آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-08:55ص

شبوة وفلسفة الثورة

الأربعاء - 10 يوليه 2024 - الساعة 02:06 م
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


غالبا ما تستخدم مصطلحات وعبارات في جعجعة الثورة تحت عنوان عريض "الحفاظ على الثورة" وكثيرا ما يستغل هذا العنوان لتبرير الأفعال التي تُرتكب بحجة حماية الثورة أو تحقيق أهدافها، حتى لو كانت تنتهك حقوق الإنسان أو المبادئ الديمقراطية.

غالبًا ما يُستخدم هذا التعبير في سياق الثورات والحركات التحررية حيث تبرر الفصائل أو المجموعات الثورية هجومها على بعضها البعض وأفعالها غير القانونية أو القمعية بذريعة أن تلك الأفعال ضرورية للحفاظ على الثورة أو تحقيق أهدافها. ويدخل تحت هذا الشعار أيضا التعذيب، والاخفاء القسري او المحاكمات غير العادلة للأشخاص المتهمين بمعارضة الثورة، وفي الطريق يتم لي عنق الإعلام وتكميم الأفواه والتمرد على المجتمع وابتزازه بذريعة حماية الثورة، بل ان العنف والتنمر يطال في الغالب فئات ضعيفة بحجة انهم يهددون الثورة، واختيار هذه الفئات لسهولة استعراض العضلات معها.

"اننا نشم رائحة التآمر في استثمار رخيص للنيل من المكتسبات التي أنجزتها الثورة" هذا كان جزء من كلمة قيادة انتقالي المحافظة. بكل تأكيد لم تكن في محلها. لكن هو أسلوب من أساليب الاستبداد والديكتاتوريات الصغيرة التي بدأت تنمو داخل مفاصل الانتقالي، هذا يعني انها تقدم نصائح تثقيفية للمجتمع، لا تضغط، لا تستثمر أي خطأ من أخطأ السلطة المؤقتة، لا تهاجم الثورة المؤقتة، حتى لا يستغل هذا أعداء الوطن. عبر عن غضبك بممارسة بعض التمارين الرياضية. الحقيقة انها مازالت نفس الفئات منذ الاستقلال تتحكم في رقاب المجتمع، فئات غير مؤهلة، أقرب الى مفهوم (دحبشة) َ، حقا الوضع في غاية الخطورة، وينذر بثورة على الثورة، أن إرهاب المجتمع تحت شعار الثورة، مؤشر خطير على ان الدولة القادمة ستسير بمزاج فئات بدائية تنتقم من المجتمع باسم الحفاظ على منجز الثورة، هذه المنطقة تحتاج الى وقت طويل للتخلص من رواسب الماضي. لهذا السبب نقول دائما ان حضرموت تتجه لإقامة دولة بعيدا عن هؤلاء.

سنعطيكم من الشعر بيت في فلسفة الثورة. الأصل ان الثورة تقام ضد الطغاة والمستبدين وتحمي الشعب من بطشهم، وتحاول الانتقال من الشكل البدائي الى الشكل الحديث، حتى لو كانت خطوة واحدة للأمام، لكن الذي يحدث هنا عكس ذلك، فقادة الثورة البدائيين، يصبحون دكتاتوريين مستبدين مع مرور الوقت ويتذمرون على الشعب الضعيف، معتقدين ان الثورة هكذا، الثورة ضد الشعب، لهذا دائما يتم اختيار شخصيات قبلية بدائية للقيادة، بحجة أن الشعب هو عدو الثور، مستندين الى مقولة مالهم الا واحد قوي مستبد ليتنمر عليهم، بالطبع تفكير خاطي، وأسلوب خاطي، والنتيجة الحتمية مزيدا من التخلف(الرجوع للخلف)، بكل تأكيد هناك علاقة في الرياضيات تسمى علاقة التناسب العكسي فكلما كان اللوبي القبلي والجهلة اكثر توغل وسيطرة، سارت الأمور للخلف بسرعة اكثر، لذلك لم نصل منذ سبعين عاما لان هذه الفئة هي المسيطر منذ تلك الفترة الى الآن. لذا سيبقى الحال كما هو فهؤلاء يركبون الثورات في كل المراحل، ويقبضون عجلة القيادة، ويعيشون على حساب الشعب.