آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-12:45م

خواطر رمضانية..

الأحد - 17 مارس 2024 - الساعة 03:03 ص

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




في قوله تعالى ( ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) عتاب من الله للمؤمنين كما قال الصحابة ومنهم عبدالله ابن عباس : استبطأ الله قلوب المؤمنين بعد ثلاث عشرة وعبدالله ابن مسعود يقول : ما بين إسلامنا ونزول هذا العتاب إلا أربع سنين والعتاب موجه كما هو واضح في تأخر القلوب عن اللين والخشوع عند سماع الآيات
ومما لا شك فيه أن الصحابة هم الجيل الافضل وأن قلوبهم هي أزكى قلوب العباد إلا أن الله دلهم على أن تغيرا حدث فيها لو لم يتداركوه من قلوبهم أفسدها وقد حذرهم حتى لا يصل بهم الحال إلى ما وصل إليه حال أهل الكتاب
ونحن قلوبنا أشد تغيرا وفسادا ومضى عليها من الوقت زمنا تجاوز عند الكثير منا حال الصحابة
إننا نعاني نفس المعاناة ونشكي من الشكوى نفسها وهو قسوة القلب مع طول المدة فكمن سنين مرت ورمضان أتى وذهب وصلاة بعدها صلاة وقراءة تتبعها قراءة لم نحاول فيها أن نتذوق العبادة ونذهب العادة والإلف الذي قضى على منبع السعادة في حياتنا بإطلاق المشاعر في الشعائر والنفس من حبسها واللسان من قيده ، لعلنا بلحظة واحدة من الخشوع نكسب ما فرط من أعمارنا ، وهل الإسلام كله بعد الكفر إلا لحظة واحدة يستعيد فيها الإنسان نفسه ويربح حياته ويتحرر من قيوده !

محمد ناصر العاقل
٦/ رمضان/ ١٤٤٥ هجرية