آخر تحديث :الأربعاء-11 سبتمبر 2024-03:49م


الأخطبوط علي فؤاد حامي حمى ما بين الخطوط.

الخميس - 01 أغسطس 2024 - الساعة 11:04 م

منصور محسن
بقلم: منصور محسن
- ارشيف الكاتب




إذا أردت أن تكون بطلاً، عليك أن تتحمَّل المسؤولية في الأوقات الحرجة. يجب أن تتحمَّل مسؤولية اتخاذ قرار مصيري سيجلب المجد لأصدقائك كمنتصر، أو ستصاب بخيبة أمل وتخسر ​​الآمال والطموحات المُلقاة على عاتقك. بمعنى آخر، عليك أن تُخاطر حتَّى تستمتع بلَّذة النصر، وإلا فلابُّد أن تكون خاسراً يحرقك لهيب الفشل.

وبين هذا وذاك، أفظع موقف ذلك الذي لم يكن أمامك فيه خيار آخر، وهو أن تجد نفسك فجأة في موقف عاجل ودون سابق إنذار، ذلك الموقف الذي فُرض عليك دون مراعاة قوتك وقدرتك، والسبيل لذلك هو إمَّا أن تقف صامدًا شامخًا وتدافع بكل شراسة وإصرار وتواجه كل أشكال الخطر، أو أن تعترف بالهزيمة من الوهلة الأولى وتُعلن الاستسلام، معترفًا بحجم ذلك الموقف وصعوبته في زمانه ومكانه، معترفًا بتفوقه بما يتجاوز حدود كل إمكانياتك، وأن مقاسه أكبر من مقاسك.

وهذا بالضبط ما حدث في نهائي الدوري التنشيطي لملتقى الجامع في نسخته الخامسة والذي جمع نموذجي الحامية والزعيم الأنصاري رضوم، عندما هبّْت رياح النهائي الخامس لدوري جامع رضوم واستقرَّت على متن قارب حارس نموذجي الحامية الفؤاد علي ووضعته أمام مهمَّة غاية في الصعوبة أمام أول اختبار نهائيي الختام.

لكن قبل ذلك كله دعونا نستذكر الشريط من بدايته. لم يكن الأخطبوط علي فؤاد أخطبوطًا، ولم يكن أسد عرين نموذجي الحامية. بل كان في نظر الجميع ذلك الشبل الصغير الذي أُوكلت إليه مهمَّة الذود عن عرينه وسط حشود تلك الضباع التي تفرَّدت به، مُحاولًة ضربه من أماكن مختلفة كي تنال منه.

الفؤاد علي حامي قلعة أبناء زنقل، ذلك الصبي الذي لم يبلغ العشرينات من عمره بعد، وجد نفسه يحمل راية لواء نموذجي الحامية، وقد كُتب على لوح هذا النهائي أن معركة الفريقين بكل تفاصيلها ستتجه نحوه. النتيجة حسمتها تلك الأيادي الفولاذية الأخطبوطية التي أحبطت كل محاولات الخصم معلنًة الظفر ببطولة رفضت إلا أن يكون فارسها وبطلها أخطبوطاً اسمه عليا، زعيم لّوح بيديه منتصراً، مسعدًا جميع رفاقه بخامسةٍ فُرضت عليه وقال: "أنا لها".

ملعب أكتوبر وتنظيمه الكرنفالي الغير معهود، وحضوره الجماهيري الغير مسبوق، كان شاهداً على النهائي الجميل بكل فعالياته وأحداثه. كما أنه كان معترفًا بأن حامي حمى مثالي الحامية بنموذجيته يجب أن ينال شرف لقب "الأخطبوط" بكل جدارة واستحقاق.