آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-01:20م

ماذا تعني الأخلاق وتأثيره في البناء الحضاري والإنساني ؟

الجمعة - 29 مارس 2024 - الساعة 10:25 م

موسى المليكي
بقلم: موسى المليكي
- ارشيف الكاتب


الأخلاق هو إحدى الأسس التي تُنظم الحياة والمعاملات البشرية، كما تُعد المعيار الذي يُمكن أن نقيس به مدى تطور الدولة وتقدمها، لذا ينبغي على جميع الأفراد والجماعات على حد سواء الالتزام بمكارم الأخلاق التي حثت عليها جميع الأديان، من صدق، وأمانة، وإخلاص في العمل، وصلة الأقرباء، وتجنب الكذب، والغيبة والنميمة، والتضليل، والابتعاد عن العنصرية، والمناطقية، والحسد، والحقد، وغيرها الكثير.

وتُساهم الأخلاق في بناء مجتمع يسعى أفراده للتطور في كافة المجالات السياسية، والاجتماعية، والدينية، والاقتصادية، فالأخلاق تُهذب أفكار الأفراد وسلوكياتهم، وتُؤسس أركاناََ ثابتةً تقوم عليها حضارة إنسانية قوية، فضلاً عن الألفة وقوة الروابط بين الأفراد، كما أنّها تُجنب الأضرار والتفكك الذي يُمكن أنّ يحدثه سوء الخلق.

دور الأخلاق في تعزيز المسؤولية المجتمعية.
تشير المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية إلى أداء كل فرد لواجباته المدنية تجاه مجتمعه بما يُحقق أهداف المجتمع ككل، ويُساهم في النمو الاقتصادي، والبيئي، والمستوى المعيشي على حد سواء، ويعتمد تحقيق المسؤولية الاجتماعية على المنظومة الأخلاقية، بحيث يجب تقييم القرارات أخلاقياََ للتمييز بين الخطأ والصواب قبل وضعها حيز التنفيذ، واستثناء أية إجراءات غير مسؤولة يُمكن أن تلحق الضرر في المجتمع أو البيئة، وينبغي على الأفراد والجماعات تطبيق المسؤولية الاجتماعية ضمن المعاملات، والإجراءات، والقرارات اليومية خاصة تلك التي تُؤثر بشكل مباشر في الأشخاص أو الجماعات الأخرى.

تأثر غياب الأخلاق على العلاقات الاجتماعية.
ينعكس غياب الأخلاق بشكل سلبي على الأفراد والمجتمعات، وتتمثل آثاره السلبية فيما يأتي:
انتشار الشعور بالقلق والإحباط؛ ممّا يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الأفراد والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة رضاهم أو سعادتهم.

انعدام الثقة وخلق الشكوك بين الأفراد والجماعات، ممّا يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بشكل أساسيّ، والتي يُعد عامل الثقة أحد أهم الأسس فيها.

انتشار الفوضى وعدم الالتزام بالنظم والقوانين، والذي يساهم في تراجع تنمية الدولة وتطورها اقتصادياً واجتماعياً.

انعدام الشعور بالإنسانية؛ إذ تُصبح مصلحة الشخص وتحقيق رغباته أولوية تبيح له الاعتداء على حقوق وممتلكات الآخرين وأذيتهم لتحقيق أهدافه.

فُقدان حق التملك، بحيث تصبح الملكيات متاحة للجميع، وليس بإمكان الشخص الدفاع عن ممتلكاته الخاصة أمام خطر السرقة والاعتداء والاغتصاب.

انتشار الفوضى، والتخلي عن العمل وممارسة الوظائف حتى الأساسية منها؛ لانشغال الأفراد والجماعات بحرب السيطرة والبقاء والتمكين.