آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-08:15ص


الكهرباء قضية الساعة وكارثة ضحيتها البسطاء في عدن وبعض المحافظات

الإثنين - 13 مايو 2024 - الساعة 11:06 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب



كتبت الاسبوع الماضي عن مأساة عدن وناسها الطيبين جراء انقطاع الكهرباء والتجاهل والتهميش والاقصاء الذي يتعرض له كوادرها . وكانت الكهرباء تنقطع سبع أو ثمان ساعات واحيانا تخفض إلى أربع ساعات. وللاسف بالقدر الذي تفاعل السواد الأعظم من الناس وبعض المسؤولين وجدت هناك تعليقات مغايرة واتهامات توجه لي . لا ادري في أي عالم تعيش هذه العقول ..اليوم وقد وقع الفاس في الرأس وبلغت المعاناة أقصى مدى وخرجت الناس إلى الشارع وقطعت الطرقات بعد خروج خدمة محطات الكهرباء عن الخدمة بسبب نفاذ الوقود. فانني اكتب والتيار الكهربائي منقطع عن منزلي وبقية منازل مواطني عدن وصل إلى ٣٢ ساعة وطوال هذه الثلاثين ساعة لصيت الكهرباء ساعتين فقط وحتى من يمتلك بطارية ساعاتها محدودة. واغلب المواطنين لايمتلكون قوت يومهم فكيف يشترون بطاريات . أنا اتكلم عن معاناة ناس من لحم ودم وفي ظل حرارة الصيف الحار والحارق واعيش معهم لحظة بلحظة وكل ساعة ولم أكن خارج وطني . من يصدق أن هناك عشرات الوفيات من المواطنين نساء ورجال وأطفال من شدة الحر الخانق لاسيما المصابين بامراض السكر والكليسترول والضغط ووالخ .
نعم يموتون الناس بجلطات دماغية وذبحات صدرية. علمت أن أحد الاصدقاء حضر فجر اليوم دفن أحد اقربائه فوجد في المقبرة خمس جثث ..
فجعت اليوم بوفاة زميلي الصحافي والمصور العدني لبيب شهاب الذي لاقى ربه بنوبة قلبية بينما كنت وهو الأسبوع الماضي حاضرين في مكتب مدير الهيئة العامة لاسر الشهداء والمناضلين المناضل أحمد قاسم عبدالله يقوم بالتصوير بكامل صحته . صحيح تعددت الاسباب والموت واحد وهذه مشيئة الله وكلنا راحلون .لكن الحال المزري في عدن له أسبابه .

على العموم اسالكم بالله الوضع المربع الذي وصلت إليه عدن وبعض المحافظات المجاورة من المسؤول عنه . هل وصل العجز إلى عدم القدرة الى دفع قيمة الوقود لصاحب الباخرة.
هذه المرة لن اوجه حتى مجرد اللوم لمسؤولي الدولة والحكومة ولا سلطة الأمر الواقع المجلس الانتقالي ولا محافظ مدينة عدن أحمد لملس ولا وزير الكهرباء بن يمين الذي قرأت أنه قدم استقالته . لكن لن أصدق . لأن المسؤولين حتى لو مات كل شعب عدن والمحافظات الأخرى لن يقدم أيا منهم استقالته واهم شيء يعيشيون حتى لوحدهم . لماذا ؟ لأن الضمير ميت والانسانية تجردوا منها أما الشعور بالمسؤولية فليسوا اصحابها .. لكن الصبر فان الله مع الصابرين والظلم لن يدوم واعذروني أشعر بالاختناق من شدة الحر والكلام لم يعد يؤثر في اصنام كركر جمل .. لقد اسمعت لو ناديت حيا لكن لاحياة لمن تنادي .. سلاااااااااام