في أكتوبر من العام الماضي كانت الرياض قاب قوسين أو أدنى من فرض خارطة طريقها التي اوعزت للمبعوث الأممي لبلادنا تسويقها على أطراف الصراع في اليمن ، بعد أن ضغطت على طرف الشرعية بما فيها المجلس الانتقالي ، ولوحت لهم بالجزرة والعصا لقبول الخارطة ( عمياني ) دون أن تسلمهم نسخة منها لمراجعتها أو ابدا راي حولها إلا من مجرد قراءة سريعة قام بها المبعوث في حضرة الأمير خالد بن سلطان الذي قلب عيونه في نهاية اكمال المبعوث من قراءة الملف وقال لهم الأمير خالد مافيش نسخ من الخارطة ولا هناك أي مجال للمناقشة أو طرح ملاحظات هي خارطة جاهزة ملزمة ، وفي الجانب الآخر اغرت الرياض جماعة الحوثي لتلبية كافة مطالبها واشتراطاتها للقبول بخارطة الطريق بعد استيعاب ملاحظات وفدهم وموافقتها ـ أي السعودية ـ على قبول ماطرحته جماعة الحوثي من اشتراطات للقبول بدءا بدفع مرتبات موظفيها بالاثر الرجعي مع ستة أشهر قادمة ودفع كافة مخاسير الجماعة في ضرباتها ضد المدن الفلسطينية المحتلة أو السفن العابرة في المنطقة ، إضافة إلى تقديم دعم مالي خاص للجماعة باكثر من عشرين مليار دولار ( على سبيل المراضاة ) . وتخصيص 70 بالمئة من قيمة نفط الجنوب لهم ، وحقهم في كل ثروات وجبايات وضرائب موانيء ومطارات وموارد المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم .
ماتسرب لاحقاً من مضامين خارطة الطريق أنها جاءت أشبه بالبيعة دلالها المبعوث الأممي ، قامت المملكة من خلالها ببيع الشرعية وازلامها وشركاؤها بيعة سارق إلى الحوثيين حتى تتخلص من هذا المأزق الذي وجدت نفسها فيه والمسمى ( الأزمة اليمنية ) ولا يهمها لاحقاً ماذا يحصل ، يجوا ملح . فهي اشبه بعملية هبة من لا يملك لمن لا يستحق ..
المشكلة مش هنا ، المشكلة أنها مرت أكثر من سنة من بدء عملية طوفان الأقصى التي جاءت كفرصة وطوق نجاة للشرعية اولا وللمجلس الانتقالي ثانيا حتى يتحركوا خلال هذه الفترة لاحداث أي. ثغرات بالاستفادة من الفترة الزمنية ، لمعرفة تفاصيل الصفقة المسماة ( خارطة طريق) ولمحاولة العمل على تحقيق أي نقاط نجاح بطرق عدة ليس اقلها السعي لدى القوى المؤثرة للتدخل واحداث تغيير في محتوى الخارطة ، أو تقوية نفسهم ومحاولة رفض أي مساس بالثوابت الوطنية والمشروع الوطني لصالح القوى الظلامية التي نلحظ هذه الأيام أن التحالف يسعى لخطب ودها بأي ثمن ولو على حساب اليمن أرضا وانسانا ، أكان موحدا أو منفصلا ، فقوى التحالف أثبتت السنوات العجاف أنه لا يعنيها يمن ولا جنوب ولا يمنيين ولا جنوبيين ولا جن ولا عفاريت .
ولكن للاسف الشديد ظلت قياداتنا ولازالت ( مقعية ) الله يعلم الى متى ، إذا كان قد النسور طارت بارزاقها ..
فضل مبارك
27/11/24