آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-02:02م

الابتكار والابداع منهجية البناء والتنمية

الأربعاء - 15 مايو 2024 - الساعة 06:08 م

د. ربيع العوبثاني
بقلم: د. ربيع العوبثاني
- ارشيف الكاتب


تحدثنا فيمقال سابق عن المجتمع المنتج والتنمية المستدامة وأشرنا إلى ثلاث خطوات ممكن أنتكون مدخلاً لوضع أسس متينة لتنمية شاملة تستطيع منها حضرموت أن تكون المحركالرئيسي لقطار التنمية على مستوى اليمن، ونحن في مقال اليوم سنعمل على وضع اللبناتوالقواعد والأسس المتكاملة لهذا الأمر الذي يعد الهاجس الأكبر لأي مجتمع أو دولة.

فحجم التحدياتالتي تحيط بنا والمشاكل المتراكمة بسبب الاضطرابات السياسية التي تعيشها اليمنوأوضاع الناس المعيشية الصعبة تتطلب عمل دؤوباً مخلصاً، فعند النظر والتعمق أكثرفي واقعنا نرى بأننا متخلفين تماما عن العالم المحيط بنا وهذا الواقع بكل أسف لايواكب طموحاتنا ومستقبل أجيالنا فالمشاكل تحيط بنا من كل اتجاه بدءاً من المرتباتالمتدنية جدا إلى الخدمات من صحة وتعليم وكهرباء وطرقات وفرص العمل التي تكاد تكونمنعدمة لشريحة الشباب والباحثين عن العمل حيث تصل مستويات البطالة إلى أرقام مزعجة.

وكذلك التغيرالمناخي ونضوب الثروات وصولاً إلى تخلفنا في ركب العلم والمعرفة والبحث العلمي وكلهذه المشاكل لن نتمكن من حلحلتها وتجاوزها الا إذا غيرنا من نمط ونوعية تفكيرنا،ولكن تغيير الأفكار لن يأتي بمحض الصدفة وإنما تتطلب جهود أكبر من المصلحين والنخبوالأكاديميين ومؤسسات التعليم والمؤسسات الثقافية ورواد المجتمع المدني وبيوتالمال وطلاب الجامعات، كل هؤلاء عليهم أيضا دور كبير لإشاعة الفكر الابتكاريوالابداعي وجعله أداة ومنهجية للعمل وهذا الفكر نعمل منه على حل مشاكلنا بطرق وأدواتمختلفة ومبتكرة ومرنة ونصيغ إستراتيجيات عمل فاعلة توصلنا لنتائج نتجاوز فيها كلهذه التراكمات لنحصل على مستويات أفضل من جودة الحياة التي ننشدها.

وكل ذلك يأتيمن خلال الرواد والمبتكرين وأصحاب الفكر التنويري المتجدد الذين يجب عليهم ممارسةدور أكبر ويخاطبوا المجتمع بمشاريعهم وتوجهاتهم وفسح المجال للشباب أن يدلوابدلوهم في صناعة المستقبل وتشجع مبادراتهم وتدعم وتطور، فجيل اليوم لديه الكثيرليقدمه ولكن يحتاج تعزيز الثقة وإعطاء الفرصة. هؤلاء الشباب يجب أن يكونوا روادومبتكرين قولاً وفعلاً فالإنسان المبتكر هو صاحب درجة عالية من تحمل المسؤولياتوالجرأة والصدق ويحمل أهداف وطموحات كبيرة ولا يحمل في قلبه الضغائن والاحقادوحظوظ النفس والأنانية وأن لا يكون كتلة من التشاؤم والسلبية وعليه أن يحددأولوياته ولا يهدر أوقاته في سفاسف الأمور وأن لا يقضي وقته وطاقته وجهده في أمورلا تنفع ولا تفيد.

فمتى ماتحلينا بهذه الروح وهذا الفكر نستطيع أن نشكل كتل صلبة من قادة المجتمع القادرينعلى تجاوز المستحيل وتقديم حلولا مبتكرة وذات قيمة في كل المجالات السياسيةوالاقتصادية والثقافية والعلمية لأن التجارب علمتنا على مدار التاريخ بأنه لا يمكنلأي مجتمع أن يبقى مشلولاً ومعطلاً أبد الدهر فبوجود القادة أصحاب الفكر والهمةتنهض المجتمعات وتعالج مشاكلها بل وتشكل نماذج رائدة من التقدم والتطور والنمو.