آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-12:35ص

صفحات من تاريخ عدن


من صفحات ذكريات اليمنيين (رجال القاموس) في بريطانيا

السبت - 29 فبراير 2020 - 04:22 م بتوقيت عدن

من صفحات ذكريات اليمنيين (رجال القاموس) في بريطانيا

عدن - عدن الغد - متابعة: فضل عبدالله الحبيشي:

 

في نهايات القرن التاسع عشر بعد عام 1890م دخل المهاجرون اليمنيون (ساوث شليدز) الواقعة على ضفاف نهر تاين وهي واحدة من أكبر الموانيء البريطانية آنذاك لندن وكارديف وليفربول , وإن كان التواجد اليمني في بريطانيا بشكل عام يعود إلى عام 1860م أي قبل ١٦٠ عاما.
فقد عملت الحكومة البريطانية بسبب نقص الأيدي العاملة على تشجيع الهجرة إلى أراضيها، ووصل عدد البحارة اليمنيين مع نهاية الحرب العالمية الأولى في بريطانيا إلى 3000 شخص.. وكان البحارة اليمنيون يعرفون في بريطانيا باسم (رجال القاموس) والقاموس هو كناية عن اليمن مهد العرب أو اللغة العربية.

 


في عام 1909م أنشأ أحد المهاجرين اليمنيين ويدعى علي سعيد أول استراحة عربية للبحارة العرب (ومعظمهم يمنيون) تهتم وتتكفل باستقبالهم وتسكينهم .

 


تميز اليمنيون في عملهم بالجدية والنشاط والهمة العالية فكانوا يعملون في الأعمال الخطرة التي لا يقدر عليها أبناء الجاليات الأخرى أو حتى أهالي بريطانيا، وكانت رغبة أرباب السفن في تشغيلهم كبحارة وعمال على ظهر السفن مما أدى إلى غضب الإنجليز فتم مضايقة اليمنيين وفرض قيود على هجرة العرب إلى بريطانيا بالرغم من تضحية المئات من البحارة العرب بأرواحهم لأجل بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى.. الأمر الذي دفع جموع المهاجرين اليمنيين إلى القيام بثورتهم المشهورة ضد التمييز العنصري في بريطانيا ، وتدخلت قوات الجيش والبحرية لفض تظاهراتهم وتم القبض على العديد منهم ومحاكمتهم.

 


هذا وقد تـمَّ تسجيل (14) فيلماً وثائقياً لرجال القاموس الباقين على قيد الحياة لتسجيل انطباعاتهم وذكرياتهم، ولتوثيق الأحداث التي مرَّت بهم وبالجالية اليمنية الأقدم عربياً في بريطانيا قبل أكثر من ١٦٠ عاما.. هذه الأفلام من إخراج المخرجة الإيرانية “تينا غرافي” بعنوان «آخر رجال القاموس» بتعاونٍ بين كلٍّ من شركة “بردج”، و”تونيل” للإنتاج الإعلامي.. وقد أقيمت معارض مختلفة لعرض الأفلام في كلِّ من: بريطانيا، واليمن لعرض صور وذكريات رجال القاموس أو بالأحرى من تبقى منهم على قيد الحياة.