صاحبت انطلاقة البث التلفزيوني في السعودية عام 1964 حركة فنية من مجموعة من الممثلين الهواة الذين تخطوا ضعف الإمكانيات وتحدوا محيطهم في زمن كان المجتمع لم يستوعب بعد أهمية الفن ودور الفنانين.
ويُعد الممثل السعودي أحمد الهذيل مع شقيقه حمد الهذيل وصديقهم هندي المري أول الممثلين الذين ظهروا على شاشة التلفزيون.
الهذيل يسارا مع سعد خضر في عمل درامي بالستينات
أحمد الهذيل أكمل، بعد 1964، مشواره في الفن والإعلام وحصل على البكالوريوس في المسرح من جامعة فلوريدا عام 1980. ومؤخراً، شغل الهذيل منصب رئيس جمعية المسرحيين السعوديين.
وقال الهذيل في حديث لـ"العربية.نت": "نعيش في الفترة الحالية حركة فنية كبيرة في أكثر من اتجاه. ووزارة الثقافة تملك رؤية قادمة لمختلف الفنون ومن ضمنها المسرح. نتمنى أن يكون لدينا مسرح قوي يعبر عن وجدان السعوديين وإرثهم الثقافي والتاريخي".
وأضاف: "قبل 3 عقود كان لدينا مسرح اجتماعي حقيقي وكان الناس يرتادون ويحبون المسرح، والجيل السابق عاش فترات مهمة في جنباته، ثم توقف الحراك المسرحي الذي كانت تدعمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب ودخلنا في مرحلة من الاجتهادات الفردية من الفنانين المحبين للعمل المسرحي".
الهذيل طالب بدعم المسرح السعودي
واعتبر الهذيل أن المسرح يحتاج إلى الدعم والبنية التحتية وإتاحة الفرصة للمؤهلين من الشباب وأصحاب الفكر لخدمة المسرح.
وأعاد الهذيل الذاكرة إلى كواليس الأعمال الدرامية قديماً حيث أكد أن روح الأسرة الواحدة كانت حاضرة في صناعة الدراما السعودية في أواخر الستينات ومطلع السبعينات. وأضاف: "عندما كان التصوير يتم داخل استوديوهات التلفزيون كان الجميع يعملون بمتعة ومحبة، من ممثلين وطاقم فني. أما اليوم فالوضع مختلف مع وجود شركات الإنتاج".
وعن بداياته التلفزيونية قال الهذيل: "عام 1964 تشرفت بأن أكون صاحب الأولوية في الظهور على الشاشة كممثل، وكان عمري حينها 18 عاماً، ولا زلت أتذكر الدور الذي أديته وهو دور "شايب" (كبير بالسن) اسمه ابن درعان".
وأضاف: "قدمنا أنا وأخي حمد الهذيل وهندي المري رحمه الله أول عمل درامي سعودي وكان يحكي عن التعليم ويتكون من 3 حلقات واسمه "مساكم الله بالخير"، وهو من تأليف عبدالله العلي الزامل رحمه الله".
إحدى الأعمال المسرحية السعودية
يذكر أن الفنان أحمد الهذيل شغل في مسيرته عددا من الوظائف الإعلامية حيث كان مديراً للبرامج المحلية والتنسيق بالقناة الثانية السعودية ثم مديراً للقسم الأوروبي بإذاعة الرياض ومديراً للعلاقات الدولية بالتلفزيون ومساعداً لمدير عام القناة الثانية ومشرفاً على الرقابة الأجنبية ثم مديراً لإدارة حماية حقوق الملكية الفكرية بفرع المطبوعات بالمنطقة الشرقية. وكانت آخر الوظائف التي شغلها مديراً لإدارة العلاقات الدولية والتبادل الإخباري بالتلفزيون.