آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-08:49م

رامز جلال.. واصبح المحظور حلال

الإثنين - 25 مارس 2024 - الساعة 02:14 ص

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


أن من نعم الله علينا أن جعل الله لنا عقل نفكر به، وجعل لنا أفئدة نميز بها الغث من السمين، لكن سبحان الله هم قلة من يستخدمها " أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، بمعنى آخر أنه ليس كل من كان له دماغ أصبح عاقل! فالحيوانات أكرمكم الله لها أدمغة ولكن ليس لها عقل تميز به عن غيرها، ماعدا الإنسان فضله الله عن سائر مخلوقاته ( ولقد كرمنا بني آدم )، (ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، لكن مما يعاب على الإنسان كما أشرت قبل قليل أنه لا يستخدم عقله الممنوح له من الله ليصبح عقله شبيه إلى أدمغة الحيوانات الفارغة وبالتالي يتبلد ولا يدرك مايدور حوله.

أن مما أثار حفيظتي ما يعرض من برامج تلفزيونية شهيرة يقال عنها إنها ترفيهية شبابية تواكب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي متخطين فوازير رمضان القديمة كفوازير شريهان وعمو فؤاد بيلف بلاد "الرجعية"، ليطل علينا برنامج "#رامز_جاء_من_الآخر" الذي يقدمه الممثل المصري #رامز_جلال وتعرضه مجموعة قنوات #mbc فهو حاجة ثانية خالص، للامانة أنت تشاهد فوضى عارمة، أنت تشاهد كمية ابتذال لا حصر لها، وأسفاف أخلاقي رخيص صرفت فيه مبالغ مالية خيالية وكبيرة علي برنامج هايف لافائدة منه، لو صرفت 10% من ميزانيته لانقذت آلاف الأسر من شبح الجوع والعطش بدول الحروب اليمن السودان الصومال، أنت تحضر تلوث بصري وسمعي عجيب ومدهش لا مثيل له.

للأسف نحن تعودنا على هذا الدمار الأخلاقي الشامل، فلو عدنا قليلًا قبل عشرة سنوات مثلًا وشاهدنا ممايعرض من برامج كالتي تعرض حاليًا لاثيرت ضجة إعلامية واسعة النطاق ولستنكر الجميع مما يحدث، لكن نحن ومع مرور الزمن وبعد ان أضيفت إضافات فاضحة تعودنا عليها ولم نعد نحس بها أو ندينها أو نستنكرها وباتت مألوفة ولكنها تكبر ككرة الثلج فكانت النتيجة!!... برأيك ماذا تعتقد سيعرض بعد عشرة سنوات؟.

ببرنامج #رامز_جاء_من_الآخر تم فيه اختيار ضيوف من نوعية "لابس من غير هدوم"، لبس فاضح مكشوف وضيق وعري صريح وصراخ وارتماء احضان وأشياء أخرى كثيييير.
من المعلوم أن طبيعة البرنامج فيها انزلاقات والتواءات خراطيم مياه ومتاهات ثم نقطة ألتقاء، ثم الغطس في مسبح والجميع كما قلت لابسين ومش لابسين على غرار اغنية عمرو دياب (عايش ومش عايش) ماذا سيكون المشهد؟؟، أمامك الأوراك والأفخاذ والكروش والنحور وعلى قفا من يشيل، وشعر مبلل متناثر، وجري وسقوط وملاحقة كلاب ثم صعود بملابس مبللة لاصقة "مخزقة" ومهترئة أقرب تشبيه لها بأنها كخرقة مقطعة تستخدم لتصفية فرن المطبخ، حتى تظهر الضحية أقصد الضيف/ـة في نهاية الحلقة وفي أثناء التصفيق الحار المبالغ فيه يظهر الضيف كشخص فاتح بلاد السند والهند وهو في حقيقة الأمر ظهر كضحية نجت من حالة عنف جنسي "اغتصاب".

المؤلم في الأمر أن كل ذلك يحدث تحت إشراف ودعم كامل وتسهيل مباشر من هيئة الأمر بالترفيه والامتناع عن المعروف، وبأرض الحرمين الشريفين للأسف، ويتم بثه نهار وليل رمضان جهارًا نهارًا والجميع مستأنس ومستمتع للآخر، وثالثة الأثافي أن احداثه كانت في محيط منطقة فقر وجوع مدقع، وفي حروب أهلية مشتعلة لاتنتهي، وفي ظل أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية خانقة، وفي ظل تنكيل وحصار العديد من دول جوار المملكة كالعراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة واليمن، أما غزة فحكايتها حكاية سيتوارثها الرجال نزهها الله في أن تذكر في هذا المقام.

أيها الناس نحن في خطر محدق وفي منعطف خطيرًا والقادم لا يبشر بخير إذا سمحنا الدخول لهذا الإعلام الممنهج التافة الرخيص والهابط إلى بيوتنا دون شطب أو حذف له أو إعادة تهيئة ولم ننتبه وننبه الناس من شره، فقد بات الأمر واقعًا مفزعًا لا مناص منه أما نكون أو لانكون، يجب تعرية هذه الآلة الإعلامية الخبيثة القذرة التي تروج لبرامج الاسفاف الاخلاقي والقيمي وإشهار غرضها الخفي والخبيث والتشهير بها بكل المحافل حتى نحفظ لاجيالنا بذرة ما تبقى من فضائل ومكارم وصلت إلينا من السلف ونغرسها في نفوسهم.