آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-05:28م

أنسام تفوق صريح للحراك

الأحد - 23 فبراير 2014 - الساعة 01:07 ص

بشير عثمان
بقلم: بشير عثمان
- ارشيف الكاتب


يروج الإعلام المعادي للقضية الجنوبية، خبرا لا يصدقه احد ويعيد نشره مرة تلو أخرى خبر يلخص أمنية هذا الإعلام البائس، مع سبق الإصرار والترصد.

إعلام يلجأ إلى طرق لا أخلاقية في إشاعة الخوف بين المواطنين في البقعة الجنوبية، وهو شكل من أشكال العنف والعبث بالمشاعر وبالسلم والآمن يخلق مجتمعا متشككا بالآخر، ويهدف الى تفكيك التضامن السياسي والإجتماعي بين مكونات الحراك الجنوبي، ويضرب مشروعيته، ويشكك بسلميته، وإنسايته، هو اعلام اقل ما يوصف أنه فاشي مغطى بالشراشف، ويمكن لأي جنوبي أن يعتبره خصم لا تتوفر فيه اية فضيلة، وهو كذلك.

آخر ما كنا نقرأه في اليومين الماضيين، وبالتوازي مع جريمة الإعتداء على " أنسام" نشر صورة شخص محترق، ورافق الصورة تهمة قيام الحراك بجريمة قتل مواطن من الشمال، وحرقه.

إعلام يلصق بالحراك أي تهمة يمكن أن تصل لها مخيلاتهم، ونظرا إلى استحالة الحصول على تأكيد على مثل هذه ألإشاعات أو دليل على صدقها، تبقى تلك الصور مجرد إشاعات يرسلها إعلام فاشي دعائي مغرض، غير قابل للتصديق.

بنت عدن أنسام عبد الصمد، والتي تحولت إلى بطلة قومية في الجنوب، أصول أمها مقطرية، وأبوها من اصول دبعية، وزوجها من عدن، ومن اصول مقطرية أيضا حظيت في الأيام الماضية بتضامن وموقف جنوبي واسع النطاق وأصيل، كجنوبية مع الحراك وترفع علم الجنوب، وأمتد الأمر الى الشمال تضامنا وموقفا مؤيدا ورافض ما جرى لها، لم يثني أحد على اصولها سلبا في الجنوب، ولم يتعامل معها كافة مناصري وداعمي القضية الجنوبية والعلم الجنوبي، على اساس عنصري.

وللأسف يغفل الإعلام الفاشي قوة التضامن، والموقف هذا، وتبريرا للجريمة  تلك، وحرفا لمزاج الرأي العام شمالا وجنوبا شرقا وغربا نشر صورة بشعة لشخص تم حرقه قيل أنها من افعال الحراك العنصري.

وبالتالي، ببساطة الحراك، كما رأيناه مع أنسام، عكس ما يروج له الإعلام الفاشي غير المسؤول، وفي نفس الوقت يسقط عن نفسه تهمة العنصرية والمناطقي. وكما ظهرت أنسام مع قضية الجنوب، بل حاملتها بإصرار واضح وحازم، بادلها الشارع الجنوبي الموقف بموقف أكثر تضامنا وتقدير، رغم أصولها التي كانت محل تشكيك وشغل ممنهج طوال الوقت الماضي.

جهود كبيرة بذلها أشخاص ووسائل إعلام لتصوير عنصرية الحراك، ومحاولات إشعار كل مواطن بالتهديد ممن حوله بشكل لم يسبق له نظير في بلد يدعون حرصهم عليه، يثيرون عن عمد خشية الضالعي من البدوي، والتعزي من الحضرمي، والحضرمي من العدني،...الخ. كل هذا لتهيئة الرأي العام في الشمال، من ناحية، وزرع الشك وعدم الإطمئنان في صفوف الجنوبيين مع بعضهم البعض، من ناحية أخرى، وطبيعي لو نجح مثل هذا الامر، أن يتخلى كثيرين عن القضية الجنوبية، فمن ذا سيكون مع قضية تقتل وتحرق الناس لأسباب مناطقية.

حادثة " أنسام" أسقطتها جميعا فهي ليست فقط مجرد حدث عابر. فمن سوء أقدار تلك الأبواق الشريرة أنها كشفت أمام الرأي العام، ولخصت أن ما يسمع وينشر عن عنصرية  الحراك غير صحيح. وصحيح أن هناك اصوات عنصرية داخل الحراك الجنوبي، ويجري تغذيتها واللعب عليها، لكنها ليست الحراك، وليست المسألة الرئيسية التي يناضل من أجلها الشعب الجنوبي، اقصد العنصرية.  شهدنا في حادثة أنسام موقفا يسقط كل الإشاعات السابقة، بنت عدن ذات الأصول التعزية، كشفت الفارق بين الحقيقة والإشاعات المثيرة للإشمئزاز، وأظهرت ردة الفعل الجنوبية السوية والطبيعية.

يبدو أن أنسام اسقطت الكثيرين، أشياء متعلقة بالجنوب والشمال، أقصد المعادين للقضية الجنوبية وللحراك الجنوبي، ومآثرتها سوف توضح للشماليين قبل الجنوبيين، مقدار العبث والتضليل والإشاعات التي يروج لها إعلام واطي ، يشيع ويخترع الجريمة من تلقاء نفسه، ويلصقها بمواطنيين آخرين، بطريقة قذرة وغير مسؤولة، بهدف تحقيق مكاسب على حساب أصحاب القضايا، وبهدف إسقاط إستحقاقتهم المختلفة.