آخر تحديث :Sun-13 Oct 2024-11:25PM

نهاية حسن نصر الله

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024 - الساعة 08:54 م
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب


وفي لحظة غير متوقعة نشهد بالأمس تصفية حسن نصر الله، لتشكل نهاية درامية لشخصية أثارت الكثير من الجدل والتوترات في لبنان والعالم العربي، طوال سنوات قيادته لحزب الله، كان ولاؤه للنظام الإيراني واضحًا حيث ساهم في تنفيذ أجندات طهران التوسعية على حساب استقرار لبنان والمنطقة. لقد قاد البلاد إلى سلسلة من الأزمات الداخلية والتدخلات الخارجية التي تركت لبنان في حالة من الفوضى، وأصبح حزب الله أحد الأدوات الرئيسية التي ساهمت في تأجيج الصراعات في المنطقة سواء من خلال دعمه للنظام السوري أو تورطه في حروب أخرى بالوكالة.
على الجانب الآخر، لم يكن حسن نصر الله بعيدًا عن مرمى الأهداف الإسرائيلية. فقد تعرض الحزب في السنوات الأخيرة لضربات قوية، حيث تمكنت إسرائيل من تصفية قيادات الصف الأول والثاني عبر عمليات معقدة ودقيقة، وكان آخرها حادثة "البيجرات" الشهيرة خلال الشهر المنصرم ورغم ما أظهره من تحدٍ إلا أن الضغوط المتزايدة داخليًا وخارجيًا كانت تشير إلى تراجع مكانته حتى داخل حزبه.
اليوم، وفي ظل مقتل نصر الله، ومع الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل بأسلحة متطورة بقيمة 8 مليار دولار، هناك تمويل ضخم تقدمه أمريكا لإسرائيل يجعل اسرائيل تواصل الحرب خلافا للتوقعات التي كان يدلي بها المحللون السياسيون،؟
لقد اصبح الدعم الأمريكي سخيا الى حد كبير خصوصا بعد خروجها من غزة.؟!
يمكن القول إن المنطقة قد تكون على أعتاب مواجهة جديدة مع اسرائيل، ورغم خسائرها في غزة، تبدو مصممة على مواصلة حربها ضد أعدائها الاستراتيجيين وهذا التصميم لا يأتي من فراغ وقد يشير هذا التصعيد إلى استعدادها لمواجهة أوسع في لبنان بعد تصفية نصر الله.

ورغم عدم وضوح التفاصيل الدقيقة حول ظروف مقتل حسن نصر الله وكيف استطاعوا الوصول إليه، فإن التحليل الأقرب للصحة يشير إلى أن الانقسامات داخل حزب الله نفسه وتزايد التوترات الإقليمية قد لعبت دورًا كبيرًا في هذا الاغتيال فعملية الاستهداف هذه يمكن ان تخبرنا ان سياسة نصر الله لم تنجح في كسب ولاء جميع اعضاء حزبه فباعوه كما باعوا غيره، وليس من السهل ان يحدث مثل هذا الا بعاملين على الأقل هما الدعم الخارجي والخيانة من الداخل !
وهكذا، انتهت حياة حسن نصر الله، تاركًا وراءه إرثًا من الدمار والانقسامات، ليس فقط في لبنان، بل على امتداد العالم العربي. ومن الواضح أن هذه التطورات قد تدفع إسرائيل إلى مرحلة جديدة من الصراع، حيث تستعد لمعارك مستقبلية مدعومة بأحدث الأسلحة الأمريكية والدعم الدولي.