آخر تحديث :الأحد-03 نوفمبر 2024-12:21م

أبناء عدن         من الافقار إلى السلة الغدائية

السبت - 30 مارس 2024 - الساعة 01:17 م
عبدالكريم الدالي

بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب


                      

من اول يوم لسلطة أمر الواقع في عدن في  30 نوفمبر 1967م ( الاستقلال الضائع ) إلى يومنا فرضت على أبناء عدن  سياسة افقار غير معلنة ، فمن أبناء عدن من كان مصيرهم التشريد قسرا من وطنهم بعد نهب وسرقة أملاكهم  وأموالهم  وبيوتهم باسم قانون التأميم الجائر ، ومنهم كان فصلهم من وظائفهم  القيادية المدنية والأمنية مع حرمانهم من الراتب ومكافاءت نهاية الخدمة ، والكثير زج بهم في السجون والمعتقلات ، وغيرهم كان مصيرهم الاخفاء إلى يومنا ، والبعض كانوا ضحايا التصفيات الجسدية لعصابات الاغتيالات ، ومن بقى في الداخل كانوا صابرين ، لا حولة لهم ولا قوة ، وقد تزامنت سياسة افقار ابناء عدن الغير معلنة مع سياسة غير معلنة لاستباحة واغتصاب عدن ارض وثروة تحت مسمى عاصمة  ،،، والهدف من ذلك حرمان أبناء عدن  من حقوقهم السياسية والمدنية وحقهم في إدارة مدينتهم والحفاظ على امنها  ، واليوم بعد سقوط قناع الكدب وانكشاف وصمة عار سلطات امر الواقع  على أنها سلطات الارتهان والتبعية للخارج ، لذا أرادوا تجمبل صورتهم فابتكروا اكدوبة السلة الغدائية مستغلين افقارهم لابتاء عدن   ،،، الا أن هيهات فابناء عدن لن يقبلون بغير انهاء  مظوميتهم التي فرضت عليهم  من العام 67م إلى يومنا ، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال :-
1_ الاعتراف بخصوصية واستحقاقات عدن التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والمدنية والثقافة والاجتماعية  .
2_ تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل في عدن ، من العام  67م إلى يومنا  .
3_ تسليم إدارة عدن وأمنها لابناءها  .
4_ تطهير عدن من المعسكرات والمظاهر المسلحة .
وبهكذا فابناء عدن يريدون طي صفحة الماضي وليس الانتقام على أن يكون بمنحهم حقوقهم السياسية والمدنية كاملة ، وحقهم في ادارة مدينتهم والحفاظ على امنها .
وعلى كل ظالم أن يدرك ان التراكمات الكمية لابد لها أن تؤدي إلى طفرة نوعية  ،،، واليوم عدن تمر بمرحلة تراكمات كمية بشكل متسارع مع ازدياد الظلم والبغي والطغيان ، وكلما تزايدت وتسارعت التراكمات الكمية ، اقترب موعد الطفرة النوعية ، وحينها لن يكون القوي قوي ولا الضعيف ضعيف ، وسيكون الجميع أمام تيار جارف لثورة مظلومين ،  وعند ذلك من الصعب أن لم يكن من المستحيل الوقوف ضد التيار الجارف لثورة المظلومين ، وحينها سيدرك كل من ظلم وبغى وطغى ، أن السلة الغدائية لم تنسي أبن عدن مظلوميته التي اكتوى بنارها من العام 67م إلى يومنا .
الا انه لابد من الاشارة أن سياسة الافقار الغير معلنة التي فرضت على أبناء عدن مرتبطة بوجود سلطة امر الواقع مهما تغيرت الوجوه والشعارات والخطابات السياسية نتيجة الصراعات العديدة لأجل السيطرة على عدن من منطلق مفهوم من سيطر على عدن حكم الجنوب ، لذا  يبقى الظلم والبغي والطغيان في عدن مرتبط بوجود سلطة امر الواقع بغض النظر عن الأسماء والانتماء  .

عبدالكريم الدالي