آخر تحديث :الإثنين-03 يونيو 2024-02:46ص

إيران وبناتها.. ربما الماء يروب

الإثنين - 20 مايو 2024 - الساعة 04:54 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




 يجب نفرق بين إيران وبناتها قبل طوفان الاقصى، وإيران وبناتها بعد الطوفان؛ من حيث النظرة الدولية ....
إيران وبناتها، ظهرت خادما للمعسكر الشرقي وهذا لايصب بمصلحة محور الغرب وإسرائيل، العدو التاريخي للمحور الشرقي، بقيادة (روسيا) فلابد من توازن القوة وتقليم أظافر إيران وبناتها، كي تبقى مهددة في إطار الإقليم الذي كانت تتلقى الدعم من أجله، وليس في الإطار الدولي مهددا الملاحة الدولية ....
لذلك وكما حلل السياسييون، سيفكر التحالف الغربي بخنق إيران وبناتها، في الرئة التي تتنفس بها إيران وبناتها، أو سيرسل رسالة بليغة تصل دون حواجز تمنعها إلى إيران وبناتها، ثم سيعقد إتفاق سلام تمليه تلك الدول الكبيرة، وهذا الاتفاق نسميه ماشئنا، وتكون فيه موازين القوة متساوية بين المتحاربين في المنطقة وترجع إيران ومعها تلك المليشيات التابعة لها إلى ((زر)) تضغط عليه تلك الدول ، في الأوقات المناسبة من أجل إلجام ، المتململ، وتعوده إلى بيت الطاعة. إن الانتصار في الشعوب يكمن في تغلبها على تلك الخطط إذا وعت الشعوب مصالحها وأخلصت القيادات وسارت نحو الأهداف بإخلاص لخدمة الوطن وبناء الدولة. وسيعود كل من عسكرتهم تلك القوى الشريرة في العالم بعد رحيلهم غير مأسوف عليهم!
وكما خرج الإستعمار من دول بسيطة وانهزم وسُحق الطغاة في العالم ، سوف تنتصر إرادة الشعوب المكلومة مثلما غادر المحتلون قديما أراضيها. 
إن مكوث الإستعمار لسنوات طويلة، لابد له من الرحيل! أن غطرست سلطات الأمر الواقع ((العملاء)) التي صنعها المحتلون الجدد سوف تتلاشى وتضعف وسوف تنهض قوى جديدة ....
ومن غيره؟؛ الإستعمار هو الذي يريد إفراغ المحيط من الوطنيين وعلى رأسهم المتدينين من الساحة؛ لأنهم الخطر على وجوده، كما نشاهده على الواقع! وأظن إن القوى التي لها وجود غير منظم أو يجمعهم كيان جديد مولود من رحم الأعداء، دون علم أبيهم سيكونون في فوهة المدفع؛ لأنهم لم يفقهوا الدروس والعبر السابقة والجارية، من إخوانهم الكبار أو الذين سبقوهم...
وقد يصدقون أنفسهم أنهم من أوجدوا كياناتهم فيكونون مثل:((بنات إيران)) وهناك قطيع كبير من الشعوب، تجدهم للأسف في كل ميدان تحت منصة الطغاة يصفقون ويصرخون!!!
أما الجماعات الأخرى ذات الفكر الثاقب لن يقعوا في ما وقع فيه السابقين سابقا، فقد صقلتهم المرحلة وعاشوا تفاصيلها ودفعوا الثمن باهظاً [ولا يلذق المؤمن من جحر مرتين]!
إن ما أحدثته بنات إيران مثل: حزب لبنان والمتحكمه بالدولة اللبنانية، وعصائب أهل الحق والحشد في العراق، والحوثيون في اليمن بالبحر الأحمر؛ هو خرق وكسر لقواعد مستقرة في أعالي البحار وخطوط الملاحة الدولية منذ آخر هجمات للنازيين عام 1945م، فقد ضاعت عنهم البوصلة ، واجتهد الحوثي، أما عن حماس أو إن إيران وبناتها تضحي به كي تكسب به ورقة عمل أخرى، وهو الحوثي نسي والحقيقة أنه لايعلم بأن اليمن ليس بلدا حبيسا دون منافذ بحرية يمكن التحكم بها، وإغلاق حدودها، بل بلد يطل على بحرين ومضيق، وأي طرف يسيطر عليه يستطيع أن يثير قلق كل عواصم العالم، وهذا ما فعله ‎(الحوثي). ولا أحد يطمئن أبدا من أن عمليات الحوثيين في ‎البحرالأحمر ستنتهي بأحداث غزة، كما أن الهوية الأيديولوجية لهذه الجماعة تقلق كل الأطراف.
وستكون إستجابة طارئة وخشنة في نفس الوقت من المسيطرين على العالم، وستتأخر قليلا، لكنها ستأتي وبقوة، وهذه القوة ليست للقضاء على إيران وبناتها، بل لتحجيم الدور وإعادتها إلى عملها السابق في خدمة المشروع الغربي في العالم الإسلامي ، ويبقى لها الشعارات بأنها من الدول (الممانعة والمقاومة)وهي بعيدة كل البعد عن هذا، أو تتحدى الصعاب ، وعلى الدنيا سلام!
ويبقى الطوفان يدفع بالطغاة، ويخلق الصراع بينهم؛ لأن الحياة لاتقف عند مرحلة واحدة، وسيجني النصر من صنع الطوفان!!!