واصلت الصحف البريطانية، الصادرة صباح الأحد، في نسخها الورقية، والرقمية، الاهتمام بآخر التطورات في الملف الإيراني، سواء تبعات المواجهة بين طهران والولايات المتحدة، أو اعتراف الجيش الإيراني، بإسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية، بصاروخ أطلق بالخطأ، وما تلاه من مظاهرات غاضبة في طهران.
"الإندبندنت أونلاين" نشرت مقالا لكاميليا إنتخابي فرد، رئيسة تحرير النسخة الفارسية للجريدة، بعنوان "الإيرانيون سيدفعون ثمن مواجهة دولتهم للولايات المتحدة".
تقول كاميليا إن البعض يرى أن قصف إيران لقاعدتين تستخدمهما الولايات المتحدة في العراق شكل نهاية الرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وعزز ذلك تغريدات نشرها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال فيها إن "إيران نفذت الإجراءات اللازمة".
وتضيف أن "ترامب لا يسعى إلى إشعال حرب ضد إيران بما يؤثر على فرصه في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة لكنه رغم ذلك أمر بقتل قائد بارز، ومؤثر، وكان اسمه يثير الخوف بين حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
وتقول "ربما لن يصرح أحد من هؤلاء الحلفاء بسعادته باغتيال سليماني علنا، لكنهم في السر يشعرون بالفرح بما فعل ترامب".
وتشير كاميليا إلى أنه "لعدة أسباب لاتستطيع إيران مواجهة الولايات المتحدة في حرب مفتوحة، وكمحصلة لذلك قررت طهران تقييد هجومها على القاعدتين شبه الفارغتين في العراق، كما تردد أنها أبلغت مسؤولين أمريكيين قبل الهجوم للتأكد من عدم سقوط قتلى من الجانب الأمريكي".
وتوضح أن إيران لديها العديد من الأساليب التي يمكنها أن "تقلق بها الولايات المتحدة، وتقض مضجعها في المنطقة بأسرها، عبر الميليشيات التي تحارب بالوكالة عنها، مثل تهديد الملاحة في مضيق باب المندب، وفي الخليج وبحر عمان، ناهيك عن الهجمات الإليكترونية التي يمكن أن تضر بالولايات المتحدة في المستقبل".
"الاعتراف بالجرم"
مصدر الصورةREUTERS
الأوبزرفر نشرت على صفحتها الأولى تقريرا لمراسلتها في اسطنبول بيثان ماكيرنان ومراسل محلي في طهران لم تذكر اسمه بعنوان "اعتراف إيران بإسقاط الطائرة يشعل التوتر في طهران".
يقول التقرير إن إيران حاليا تصارع لمواجهة العبء الثقيل لما وصفه الرئيس حسن روحاني "بالخطأ الكارثي" خاصة بعدما اعترفت بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، التي كان على متنها 176 شخصا بينهم عشرات الإيرانيين.
ويوضح التقرير أن الضغوط العالمية ليست الوحيدة التي تهدد النظام الإيراني، فيما يبدو أنها أكبر أزمة تواجهها البلاد منذ ثورة 1979، لكن على المستوى الداخلي هناك غضب متصاعد بين المواطنين بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في الوقت الذي يجاهد فيه مسؤولون كبار دينيون وسياسيون وعسكريون لمواجهة التبعات الصعبة.
ويشير التقرير إلى أن "أزمة إسقاط الطائرة جاءت تزامنا مع أزمة اغتيال قاسم سليماني وفي أعقاب مظاهرات شهدتها معظم أنحاء البلاد واجهها الجيش بالقوة، وقتل مئات المواطنين، وهو ما يجبر النظام في إيران على التخندق في وضع الدفاع في الوقت الحالي".
ويؤكد التقرير أن قرار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بالتحقيق مع المسؤولين عن قاعدة الحرس الثوري الإيراني الواقعة في ضواحي طهران والتي انطلق منها الصاروخ الذي أسقط الطائرة يعد أمرا غير مسبوق على الإطلاق.
"عضب شعبي"
مصدر الصورةAFP/GETTY
الصانداي تليغراف، نشرت عدة تقارير عن الملف الإيراني، بينها تقرير لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط، راف سانشيز، وأحمد فهدت، بعنوان "المتظاهرون الإيرانيون يندفعون إلى الشوارع تعبيرا عن غضبهم من إسقاط الطائرة الأوكرانية".
يقول التقرير إن "إيران وصلت أخيرا إلى نقطة الغليان بعد 4 أيام من إسقاط صاروخ إيراني، الطائرة المدنية الأوكرانية، فوق إحدى ضواحي العاصمة طهران، حيث ظل الغضب يتراكم، بينما كانت الأدلة توضح أن النظام يتحمل مسؤولية مأساة إسقاط الطائرة".
ويشير التقرير إلى أن المتظاهرين تدفقوا على الشوارع بعد ساعات من إعلان إيران مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة، حيث ندد المتظاهرون من الطلاب بالحرس الثوري، وهو النخبة العسكرية النافذة في البلاد، والتي تتبع المرشد الأعلى للثورة، علي خامنئي، مباشرة.
ويضيف التقرير أن الطلاب الإيرانيين رددوا هتافات مناهضة للحرس الثوري، مثل "عار عليكم" و"أنهوا حكمكم للبلاد" مضيفا أن "هناك شواهد عدة على أن الدائرة المحيطة بالرئيس حسن روحاني، توجه اللوم للدوائر المتشددة، المناهضة لها في الحرس الثوري" مستشهدا بتصريح لحسام الدين أشنى، مستشار روحاني، قال فيه إن الحرس الثوري "خدع المجتمع الإيراني" بعدما نفى تورطه في كارثة الطائرة.
ويوضح التقرير أن هذه المظاهرات تمثل تغيرا عكسيا حادا، وسريعا، في توجهات المجتمع نحو الحرس الثوري، بعدما خرج نحو مليون شخص قبل أيام، للمشاركة في مراسم تشييع قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، كما احتفل الكثيرون بالهجمات الصاروخية الإيرانية على قاعدتين عسكريتين في العراق.