آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

قراءة واعية لفهم الواقع

الإثنين - 26 فبراير 2024 - الساعة 06:09 م

هاني البيض
بقلم: هاني البيض
- ارشيف الكاتب


قراءة واعية لفهم الواقع

هاني البيض

إن الفترة الراهنة تتطلب قراءة واعية لفهم الواقع الذي أفرزته المرحلة ، ولابد من مواقف متوازنة تنسجم وطبيعة هذه المرحلة على صعيد الداخل ، وخارجيًا بتطور الصراع واحتمالاته المستقبلية .

فالتحديات الماثلة أمام الجميع في الداخل لا تحتاج إلى مزايدات بين الأطراف السياسية والشخصيات العامة في منظومة العمل الاقتصادي والخدماتي وإدارة شؤون الدولة والحكومة ، وعلى حساب الشعب ومعاناته وحالة تدهور الأوضاع المعيشية للناس .

كذلك بين أطراف العملية السلمية الشاملة بهذه الظروف الصعبة والاستثنائية المهددة للكل، ليست مسألة تسجيل مواقف واستمرار المناورات السياسية، بقدر أهمية التفاهمات الممكنة وضرورة التعاون للخروج من هذه الدوامة والمستنقع الخطير.

 الجميع يدور في حلقات مفرغة منذُ فترة طويلة ، والكل أمام مآزق الخروج من هذه الأوضاع المهددة لمستقبل الأمة والبلد والمنطقة .

لم يبق شي هناك لم يسيس  في صراع المصالح والتسويات وآفاق الحوار، تم توظيف التناقضات والخلافات واستدعاء صراعات الماضي،  لتعميق صراعات الحاضر ودخل البعد الإقليمي والدولي على خط الأزمة والحرب وتم عجن مالم يُعجن من قبل !

وفي ظل من أجاد العمل على توسيع دائرة الحرب بالمنطقة،  وجد من يغذي هذه الصراعات إقليميًا ودوليًا، والمؤسف أن بعض الأطراف الداخلية في الشمال والجنوب،  لازالت تعتقد أن نطاق هذه الحروب والصراعات محدود وثمنها مقدورًا عليه، وأنه من خلال حروب وصراعات المنطقة قد تتحقق المشاريع وبعض الطموحات المشروعة وغير المشروعة.

 

وهذه كلها تقديرات خاطئة وتوجهات كارثية ومواقف مكلفة لن يخرج منها أحد متعافى أو منتصر ، في حين أصبحت أوراق هذه اللعبة وبوضوح خارج إطار الأطراف المحلية وقدرات الإقليم.

والمؤكد أنه بقدر اتساع نطاق الصراعات الداخلية وحدة الخلافات البينية بين الأطراف المحلية، وببعدها الإقليمي سيكون التدخل الخارجي الدولي والأممي موازيًا ومؤثرًا.

لذلك نقول بمعزل عن المشاريع الوطنية والخلافات السياسية ومستجدات الأحداث والتطورات الأخيرة في الممرات البحرية من حرب وتصعيد واستهدافات لا تتوقف أو تنتهي في المنظور القريب.

إن هناك جوانب اجتماعية وإنسانية واقتصادية بالنسبة لليمنيين تهمهم جميعًا  ويجب أن توليها الحكومة والأطراف السياسية اهتمامًا كبيرًا،وأن تمثل هذه الأولويات والاهتمامات القواسم المشتركة الحالية لكل الفرقاء والخصوم والمحتربين،  ولا توظف سياسيًا في حسابات أي طرف بهذه الظروف المعقدة التي تتطلب عزيمة كبيرة، للحفاظ على الموجود وإدارة ماهو متاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

فالبلد هناك لازال يتأرجح على قرني ثور شمالًا وجنوبًا وجميعهما على كف عفريت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فـــن القيادة

 د. لمياء ربيع السباعي

تعتبر الإدارة من أصعب الأعمال التي يمكن أن تقوم بها ، كونها احتكاك مباشر مع البشر المتنوعة طباعهم وسلوكهم،  وبالتالي يتطلب الأمر خبرة وذكاء وشجاعة وقوة شخصية وأسلوب في الحوار والإقناع وبصيره وسرعة المبادرة ورسم الخطط الاستراتيجية في كيفية تطوير الموارد البشرية وإحداث طفره يلتمسها الجميع .

ولأن القائد هو الرمز وهو المؤثر الفعلي الأول والأخير في كل ما يحدث،  فعلية أن يحيط نفسه بفريق عمل من المبدعين والمفكرين،  مهمتهم كيف ينجزون الأعمال وكيف يمكن تحقيق أرباح؟

 كيف يمكن الظهور بمظهر يليق بتلك المؤسسة أو المنظمة لتستمر في التطور والازدهار،  هذا هو فريق العمل الذي يجب أن يحاط بالقادة حتى تكتب لهم سيرة نجاح في أشد الظروف.

أما أن يتكون فريق العمل من أشخاص،  جل تفكيرهم هو كيف ننتصر على فلان، كيف نحجم فلان، كيف نهمش فلان؟!

 وكذا استئجار ذوي الأقلام لتلميع ما يتم إفساده، ويشغلون أنفسهم بالأخرين،  فينشغلون عن تحقيق النجاح، ذلك  سينعكس على من هم أعلى منصب ومركز، فتتوالى المشاكل الداخلية بدلاً من تعزيز الاستقرار الخارجي وتحقيق النجاح مع شركاء العمل.

إن القادة لا يولدون قادة ، إنما تصنعهم التجارب والخبرات والظروف التي أحاطت بهم فصقلت شخصيتهم ،ونحن بمجتمعنا نواجه أزمه قيادة فليس كل مدير قائد.

القادة وحدهم من يملكون الشجاعة الكافية في المواجهة وعدم إرضاء الكل لأجل البقاء والاستمرارية وانتهاك القوانين واللوائح ، التي وضعت لتحافظ على المال العام وحريات وسلامة الأخرين وتطبيق مبدأ العدالة وكبح جموح وأطماع وأهواء النفس البشرية.

وكم نحن أحوج في وقتنا الحاضر لقادة ، يضعون حداً لكل ماهو ضد المألوف،  ويعيدون مسار الأمور إلى الطريق الصحيح،و ما نحتاج إليه قادة يدركون خطورة المرحلة التي نمر بها ويشمرون سواعدهم واضعين خطط اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية تخدم الوطن.

ما نريده ليس مستحيل كل مافي الأمر أن يضع الشخص المناسب (رجل أو امرأة) في المكان المناسب،  بما لديه من مؤهلات وخبرات بعيداً عن القبيلة والعائلة والحسب والنسب ،وأن يحاسب متى أخطأ؟

 فأحد الصعوبات التي تواجه اقتصاد البلد هو غياب الرقابة الإدارية والمحاسبة المالية ، ومن أمن العقاب أساء التصرف، تحية لكل قائد (أين أنتم)؟