آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:24ص

للزبيدي .. تعلم سياسة النأي بالنفس

الخميس - 14 مارس 2024 - الساعة 02:06 ص

أحمد سعيد كرامة
بقلم: أحمد سعيد كرامة
- ارشيف الكاتب




أحمد سعيد كرامة

في حرب صيف 1994 تم غزو الجنوب بعد حملة واسعة من قبل حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام وباقي الأحزاب اليمنية الموالية لهم بأسم الدين ، وأصدروا فتواهم المشهورة بتكفير الجنوبيين ، وشكلوا جبهة كبيرة وعريضة من الأحزاب اليمنية والجماعات وكل حاقد وكاره للحزب الاشتراكي الذريعة حينها ، وغزونا بأسم الدين وأصبحت بنظرهم معركة مقدسة بين الإسلام والكفار .

أدرك الكثيرون من المغرر بهم من الشماليين بعد عقود من الزمن أنهم كانوا ضحية استغلال رخيص وتعبئة خاطئة من عفاش وحلفائه الإخوان المسلمين في حرب صيف 94 ، وأعتذر الكثيرين منهم بإستثناء عفاش والإصلاح وغيرهم من كبار القادة والزعماء والمسؤولين والمشائخ .

نصيحة للواء عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي أن يتعلم من قطبي التحالف العربي وهما السعودية والإمارات سياسة النأي بالنفس في هذه الأزمة المستجدة الخطيرة في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن ، رغم الإمكانيات المالية والعسكرية الضخمة للإمارات والسعودية ، ناهيك عن مصر التي تضررت كثيرا في عائدات قناة السويس والتي تمتلك ترسانة عسكرية جبارة ، الحرب في باب المندب والبحر الأحمر حرب عالمية وليست اقليمية ، بين دول كبرى وعلى رأسهم روسيا والصين وإيران في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، روسيا تصفي حساباتها مع تلك الدول ردا على دعمهم المباشر في أوكرانيا .

وبالتالي تكرار رغبة الزبيدي في الزج بالجنوبيين في أزمة باب المندب ، سيعني تكالب قوى الشمال جميعهم من حوثي ومؤتمري واصلاحي وقبائل في غزونا وبفتوى جديدة بأسم الجنوبيين حلفاء إسرائيل هذه المرة ، شئنا أم أبينا العاطفة والحماس والتوقيت السيء سيعرضنا إلى حرب قادمة لا تخصنا إطلاقا ، رغم أن الحرب الشمالية الجنوبية أتيه لا مفر منها ، لكنها ستكون جهوية مناطقية وليست دينية كما يردون لها أن تكون .

يجب عليك أن لا تقدم لهم هدية مجانية هم بأمس الحاجة إليها لغزوا الجنوب ، وسيطلبون الدعم والمؤازرة من إيران و الحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني والسوري وغيرهم بإسم الحرب المقدسة ضد حلفاء إسرائيل في جنوب اليمن .

ماذا لو قصفت موانئ عدن الثلاثة أو أغلقت كمينائي ضبة شحر حضرموت ونشيمة شبوة ، ماذا لو أغلقوا مطاري عدن الدولي وسيؤن وأستثنوا مطار صنعاء الدولي ، كما أغلقوا مطاري المخاء على طارق عفاش ومأرب في وجه الطائرة الاممية وغيرها ، هل حينها سيلجى الجنوبيين إلى ميناء الحديدة ومطار صنعاء ، للعلم سنتر عبور الأجواء باليمن للطائرات في مطار صنعاء الدولي حتى اللحظة ( الإذن بالاقلاع والهبوط والعبور ) .

ماهو الثمن الذي ستقدمه مسبقا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والرياض للجنوبيين .