آخر تحديث :الأحد-03 نوفمبر 2024-01:56م

صوت احرار سبتمبر يرعب الحوثيين

السبت - 21 سبتمبر 2024 - الساعة 10:06 م
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب




عبدالكريم صلاح
مع اقتراب الذكرى الخالدة لثورة 26 سبتمبر، تعيش اليمن تحت تهديد جديد من مليشيا الحوثي التي تعمل جاهدة على تكميم الأفواه وقمع الحريات. في ظل الأوضاع الحالية، تستعد الجماعة لمنع الاحتفال بالثورة التي تمثل رمزاً للحرية والانعتاق من الاستبداد، وهو ما يعكس نهجها المستمر في تضييق الخناق على أي صوت يدعو للتحرر أو يعبر عن تطلعات الشعب اليمني.

الحادثة الأخيرة المتمثلة في اختطاف الصحفيين والناشطات والمشائخ وكل من كتب او تحدث عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر يسلط الضوء على حقيقة مؤلمة، وهي أن الحوثيين يرون في كل صوت حر تهديداً لسلطتهم غير الشرعية. فعمليات الاعتقال والاختطاف التي تستهدف الصحفيين والناشطين الحقوقيين والسياسيين ليست إلا جزءًا من استراتيجية ممنهجة لإسكات أي معارضة، وإجهاض أي محاولة لإحياء ذكرى أحداث تاريخية تلهم الشعب اليمني بالمقاومة والمطالبة بحريته.

ما يضاعف من هذا القمع هو ما تسعى إليه الجماعة من تجهيل الشعب وعزله عن العالم الخارجي. فعلى الرغم من إطلاق شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك خدمة الإنترنت التي كان من الممكن أن تفتح آفاقاً جديدة لليمنيين، نجد أن الحوثيين يعملون على منع هذه الخدمة، في خطوة تهدف إلى قطع أي وسيلة تمكّن الشعب من الحصول على المعلومات أو التواصل مع العالم.

وبينما يقترب عيد 26 سبتمبر بعد خمسة أيام فقط، تواصل مليشيا الحوثي تحركاتها الاستباقية لمنع الاحتفال بهذا الحدث الوطني العظيم. هذه الجماعة التي تسعى لتكريس سلطتها بالقوة والقمع تدرك جيداً أن إحياء هذا اليوم هو تذكير للشعب اليمني بقيم الحرية والتحرر من الاستبداد، وهي القيم التي تخشى أن تتجدد في نفوس المواطنين وتعيد إشعال نيران الثورة في وجه الظلم والطغيان.

ومع استمرار هذا الوضع القمعي، يبقى الشعب اليمني متمسكاً بحلمه في الحرية والكرامة، مستلهماً من ثورة 26 سبتمبر العزيمة والإصرار على مواجهة الظلم، مهما حاول الطغاة كتم أنفاسه وطمس هويته.