آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-03:23ص
العالم من حولنا

مقتل زعيم «القاعدة» في شبه القارة الهندية كشف دوره في «إخفاء أسامة»

الأحد - 13 أكتوبر 2019 - 02:55 م بتوقيت عدن
مقتل زعيم «القاعدة» في شبه القارة الهندية كشف دوره في «إخفاء أسامة»
الباكستاني عاصم عمر زعيم تنظيم «القاعدة» في شبه القارة الهندية
(عدن الغد) متابعات:

كشف الإعلان عن مقتل الباكستاني عاصم عمر، زعيم تنظيم «القاعدة» في شبه القارة الهندية، عن علاقته بزعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن.

وقال عمرو عبد المنعم، المتخصص في شؤون الحركات الأصولية بمصر، إن «عاصم عمر هو المهندس الحقيقي لعملية إخفاء (بن لادن) منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 حتى مقتله في 2011»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «عاصم عمر كلَّف إبراهيم سعيد (المُلقب بإبراهيم الكويتي) بأن يتولى عملية إخفاء (بن لادن) في آبوت آباد الباكستانية، وتواصل (أي عمر) مع معظم القبائل، ووفر الدعم اللوجيستي لـ(بن لادن)، حيث أمنت له القبائل المسكن والجو المناسب، حتى يستطيع العيش بسلام، في إطار ما يعرف في القبائل الباكستانية بـ(حق الجوار)، وهو الذي يضمن لـ(القاعدة) المساندة من قبل القبائل، في أوقات الأزمات أو الحروب التي يمر بها التنظيم، حيث عاش (بن لادن) هناك لسنوات، دون أن يعرف أحد بذلك، إلى أن نجحت القوات الأميركية في قتله، حيث اعتمد (بن لادن) في الدخول في عمق القبائل».

وأكد عبد المنعم، أن «(عمر) يُعد قائداً عسكرياً كبيراً في تنظيم (القاعدة) عرَّف (بن لادن) بإبراهيم الكويتي، الذي تحول لساعد (بن لادن) بعد ذلك، حتى ارتكب خطأ بسبب إجراء مكالمة مع شخص آخر، كشفت عن مكان (بن لادن)، وقادت هذه المكالمات التي كان يجريها (الكويتي) من أماكن مختلفة وبعيدة، فريق البحث إلى رصده ومتابعته، وكان هو وشقيقة مفتاح سقوط (بن لادن) في آبوت آباد مطلع مايو (أيار) عام 2011».

وقالت الاستخبارات الأفغانية قبل أيام، إن «(عمر) كان بين قتلى عملية وقعت نهاية سبتمبر الماضي، في إقليم هلمند، وقُتل خلالها 40 شخصاً على الأقل، بينهم 12 طفلاً، في عملية أميركية - أفغانية مشتركة، جاءت بعد أيام من ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية على (متشددين)، كانوا يختبئون وسط مزارعين، وتسببت في مقتل 32 من مزارعي الصنوبر».

وكشف عبد المنعم عن أن «جميع المعتقلين من تنظيم (القاعدة) خلال تحقيقات الاستخبارات الأميركية، كانوا يخفون علاقتهم بشخصين هما (عمر)، و(الكويتي) أثناء التحقيقات معهم عقب توقيفهم».

وعن الظهور الأول لعاصم عمر. قال عبد المنعم: «كان ظهوره في مقطع فيديو مطلع سبتمبر عام 2014 عندما أعلن زعيم تنظيم (القاعدة) أيمن الظواهري، تولي (عمر) إمارة التنظيم في جنوب آسيا، كما قام بتسميته متحدثاً باسم التنظيم في جنوب آسيا».

فسر عبد المنعم، إعلان الظواهري لمناصب (عمر) الجديدة، أنها «كانت في إطار الصراع على الإمارات بين (داعش) و(القاعدة) في منطقة آسيا الوسطي والقوقاز، عبر فتح جبهة جديدة لـ(القاعدة) في آسيا، أمام اتساع سيطرة (داعش) في سوريا والعراق حينها».

وأصدرت أذرع «القاعدة» في يوليو (تموز) عام 2013. شريط فيديو ظهر فيه «عمر»، وهو يدعو المسلمين الهنود إلى المشاركة في «الجهاد العالمي» - على حد زعم التنظيم... كما ظهر «عمر» في عدة مقاطع مرئية أنتجتها حركة «طالبان باكستان»... وألف ما يقرب من أربعة كتب تدعو إلى «الجهاد»، منحته شهرة كبيرة بين «الإسلاميين».

وأضاف عمرو عبد المنعم: أن «(عمر) كان مُنظراً من مُنظري (القاعدة)، وفي أبريل (نيسان) عام 2014 أصبح الزعيم الشرعي لـ(القاعدة) في شبه الجزيرة، بعد أن كان كبير مسؤولي الشريعة بالتنظيم، حيث تربى في المدارس العلمية الطلبانية داخل العمق الباكستاني، والتي كانت تمد (القاعدة) ومعظم الجماعات الدينية في باكستان بالأتباع، بحسب قوله».

كلام عبد المنعم، اتسق مع ما ذكرته مصادر باكستانية أخيراً، بأن «(عمر) قضى 16 عاماً على الأقل في أفغانستان، وكانت المرة الأولى التي يدخل فيها دوائر «الجهاد»، عندما درس في جامعة (العلوم الإسلامية) في كراتشي، كما درس عمر أيضاً في مدرسة (العلوم الحقانية) الباكستانية، التي كان يديرها سامي الحق المعروف بأبي طالبان».