إذا كانت المسألة مزاج ومهزلة وتصفية حسابات فهذا شيء آخر ، أما إذا كانت ترسيخ لمعاني الصدق والعدل والإنصاف فالأخ سالم صالح العود مدير صندوق النظافة وتحسين المدينة هو الأجدر والانسب لشغل هذا المنصب ، لن تنجب او تجود لودر بمثل ذلك الرجل في سياسته الحكيمة وفي كيفية تعامله مع تلك الشريحة المهمشة الذي روضها وسخرها لخدمة ونظافة مدينة لودر باجور بسيطة زهيدة وخطامها بيده ، لقد صار القلب حفرة مليئة بالدم والألم حتى فاضت النفس حين نسمع الكذب ونقرر ونشاهد الصدق ونرفض حينئذ أندفع التساؤل عن جدوى مانكتب ، وهل يدفعنا الإحباط إلى أن نكف ونكسّر أقلامنا !
لقد صارت حياة الحكومة في لودر أكثر تعقيداً ومرارتها أكثر وجعاً ، وضميرها أكثر أرهاقاً والماً حين تسمع وتصدق ، ففي زمن الحرب والكوليرا سالم العود هو الأفضل !
نقف كل صباح أمام المرآة لنستوثق من اشكالنا وهيئاتنا للخروج إلى المجتمع بكل هندام جميل ، ونختلس لحظة من عمر الزمن لتجديد حياتنا بشكل أرقى ، حتى حين نحتفل بأعياد ميلادنا نظل محافظين على هندامنا بشكل يتناسب مع ذوق الجنس الآخر ، والعم سالم العود لايبالي بتلك المظاهر والأشكال والفنتازيات هدفه كبير وعمله كثير ، وموقعه لايحتاج إلى هندام !
مهلاً ايها الناس في لودر ففي زمن يعاني فيه الكبار من التخمة ، ومن سمنة مفرطة في الأجساد والعقول ينتفض عمال بلدية الحاج سالم من تحت ركام القاذورات والروائح الكريهة النتنة لمواجهة الموت الزؤام ، ويستعدون برباطة جاش يركضون تحت الأرض وهم يصرخون في وجه الوطن الذي تخلى عن طفولتهم وأحلامهم في بلد لم يعد سعيداً ، أبداً لن نتوقف !
هنا يُكمن التحدي ، فليس هناك بعد اليوم بديل لسالم العود في هذا الموقع ، فهل نستسلم أم نواصل مؤمنين بإن قدرنا وإختيارنا هو الإنتماء لكل ماهو نبيل ، أو نثقب الجدار غصباً عنا ليمر النور إلى الأجيال ليصبح غداً أكثر عدلاً ورحمة وجمال !