آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-01:20م

ماذا يعني التسامح و تأثيره على تحسين العلاقات الإنسانية.؟

الأحد - 07 أبريل 2024 - الساعة 08:53 م

موسى المليكي
بقلم: موسى المليكي
- ارشيف الكاتب





يظن البعض من الناس أنّ التسامح هو ضعفٌ في الشخصيّة، وتهاونٌ في الحقوق؛ لكن التسامح في حقيقة الأمر هو القدرة على ضبط النفس، ومجابهة الرغبة الداخلية في الانتقام؛ فترى العديد من الأشخاص يكِنّون شعور الكراهية، تجاه من تسببوا لهم بالألم والمعاناة، في مرحلةٍ من مراحل حياتهم؛ ولذا نجد أنّ هؤلاء عاجزون عن ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي، في حين تتمثل قوة التسامح لدى البعض الآخر؛ بالقدرة العالية على النجاح والتميّز، وترك الأحقاد جانباً؛ فهي تُقلل من حيويّة الفرد، وإقباله على الحياة، وقدرته على تجاوز الأخطاء والمشكلات.

كما أنّ قوة التسامح تتجلّى في دفع الإنسان نحو مزيدٍ من النجاحات بسهولةٍ عالية؛ فالمتسامح لا يخلق العداوات مع أحد، ولا يسمح بوجود المتاعب والصعوبات؛ بل يُذلّلها لصالحه، بأبسط الطُرق النفسيّة وهي التسامح.


من الجدير ذكره أنّ هذا المفهوم الإنساني؛ يحفظ توازن الفرد؛ فلا يبقيه في دائرة الظنون المُستمرّة، التي تُجهد النفس، وتُتعب الأفكار، بالإضافة إلى أنّ التسامح ينشر رسالة المحبةِ بين الناس، ويقوّي من تعاضد المجتمع وتماسكه، ويُعيد إصلاح العلاقات بين الأفراد، ويُقلّل من الفُرقة والخلافات.

يتمتع الشخص المُتسامح بالاحترام والتقدير بين الناس، ويُصبح قدوةً في التعامل الحسن، فهو استطاع هدم جسر الهوة بين المُخطئ والمُصلح، ودفع الأول ليكون كالأخير؛ فالتسامح يُعطي فرصةً للإنسان بمراجعة سلوكه، والتعديل عليه، واستبداله بأفضلَ منه، وبهذا نستدل على أنّ التسامح لا يعود بالأثر الإيجابي على المُسامح فقط، بل على الشخص الآخر؛ الذي يخجل لفعلته وخطئه، ويتحول بعد ذلك لإنسان آخر، يحتاجه المُجتمع للتطوير والبناء.