آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-12:15م

هادي الاكثر صدقا

الإثنين - 07 أكتوبر 2013 - الساعة 04:20 م

بشير عثمان
بقلم: بشير عثمان
- ارشيف الكاتب


على الأقل هادي ليس كاذب كسلفه....لا ينتقد الكثيرون هادي ويعارضونه عن ادائه واستراتيجيته، ولا نتيجة دوافع وطنية نظيفة، فغالبية ناقديه ومعارضيه; يعارضونه لأنهم يعتاشون على فضلات موائد أخرى، تتبع إما مراكز نفوذ مختلفة، أو مراكز طامحة للسلطة، وإما قوى فاسدة بقي لديها أمل بالعودة، وتتصور هادي عائقها.

 

ما يسمى معارضة هادي، لا يتوافر على اي منطق بناء، منفصل عن المراكز الفاسدة، ولا يمكن تمييزها بأنها معارضة وطنية دون أن نشك دوافعها، باستثناء النزيهة منها فعلا، هذه المعارضة الصغيرة لا تتوافر كذلك على نقودات جدية حقيقية، ويستطيع الجميع تمييزها، والتفريق بينها، وبين الحملات، وهذه الحملات الابتزازية والمساومة عموما سوف تتغير إذا تغير موقف هادي منها، فهي لا تعارض لتغيير سياساته، وإنما لتحسين ظروفها وشروطها، معارضة باختصار لا تعارض من منطلق المبدأ، ولكن بهدف المصلحة الخاصة.

 

نحن في الحقيقة، نعيش معارضة الأغراض الصغيرة، معارضة فتات الموائد، لا المعارضات التي تحمل فلسفات ودوافع عظيمة.

وليس هناك أسوأ من حال شعب، ضمنه أشخاص يمكن استخدامهم، في اليوم الواحد، لجميع الأغراض، هؤلاء حاليا يعادون هادي، لا يعارضونه.

ويستطيع أيا من هؤلاء ان يثبت ان دوافعه ضد هادي وطنية، وليست دوافع فتات الموائد.

 

لست واقعيا، ولا أتبنى مفاهيم الواقعية، لكن باستطاعتي الذهاب إلى ان العداء لهادي، يقود البلد إلى الأسوأ، والمجهول، فهادي استلم بلد ليست على ما يرام، فاقدة حتى لمظهر الدولة، وتتسم بالفساد بكل أشكاله والانقسامات بكل انواعها، بلد كهذا لا يفترض ان يحمل شخص واحد كافة المسؤولية عن احداثه ونتائجها، وخاصة وهو أبعد ما يكون عن امتلاك القدرة على السيطرة عليه، بسبب غياب أدوات ومؤسسات الدولة التي تمكنه من السيطرة عليه اساسا.

 

يحاول هادي، بمسؤولية، تجنب الصراع والاستفزاز، مع كل ما حوله، ويوجه دائما حديثه بمسؤولية أكبر نحو الشعب، رافضا فكرة إشعال البلد وإقحامها في صراعات، خاضها سلفه، وكانت نتيجتها ترك هذه التركة التي نراها، رئيس كهذا وهذه استراتيجيته، نلاحظها جميعا، لا ادري لماذا تدفع البعض لمواجهته، لا مساندته، وخاصة وبالذات من الذين يريدونه ان يخوض معركة مع خصومهم، معركة لم يخضها اصلا سلفة الذين يعارضون هادي لأجله، عوض ان يتحملوا مسؤولية وطنية معه.