واصلت الصحف البريطانية إبراز الموضوعات المتعلقة بالملف الإيراني، والتطورات الجارية فيه، "وتهديدات أمريكية لأوروبا، بهدف تفعيل آلية النزاع مع إيران، بعد انتهاكها الاتفاق النووي"، علاوة على "الانتقادات لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان والأوضاع المتردية في السجون".
ونشرت الإندبندنت أونلاين تقريرا لروبرت فيسك بعنوان "إيران تغيرت للأبد بعد اعترافها بالخطأ الكبير".
يفتتح فيسك مقاله مبرزا ما قاله رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشيرشيل للزعيم السوفيتي السابق ستالين في الحرب العالمية الثانية "الحقيقة نفيسة جدا لدرجة أنه يجب حراستها بالكثير من الأكاذيب".
ويضيف فيسك "لكن المعاني في منطقة الشرق الأوسط تغيرت ولم تعد تحمل نفس المضمون فلا الحرب أصبحت حربا ولا الحقيقة حقيقة لذلك لم يعد ممكنا تطبيق مقولة تشيرشيل على مايجري هناك".
ويوضح أن الكذبة التي ادعتها إيران بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية لم تصمد طويلا وظهرت الحقيقة فقط بهدف حماية النظام من التعرض للوم في حال انكشفت الحقائق لاحقا من قبل الشعب لذلك عجل النظام بالاعتراف بها.
ويعتبر فيسك أن الوقت الذي يمكن فيه الفرار بجريمة كبيرة إلى هذا الحد قد انتهى بسبب انتشار وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي والنشر الإليكتروني كما أصبحت الرادارات بعيدة المدى والأقمار الاصطناعية قادرة على اكتشاف إطلاق الصواريخ في أي بقعة من العالم.
ويضيف فيسك قائلا "في رأيي أن الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى أية الله علي خامنئي قد علما بحقيقة ماحدث في غضون ساعة لكن خشوا من تبعات كشف الحقيقة في دولة يحمل اسمها وصف إسلامية وتضفي على الحرس الثوري صفات مثل خشية الله والخلو من الفساد فكيف يقع هذا الخطأ"؟
ويقول فيسك إن وجه إيران تلطخ بالخطأ الذي جرى ثم لاحقا بالكذب ومحاولة خداع الشعب والعالم لذلك لاعجب في ان المواطنين نزلوا إلى الشوارع للتظاهر لكن ذلك لايعني أن النظام الإيراني على حافة الانهيار كما يطمح ترامب والخبراء الأمريكيون ورغم ذلك فإنها تغيرت وإلى الأبد.
"تهديد أوروبا"
مصدر الصورةREUTERS
الغارديان نشرت تقريرا عن نفس الموضوع لمراسل الشؤون الديبلوماسية باتريك وينتور بعنوان "ألمانيا تؤكد أن ترامب هدد أوروبا تجاريا لتغيير سياستها تجاه إيران".
يقول وينتور إن وزيرة الدفاع الألمانية أكد أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هددت بفرض ضريبة على واردات البلاد من السيارات بقيمة 25 في المئة لدفع أوروبا لتفعيل الإجراءات المضادة لإيران بسبب انتهاك بنود الاتفاق النووي.
ويضيف التقرير أن الوزيرة الألمانية صرحت في مؤتمر صحفي في العاصمة البريطانية لندن بان "التهديدات موجودة بالفعل" وذلك في معرض ردها على سؤال حول مقال نشرته جريدة واشنطن بوست جاء فيه ان ترامب حذر فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشكل سري من الضرائب التي قد تفرضها إدارته على السيارات الأوروبية.
ويوضح وينتور أن وزراء من الدول الخمس التي لها رعايا بين ضحايا الطائرة الأوكرانية اجتمعوا في لندن لبحث الرد المناسب على إيران قبل أن يتفقوا على المطالبة بتحقيق محايد وشفاف في كل ماحدث مشيرا إلى وجود مخاوف من ردود الفعل داخل إيران.
ويقول الصحفي إن المخاوف في أوروبا الآن تتركز على وجود جناح داخل إيران لايرغب في التعاون مع التحقيقات الدولية ويرفض حتى تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة.
ويشير إلى أن هناك أقاويل تتردد داخل إيران بأن الولايات المتحدة تلاعبت بأنظمة الرادار الإيرانية وجعلتها غير قادرة على تتبع الطائرة والتعرف على هويتها.
ويوضح وينتور أن ديبلوماسيين أوروبيين أشاروا إلى أن الاتحاد الأوروبي قام في وقت سابق بتفعيل آلية النزاع بخصوص الاتفاق النووي مع إيران بعدما اتخذت طهران خطوات سابقة تنتهك بنودها لكن الاتحاد قرر عدم إعلان هذه الخطوات بطلب من الصين.
"سجون السيسي"
مصدر الصورةREUTERSImage captionتوفي محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا أثناء محاكمته
التايمز نشرت تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر بعنوان "السيسي عرضة للانتقادات بعد موت مواطن أمريكي في أحد سجون القاهرة".
يقول سبنسر إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيكون في مواجهة انتقادات حادة في العاصمة البريطانية لندن بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في مصر بعد موت مواطن أمريكي في أحد سجون القاهرة، حيث وجه رئيس الوزراء بوريس جونسون دعوة شخصية للسيسي لحضور القمة الاقتصادية البريطانية الأفريقية رغم الحملة القمعية المستمرة في مصر منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، علاوة على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السجون التي أصبحت مكتظة".
ويضيف أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي عبروا عن غضبهم من النظام المصري بعد وفاة مصطفى قاسم تاجر قطع غيار السيارات مصري الأصل وأمريكي الجنسية بعد تعرضه لفشل قلبي في السجن إثر إضراب عن الطعام، حتى أن إدارة ترامب الحليفة للسيسي أبدت قلقها مما جرى.
ويوضح سبنسر أن "السيسي الذي يرأس الاتحاد الأفريقي في الوقت نفسه سيكون عرضة للانتقادات في لندن كما تتزايد الاتهامات من منظمات حقوق الإنسان للاتحاد الافريقي بالتقليل من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر حتى بعد مقتل وتشويه الباحث الإيطالي جوليو ريجيني".
ويشير سبنسر إلى أن مصطفى قاسم تعرض للاعتقال عام 2013 وقُدم لمحاكمة جماعية تضم 700 متهم دون ان يتم الاستماع لأي منهم بشكل فردي وقضت المحكمة بسجنه 15 عاما مضيفا أن "المئات من السجناء يخوضون إضرابا عن الطعام في السجون المصرية احتجاجا على الأوضاع المرعبة التي يعانون منها، والتي أدت إلى وفاة الرئيس المصري السابق وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي العام الماضي بعد سنوات قضاها في محبسه الانفرادي".