آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:20م

لاوقت الٱن سوى للسلام

السبت - 23 مارس 2024 - الساعة 01:58 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب




عبدالجبار ثابت الشهابي


الٱن يجب علينا أن: نعيد عجلة الحياة إلى مجراها، أن نتجه جميعا صوب إعادة البناء، ومعالجة جراحاتنا، وإن بدت غائرة، لابد من تفعيل العقول المعطلة، والإمكانات المهملة، لايد أن نعلم أن هذا الوطن لن يبنيه بعد كل ماكان من الدمار سوى أبنائه، هذا إن أرادوا أن يعيشوا كبقية الشعوب المتحضرة، المتماسكة، المتٱلفة، المتكافلة، المتحابة،  ولنا في ابشعب الصيني، والهندي، والروسي، والأمريكي، وغيرهم من الشعوب أسوة حسنة، وقدوة لمن يفكرون فعلا بأوطانهم، ومستقبلهم بعيدا عن التمييز العنصري بكل منطلقاته الفكرية،
ويعيدا عن عقلية الظلم، والهضم، والإقصاء. 
لقد تركنا كل مابلغنا من الدروس وللعبر؛ التي خلصت إليها الأمم، وجربنا جميعا طريق حسم الخلافات بالعنف، وهانحن على مشارف العام العاشر من الحرب العبثية، لم ينجح أحدنا في شيء، سوى في قتل، وجرح عشرات الٱلاف من فلذات أكبادنا، وطاقاتنا الشابة، وهدم البنى التحتية، وقدراتنا الدفاعية، وزرع الخوف والرعب، وتشريد الساكنين، وهدم اقتصاد البلد، وتحويله إلى عالة، ومزبلة، لامدد لها سوى الإعتماد على الغير، وماتجود به الدول الشقيقة والصديقة، خلال كل هذه السنين العجاف لآبقائنا على قيد الحياة، نتصارع، ويقتل الأخ أخاه، والأب ابنه، وللابن أباه، دون أن نسأل أنفسنا؛ والحال هكذا: لماذا نقتتل؟! وما الهدف الحقيقي لكل هذا القتال، وما قبله من الاقتتالات التي لم ترحم، بل مزقت العرى والأواصر، ولم تبق ولم تذر؟! بل لم نسأل أنفسنا لماذا، ومن المستفيد؟! 
والٱن، وقد حصل ماحصل، نعتقد أن العقول قد عادت إلى مواقعها، وأن ظروفا إيجابية قد تشكلت بحول الله، بعد أن فشلت الحرب، وصار المتحاربون يدورون في حلقة مفرغة، وأدرك تجار الحروب أن السحر سينقلب على الساحر، الٱن لابد أن نلقي الأسلحة، لتعود آلى خزائنها، حيث كاتت من قبل، ونعود جميعا لترميم عرى المجتمع، وسلوك خيار السلم، وتمكين الدولة من أجهزتها، والمضي نحو المستقبل، كخيار لابد منه، فلا مستقبل الٱن للحرب، ولا مكان.. 
لذلك لابد من القراءة الصحيحة لصفحات الواقع الحالي، وقبل أن يفرض السلام، بعد أن تم تهديد مصالح العالم، وتجارته من جانب بعض القوى، وتهديد السلام العالمي في البحر الأحمر وخليج عدن، وبحر العرب.. يجب أن تتحرك عقول أولئك، قبل أن يخسروا شرف المبادرة، ومزية الإيجابية في التعاطي مع رؤية السلام، وقبل أن يجدوا أنفسهم أمام الولقع القادم إن شاء الله، وقد فقدوا الكثير، وسقط من أيديهم كل شيء، إلا الرضا بالواقع، والقبول ولو بمجرد الوجود الصامت، في زمن،  وواقع ٱخر، لامكان فيه، ولا وجود؛ إلا لصوت الوطن، ومعزوفة السلم؛ التي أسكتتها دانات المدافع، ولعلعة الرصاص.