آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-10:43ص

الوحدة اليمنية بين الإنتقالي و الحوثيين

الخميس - 23 مايو 2024 - الساعة 09:27 ص

مبارك باشحري
بقلم: مبارك باشحري
- ارشيف الكاتب


حين نما إلي مسامع الجمهور وبالأخص في محافظتي حضرموت والمهرة شكل ونوع الإتحاد بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية كونها وحدة إندماجية تذوب فيها الشخصيتان القانونيتان لكل من الدولتين بالقادة المعنيين بإبرام الإتفاق والتوقيع عليه
إنبري رموز العقل الجمعي وبالأخص لأبناء حضرموت من مشائخ دين و شعراء شعبيين أفذاذ يتصدرهم القامة الكبيرة الشاعر حسين أبوبكر المحضار رحمه الله فأخرج عدة قصائد معبرا عن إرادة أبناء حضرموت وموقفهم الرافض للدمج التام وإذابة الشخصيتين القانونيتين لكلتا الدولتين السابقتين
و أهم هذه القصائد وأوضحها معبرة عن رفض أبناء حضرموت التي قالها بعد توقيع العليين حيث الذي قاله قصيدة مغناة تناولتها عدة حناجر غنائية من فناني حضرموت يتصدرهم ذو الصوت الأجش قرار القرار موسيقيا الفنان الغنائي بدوي الزبير رحمه الله والقصيدة أي الأغنية هي التي تقول كلماتها
در ناماباك در. أنت يبست المنيحة لي تدر
مقدر أتحملك مقدر. أوسكن ناوياك في دار. من خرج عن طوع أهله يصله اللوم والعار
وكلمتي طوع أهله موجهتان للإستاذ علي سالم البيض الذي حينها كان الأمين العام للحزب الإشتراكي يلومه الشاعر المحضار كونه خرج عن الرفض الجماعي للجمهور الحضرمي المعبر عن قيمهم الجمعية ونفذ رغبة الإجماع الحزبي ذاك الإجماع الذي قام بتهيئته وتحقيقه من قبل قيادات الحزب ليوافقوا علي الدمج والتذويب ويتم فعلا بتوقيع الأمين العام علي الإتفاق مع الطرف المقابل كان المعني بإخراجه إلي حيز الوجود هو الشهيد جارالله عمر الكهالي رحمه الله الذي خلف عبدالفتاح إسماعيل رحمه الله في التنظيرلقيادات الحزب وأعضائه بالتهيئة لتحقيق مشروع ما يعد منعطفا هاما في تأريخ محطات الحزب كالدخول في حرب ٧٩م لتوصيل أبناء المناطق الوسطي لحكم الجمهورية العربية اليمنية ضربا للأمثلة ليس إلا
كما أن الشيخ العلامة عبدالله بن محفوظ الحداد رحمه الله خطيب جامع عمر بمدينة المكلا قام بنقل موقف الجمهور في حضرموت برفض ذلك الدمج التام حين تعرض لذلك الحدث في إحدي خطبه من خطب الجمعة حيث أشار فيها للفرق والإختلاف بين الوحدة والإتحاد وتفاءل عسي أن يكون الدمج لبنة أولي في يقظة المسلمين وتوحيدهم أمام الأخطار بماهو مرصود في علم الله غير مضطلعين عليه علي حد قوله الموافق تماما لمنطق مشائخ الدين
ولكي لانستطرد كثيرا فكان جمهور محافظة المهرة تصدر التعبير عندهم برفض ذلك الدمج بذيوع كثرة ولادة النكات الشعبية التي رافقت الحدث منذ قرب ميلاده وفي الأيام الأولي لولادته منها عند البيع الرخيص للمانقو المجلوب من الشمال راجت تلك النكتة الرائعة التي سرت بين الجماهير المهرية وترددت علي ألسنتهم وهي التي تقول أولها منقة وآخرها حنقة
ويعود السبب في الرفض المبكر والتنبيه لمآلاته الخطيرةلإختلاف كبير في نوعية الموروث لكلتا الجهتين الغربية من الجنوب عن الشرق منه فأعضاء الحزب من أبناء المحافظتين حضرموت والمهرة إقتنعوا بالجانب العدلي والنظام والمؤسسات التي يدعو وتنادي بها مبادئ وقيم الحزب وهي غير القناعات تماما التي حملت أبناء المحافظات الجنوبية الأخري من الإنضواء في الحزب وتبوء البعض منهم لمناصب قياديةعليافيه
وقدتجلي ذلك بشكل واضح بعد هزيمة الحزب الإشتراكي في حرب صيف عام ٩٤م فكانت إستعادة عافية الحزب بدأت من لجنة محافظة حضرموت لتسري العافية بعدها في إستعادة العمل التنظيمي في كافةلجان المحافظات اليمنية الأخري
وأيضا التعبير الشعبي برفض نتائج حرب صيف عام٩٤م إنفرد به أبناء حضرموت يقودهم مفجر الحراك الزعيم حسن أحمد باعوم حفظه الله
من هنا ينبغي لفت إنتباه قادة المجلس الإنتقالي الجنوبي سيما وجلهم من غرب الجنوب وبيدهم فعلا القرار المادي الملموس دون منازع
لم لايفتحون حوارا نقاشيا مع الأنصار الحوثيين بما أن المسيطر علي الأرض في الجنوب قواتهم يقابلها المسيطر علي الأرض في الشمال قوات الحوثة ليس إلا والله من وراء القصد