آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-08:15ص

صفحات من تاريخ عدن


ما هي الأسباب وراء حضارية عدن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؟

الخميس - 28 مارس 2013 - 10:00 ص بتوقيت عدن

ما هي الأسباب وراء حضارية عدن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؟
احد اهم اسباب حضارية عدن وجود كافة النشاطات المدرسية والتي كان الهدف منها صقل شخصيه الطالب وتوسيع قدراته وترسيخ ثقته بنفسه وتعريفه بمجتمعه

((عدن الغد)) كتب:عبدالله احمد السياري :

الدلالات على حضاريه عدن والمجتمع العدني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي واضحة وجليه وفي ما يلي اضرب بعضاً قليلاً الأمثلة على تلك الحضارية الاجتماعية في ذلك الزمن (وهناك دلالات كثيرة ماديه وبنيوية وخدماتية الا أنني لن أتطرق إليها في هذه العجالة) وانأ هنا اذكرها كديباجه او كتأسيس للسؤال الذي سأطرحه في أخر هذه الخاطرة.

 

ومن هذه الدلالات على حضاريه عدن والمجتمع العدني وقتها ما يلي:

 

1. التسامح بين إفراد وطوائف المجتمع والقبول بالأخر .كانت تلك الظاهرة منقطعة النظير في سموها وجمالها  حتى والله إننا كنا لا نعير أي اهتمام على طائفة أواصل او ديانة الطالب الجالس إلى جانبنا في الصف –هذا ان عرفنا ماهيتها في المقام الأول

 

 

2. مناصره ودعم الأقل حظا في المجتمع حيث كان هناك

a.جمعيه ومعهد للمكفوفين

b. كافه الجمعيات الخيرية  بما في ذلك جمعيات سخية ترعى الأرامل والأيتام

c.حتى بل كانت هناك جمعيه للرفق بالحيوان

 

3. وجود الجمعيات الفاعلة في صنوف الفن والأدب دون تمييز بين الناس او حجبها عن زيد او عبيد.

 

4.   وجود كافة النشاطات المدرسية والتي كان الهدف منها صقل شخصيه الطالب وتوسيع قدراته وترسيخ ثقته بنفسه وتعريفه بمجتمعه . واذكر تماما عندما كنت طالبا في متوسطه التواهي وكان مديريها وقتها أستاذي القدير والمربي المشهود له يوسف السعيدي-أقول اذكر إننا كنا نقوم بنشاطات متنوعة بما في ذلك الرحلات التعليمية المتعددة والمسرحيات بالعربية (وحتى بالانجليزية)  والنشاطات الفلكلورية حتى اذكر أنهم أخذونا إلى أذاعه عدن حيث  شاركنا في احد برامجها - رحم الله أستاذي العزيز يوسف السعيدي (الصور المرفقة تبين بعض تلك النشاطات)

 

5.  الانضباط الهائل بقوانين المرور –انضباط ذاتي المنبع بوازع ودافع شخصي وكانت تلك دلاله حضاريه واضحة إلى جانب التصميم المجتمعي على إبقاء شوارع عدن دائما نظيفة

 

6.   الشغف بالقرائن وتنوع الكتب المؤلفة من شخصيات عدنيه معروفه مع وفره في الصحف باللغة العربية والانجليزية التي أسست  بل كانت هناك مكتبه متنقلة تمتعت انا وغيري بالاستفادة منها.

 

 

انا اسأل نفسي دائما ماهي الأسباب التي أدت إلى هذا السمو الحضاري واسألها  ذلك من منطلق إيجاد سبل لاستعادتها

السؤال الذي أحب التركيز عليه هو  ما هي الأسباب وراء حضاريه عدن وقتها وليس السؤال عن ماهي الأسباب إلي دمرت حضاريه عدن فتلك معروفه وقد كُتب الكثير عنها

 

 

وخطر في بالي الأمور التالية كأسباب والله اعلم:

1. وجود جو من الحرية الفكرية وقتها والإبداع والحضارة يحتاجان لجو كهذا ليتالقأ.

2. المستوى المعيشي الذي كان لا باس به  وقتها أطلق الطاقات تجاه تلك الحضارية وقد ذكر ابن خلدون في "المقدمة" ان العمران والعلم وأصناف الصنع والآداب تزدهر عندما يتحسن الوضع الاقتصادي في الدولة

3. كان مستوى التعليم وقتها- بين العدنيين- جيد وذلك أمر لابد منه كخلفيه وكمنصة وثب في أفاق الحضارية

لعل الأسباب هذه كلها مجتمعه كانت وراء حضاريه عدن

 

 

 لا اشك ان هناك أسباب أخرى  غير التي ذكرتها.

انا متفائل جدا أننا سنرى في المستقبل الغير بعيد عوده عدن –حاضره الجنوب- إلى رونقها الحضاري القديم- بإذن الله تعالى وستكون منارة مشعه يفتخر بها كل الجنوبيين