تهل علينا الذكرى (٢٦) ، والذي يصادف يومنا هذا ٢٦ ديسمبر ٢٠١٩م، لرحيل صاحب اجمل الالحان الرقيقة..المتميز بـ (السهل الممتنع).. الفنان خالد الذكر "محمد عبده زيدي" ، عندليب الأغنية العدنية التي اشجتنا الحانه العذبة ممزوجة بالعواطف والمشاعر مابين عشق الحياة وآهات السنين..فكم طافت أغانية فوق قلعة صيرة وصهاريج عدن وساحلها الذهبي وأبين وغديرها ، والتي تميزت الحانه شحنات من العواطف وكتل من المشاعر الجميلة.
ولقد شكل ثنائيا رائعا مع الشاعر الراقي المرحوم (مصطفى خضر) وكذلك عبدالله عبدالكريم ربنا يمده بالصحة والعافية، وتميزت باحتواءها اللهجة العدنية المتداوله والخفيفة والتي تعطيك جواز سفر لتجول في شوارعها وسواحل وسهول جبال عدن الحبيبة، ومن هذه الكلمات مثل (السعادة) و (وراسك) و (بارعي لك) و (نسيت اللي اتفقنا عليه) و(ياقلبي كفاية)، وغيرها من الاغاني العدنية المتفردة بلهجتها..
فالزيدي والخضر استطاعا ان يشكلا ثنائيا غنائيا رائعا، مثلهما مثل (لطفي امان و احمد قاسم) وغيرهم من الثنائيان والتي انتشرت منذ خمسينيات القرن الماضي.
فاحتوت أغانيهما إلم تك بعضها لمفردات عدنية خالصة..
حصريا للزيدي وخضر.. والتي ستدوم حياة وعمقا في زمننا.
فصوته رحمة الله عليه شجيا يحتوي على شحنة كثيرة من العواطف، وتأخذك أغانية لذكرياتك بكلما تحتوي الكلمة من معنى اكانت حزينه ام جميلة.. اختزنت روح عدن بكل مرحها وشجونها في احيائها وسواحلها وجبالها، فتمضي الحانه بك لذكرياتك مع الليالي المقمرة الجميلة.
ولادة ونشأة العندليب:--
وُلد الفنان الراحل محمد عبده زيدي في السادس من فبراير 1944م بحوطة لحج، ولظروفه الأسرية أنتقل مع أمه وأخته إلى كريتر عدن، في (حافة القاضي) وألتحق عام 1955م بمدرسة (بازرعة) وتعلّم فيها المرحلة الإبتدائية ومنها انطلق لعالم الموسيقى والغُناء والطرب، استطاع المرحوم ان يرسم مستقبله الفني والموسيقي من خلال قسم الموسيقى بمدرسة "بازرعة" ، وبنا عليها أحلامه المستقلية، وتخصص بآلات النفخ الموسيقية ووجد عبرها الرعاية والإهتمام من قبل أساتذته الموسيقيين الذي كان على رأسهم الفنان الراحل يحيى مكي والموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم، و استطاع الفنان محمد أن يتعلم وبمهارة فائقة العزف على آلات النفخ الموسيقية المختلفة.
وخلال فترة وجيزة وبمساعدة من أساتذته استطاع ايضا أن يتحول من تلميذ وعازف إلى قائد لفرقة المدرسة الموسيقية لإحياء مختلف الحفلات الفنية ، وشارك الموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم اثناء زيارة الموسيقار فريد الأطرش لعدن عام 1956م..
تعرض الفنان محمد عبده زيدي ، بمرض عضال ألمّ به ومنعه عن ممارسة نشاطه الإبداعي الخلاق قبل وفاته بأربع سنوات والذي وافته المنية في ٢٦ ديسمبر ١٩٩٣م.
فقدنا صوتا شجيا يحتوي على شحنة كبيرة من العواطف، وتاخذك اغانيه لذكرياتك بكلما تحتوي من معنى، اكانت حزينة ام جميلة، اختزنت روح عدن بكل مرحها وشجونها في احيائها وازقتها وسواحلها وجبالها، فتمضي الحانه بك لذكرياتك مع الليالي المقمرة الجميلة.
رحم الله عندليب الاغنية الراقية والتي اصبحت جزء من حياتنا، الف رحمة ونور لفنان الشعب المهضوم اعلاميا.
