آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-10:10ص

جرائم إسرائيل ضد العرب..ولماذا سوريا؟!

الجمعة - 05 أبريل 2024 - الساعة 12:15 ص

عبدالفتاح الصناعي
بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


أي بشاعة وأي إرهاب أكثر من أن يقتل جيشا نظاميا مزودا بكل الأسلحة المتطورة والتقنية العالية الأطفال والنساء والابرياء بالجملة وبالعشرات والمئات ..يدك أحياء كاملة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة من الأرض والجو حتى تنهار عمارات من عشرات الطوابق على رؤس ساكنيها..

يرى الخبراء العسكريين بأنه لم يسبق أن فعل هكذا جيشا بالعالم كله.. بمثل هذه الخسة والحقارة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ..فبعد أن يساوي حيا كاملا بالأرض بكل بناياته وعماراته الشاهقة وبكل مافيه من البشر يقوم بإدخل الريبوتات والمزودة بالذكاء الصناعي ثم الكلاب البوليسية ليتأكد هل فعلا لم يتبقى أحد على قيد الحياة..وبعد ذلك يدخلوا المنطقة..لأن الفلسطينين في البداية كانوا يخرجوا لهم بالشوارع ويواجهونهم من مسافة صفر بأسلحة بسيطة ..والحرب هي أن يواجه جيش جيشا آخر وبالأقل يواجه محاربين أفراد بكل تواضع أسلحتهم مقارنة مع عدتك وعتادك..
ولكن إبادة أحياء كاملة بكل مافيها بهذه الطريقة الوحشية فليس هذا إلا جرائم حرب وإبادة جماعية ترفضها كل الأديان السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية والدولية..

وهكذا تظل إسرائيل تتمادى في جرائمها وسفكها للدم وخرقها لكل قواعد وقوانين الحروب حتى تلك التي عرفت منذ الإنسان البدائي ناهيك عن تطورات الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية التي مثلت رقيا في مسار تطور الإنسانية وترجمة لكل قيم وتعاليم الأديان السماوية وحتى الوضعية وتقدم الفكر الإنساني..

خرج نتنياهو اليوم يعترف بأن الجيش الإسرائيلي هو من قصف طاقم الإغاثة مبديا أسفه وأعتذاره..وكأن هذا الحدث لأول من نوعه..وكأنه ليس هو الذي يقود أقذر حرب وحشية وإبادة جماعية وتجاوز كل الأطر والقيم..

هذه الدولة أو الكيان التي طالما أدعت لنفسها التقدم والانسانية وحاول البعض تجميل قبحها..اليوم تكشف للعالم بكل وضوح عن كل وحشيتها وبدائيتها وسؤها وتنصلها عن كل معاني الإنسانية وقيم الأديان والأخلاق وقواعد الحروب وأعرافها الدولية..

بعد جرائمها المروعة بحق الفلسطينيين..أنتهكت أمس حرمة دولة لم تقاتلها أو تقترب منها في هذه المرحلة حتى بتصريحات اعلامية..

دولة لازلت تحاول الخروج من مأساتها الداخلية..محاولة ان تقف على اطراف أصابع قدميها ولامقدرة لها على مواجهة أحد..دولة لازلت مشلولة واشترك الجميع في تدميرها وإضعافها إلى هذا الحد المؤلم..
بعد أن كانت الدولة التي تخافها إسرائيل وتحسب لها كل الحسابات..

هل سنتعلم يوما من هذه الدروس القاسية ونتعظ بها ونكف عن إشعال صراعاتنا الداخلية البعثية التي تجعلنا جميعا ضحايا أنفسنا وضحايا بعضنا البعض بالتأجيج الخارجي المشبوة لمثل هذه الصراعات؟!

لم تكن إسرائيل تريد إيران في حد ذاتها ولاقادتها بقدر ما أرادت مواصلة إذلالنا كعرب ..وبطريقة تخلط فيها الأوراق وتزيد من إشعال فتنة الانقسام والصراع داخلنا كأمة عربية لاحول لها ولاقوة ..
بأن تأتينا من أهم جراحنا المؤلمة وأنها معنا لاتعبر لنا حرمة فنحن أمة لاثقل لها ولاوزن..فلا قوة نتحفظ بها ولا قضية توحدنا ولا رأي يجمعنا..

وبالتالي فهي كالعادة لاتلتزم نحو دولنا بأي قوانين دولية أو أخلاقية ..لأننا الأضعف ولأننا الدول التي أكلت نفسها وتختلط أوراقها وتسودها الخلافات والصراعات المعقدة ..ولأنها تعرف بأن مثل جريمتها هذه لن تستفز فينا أي مشاعر الغيرة والتوحد بقدر ما أنها ستعمق خلافاتنا وانقسامتنا وأزماتنا الداخلية..بين متشفي ومصفق وبين توظيفات أخرى تزيد من جحم التشتت النفسي والتحليلات الشيطانية والمضللة التي تدعي لإحياء الفتن والنفح فيها بالجدل السياسي العقيم بإثارة أزمتنا الداخلية أكثر ونبش الصراعات القديمة بطريقة جديدة..

ما الذي يمنع إسرائيل ويخيفها من أن تضرب إيران مباشرة لو كان هدفها إيران فعلا ؟! لاسيما والصراع السياسي والإعلامي بينهم على أشده ..

إيران مثلها مثل تركيا أمم موحدة ودول قوية ومؤثرة تحتفظ بكامل سياداتها وقواتها والمكانة بين العالم.. والخلافات السياسية لها أطر معينة لايمكن لأحد تجاوزها ..على حساب السيادة وقوة الدولة وكرمتها ..والتي من كرامة الشعب بكل اختلافاته.. -وعلى خلافنا- فلن يرض أحد بالمساومة ولن يتشفى أحد بأمته وحكومته حتى أكبر معارض سياسي..


وبالتالي فلن يتوقف الأمر أكثر من دقائق حتى يكون هنالك رد قوي وفوري يعيد كرامة الدولة والشعب..

أما نحن كعرب الأمر مختلف.. دول ممزقة ومنهكة وخلافات تعصف بنا من كل جهه.. ممايجعل حدث هكذا يزيد من حدة انقساماتنا ومتاهاتنا وحروبنا ومعاركنا الكلامية التحليلية بامراضنا الثقافية والسياسية..

اللهم أعن هذه الأمة على توحدها والترفع فوق جراحاتها الداخلية الغائرة وتجاوز الانقسامات والصراعات الصغيرة نحو قضاياها المصيرية..

عبدالفتاح الصناعي