل مبكرة من تفشي المرض، أن تدمرها أو ترسلها إلى مركز حكومي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بحسب المذكرة.
إلى ذلك، أودى فيروس كورونا المستجدّ على الأقل بـ299 ألفاً و638 شخصاً حول العالم منذ ظهر في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الساعة 19,00 ت.غ الخميس استناداً إلى مصادر رسميّة. فيما سُجّلت أكثر من أربعة ملايين و395 ألفاً و790 إصابة في 196 بلداً ومنطقة.
وسجّلت الولايات المتحدة التي ظهر فيها الوباء بداية شباط/فبارير، أعلى حصيلة إجماليّة للوفيّات بلغت 84985 من بين مليون و401 ألف و948 إصابة. وأعلِن تعافي 243 ألفاً و430 شخصاً على الأقلّ.