حين تقودك قدماك آلاف الأميال إلى رحاب مساحة واسعة من العطاء الإنساني والديني والأخلاقي، سرعان ما تتحول هذه الأميال إلى بضعة أمتار.
يذوب عندها تعب الطريق وينتهي كل عناء.
هكذا كانت رحلتنا إلى مؤسسة "إشراقة أمل" وقيادتها الإنسانية النبيلة، خلقًا كريمًا، وودًا صادقًا، وسعيًا في الخير طمعًا في رضا ربه، وإيمانًا منه بأهمية الدور الإنساني والوطني الذي يجب أن يلعبه كل إنسان في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها مجتمعنا.
لقد حمل على عاتقه الصحفي المتألق، هذا الشاب الطموح المبدع، المليء بوجدانه بقيم نبيلة، هذه الرسالة الإنسانية ليمد يد العون للأسر الفقيرة، والأيتام، وتلاميذ المدارس، مقدّمًا كل ما استطاع توفيره بجهد ومشقة وسعي حثيث.
سار حاملًا حقيبة سفره بين الشعاب والوديان والجبال والسهول، متنقلًا في مناطق وقرى نائية مترامية الأطراف وطرق وعرة، تعجز السيارات عن الوصول إليها، ليترجل سيرًا على الأقدام.
**فهد البرشاء**... هذا الصحفي المتألق بقلمه الجميل، الذي طالما شهدنا سطور كلماته تروي معاناة الناس وتلامس هموم المجتمع، ولم يكن يومًا ذلك القلم المدّاح أو المطبّل للزيف.
وهنا ارتبط بشكل وثيق بين عظمة الطريق الذي اختاره لنفسه كصحفي، وبين سعيه الدؤوب لفعل الخير.
عمل بلا كلل أو ملل على تأسيس هذه الإشراقة المضيئة التي نراها اليوم قد أضاءت وجوه التلاميذ الفقراء، وهم يحتضنون حقائبهم المدرسية فرحين مبتسمين، رغم قسوة الواقع الأليم.
لمثل هؤلاء الشباب، الذين يحفرون في الصخر ليصنعوا البسمة على شفاه كل فقير ويتيم ومحتاج، تنحني الجباه تقديرًا واحترامًا.
وألف تحية وتقدير للصحفي المتألق والإنساني النبيل **فهد البرشاء** على هذا الجهد العظيم الذي بذله.
نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته، متمنين له كل التوفيق والنجاح...
فهل سيحظى هذا الفهد بإلتفاتة من الجهات المعنية وتكرمه نظير جهوده..؟