آخر تحديث :الأحد-03 نوفمبر 2024-11:54ص

بين مطرقة العمالة وسندان شهوة السلطة

السبت - 21 سبتمبر 2024 - الساعة 08:16 ص
عبدالكريم الدالي

بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب




شهد العالم  في القرن العشرين تحرر الكثير من الدول المستعمرة الا ان الدول الاستعمارية حتى يستمر وجودها والحفاظ على مصالحها  بهذه الدول وخاصة الحيوية منها ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي في خط التجارة العالمية ، فقد اقدمت على اعداد  طبقات سياسية كرتونية وابطال سياسيين وعسكريين من ورق زرعتهم في مجتمعاتهم  مع قصص لبطولات من نسيج الخيال .

وفي الحقيقة ان هذه الطبقة السياسية الكرتونية كل امكانياتها وقدراتها هو الحمد والتمجيد وتقديم ولاء الطاعة للأسياد بمعنى انهم ليس اكثر من تبع للعمالة والارتزاق ، لايهمهم ولا يعنيهم بناء وطن والدفاع عن سيادته وثروته  ، ولا حقوق المواطن السياسية والمدنية ولا بناء دولة سيادة النظام والقانون ،  فكان الفساد السياسي نتيجة لوجود هذه الطبقة السياسية الكرتونية والابطال من الورق ومن رحم الفساد السياسي ولد الفساد المالي والإداري .

وقد عملت أجهزة استخبارات الدول الاستعمارية ان زرعت شهوة حب السلطة الجنوني بالطبقة السياسية الكرتونية ضمن ثقافة العنف والعنف المضاد لتكون جسر المرور لكرسي السلطة وبذلك تكون الدول الاستعمارية خرجت من الباب وعادت من النافذة.

وبهكذا اصبحت الدول التي منحت الاستقلال الصوري  ساحات اقتتال  وانقلابات عسكرية بين الاخوة الأعداء تحت شعارات رنانة وتطبيل وتزمير المنافقين ،  كان اقتتال وانقلابات في دوامة الصراع  على السلطة ، والثمن تدمير الأوطان وافقار وتجويع الشعوب وضياع السيادة الوطنية ونهب الثروة وكل ذلك بسبب التبعية للخارج .

وهنا تجلت بوضوح الصورة وكيف اصبحت الاوطان بشعوبها وسيادتها الوطنية وقرارها السيادي وثروتها الوطنية بين مطرقة العمالة والتيعية للخارج  وسندان شهوة السلطة .

  وهذا هو حال عدن منذ الاستقلال الضائع في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م والدي فيه تم التحايل على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن الدي كان المفروض في ٩ يناير ١٩٦٨م  ، الا ان سلمت بريطانيا السلطة للجبهة القومية بدون وجه حق مقابل تنازل الجبهة القومية الغير شرعي عن استحقاقات مستعمرة عدن على بريطانيا كتعويض مالي عن فترة احتلال بريطانيا لمستعمرة عدن لفترة ١٢٩ عام وكان مبلغ التعويض في حينه يقدر ب ٦٠ مليون جنيه استرليني .

وهكذا كان من العام ١٩٦٧م تبادل السلطة بين الإخوة الأعداء على اساس ثقافة العنف والعنف المضاد وقاعدة من سيطر على عدن حكم الجنوب  ، وبذلك جعلوا من عدن ساحة قتال على السلطة  ، والكل ليس اكثر من ادوات تحركها أيادي اسيادهم في الخارج فكانوا ادوات هدم وتدمير الوطن وقتل وتشريد واذلال للمواطن وحرمانه من حقوقه السياسية والمدنية  ، فكان استباحة واغتصاب عدن أرض وثروة من  يوم الاستقلال الضائع في نوفمبر ١٩٦٧م إلى يومنا تحت مسمى عاصمة  ، من قبل عقلية مناطقية لا تستطيع أن تنظر لأبعد من انف الوجه تنفذ املاءات الخارج لها إلى الواقع المحلي على اساس فرض واقع  الظلم والبغي والطغيان من خلال سلطة امر واقع مفروضة بالاكراه على عدن ، وبوجود سلطة امر الواقع المفروضة بالاكراه على  عدن ، تجرعت عدن ( أرض شعب هوية ) معاناة ومرارة واوجاع مظلوميتها بسبب مافرض عليها بالقوة ان تكون بين مطرقة العمالة وسندان شهوة السلطة .

عبدالكريم الدالي