آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-06:41ص


الكهرباء.. وطاحونة الوقود

الخميس - 22 فبراير 2024 - الساعة 09:52 ص

ثروت جيزاني
بقلم: ثروت جيزاني
- ارشيف الكاتب


لندن مدينة الضباب تقرر في العام 2021م ان تمد نفسها بالطاقة الكهربائية النظيفة ، حيث يتعذر على لندن توليد تلك الطاقة الكهربائية النظيفة عبر الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح بسبب طقسها المتقلب والتي تحتجب عنه الشمس لأيام ، حتى أنه يسمى بإسم غير مهذب لسرعة تقلباته .

لم تقف العقول ولا الامكانات كموانع لذلك الطموح المشروع فمدت عينها الى ماوراء البحر ، فوجدت ضالتها في منطقة كلميم بوادي نون ضمن نطاق المملكة المغربية .

المشروع اسموه اكس لينيكس سيولد.طاقة يستفاد منها اكثر من 7,000,000 منزل في مدينة الضباب بطاقة نظيفة 100٪ ، وسيتم تمديد اربعة كابلات ضخمة عبر المتوسط من الممكلة المغربية الى لندن .
حيث أعلنت شركة «Xlinks» البريطانية عن نيتها تطوير مشروع لبناء أطول كابل كهربائي في العالم يربط المغرب بالمملكة المتحدة. بهدف نقل حوالي 10.5 جيجاواط(10500ميجا واط) من محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية المغربية إلى المملكة المتحدة مع مرافق لتخزين الطاقة المولدة.

تصل كلفة المشروع إلى 16 مليار جنيه إسترليني ما يعادل 22 مليار دولار ويهدف لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المغرب ونقل الطاقة المولدة عبر كابلات تربط البلدين بطول 3800 كيلومتر عبر البحر

ونحن مازلنا نبحث عن محطات توليد بالنفط الخام والديزل والمازوت ذو القيمة المكلفة والصيانة المكلفة عوضا عن احداثها لتلوث بيئي كبير ومضر بالصحة العامة، في بلد لايمكن أن تجد شمسا كشمسها ، حيث تظل مشرقة لأكثر من 13 الى 14ساعة يوميا .

وفي بلد فيها مصادر للرياح عظيمة جدا يمكن نصب زعنفات رياح لتوليد الطاقة الكهربائية على طول الشريط الساحلي من باب المندب الى المهره .

تلك المحطات الخاصة بتوليد الكهرباء عن طريق الالواح الشمسية أو عبر زعنفات الرياح تأتي جاهزة للتركيب فقط ،أي إنها لاتأخذ وقت عند إنشائها .

بريطانيا العظمى تسافر عبر البحر الابيض المتوسط لتصل الى المملكة المغربية لإضاءة 7 مليون منزل .

ونحن مازلنا نقرر لانشاء لجنة مناقصات لشراء وقود تشغيل محطات التوليد ، ونسافر للإتفاق على جلب سفينة بها مولدات للكهرباء تعمل بالوقود عالي التكلفة وملوثا للبيئة .


من المؤكد هناك موانع للذكاء على شكل حبوب يتناولها البعض حتى لايتمكنوا من العمل بحرفية ومهنية ، في ظل إقتصاد منهار يحتاج لكل قرش يضخ في عضده لإنعاشه .

ونحن مازلنا نفكر بمخططات عصور الزماميط وماقبل عصر شنجم ابو حربة ، فعند استخدامنا لطاقة الرياح والطاقة الشمسية لبلد تكفيه حاليا 1000ميجا فقط (واحد جيجا فقط ) ،ستنخفض معها تكلفة إنتاج الطاقة الا مادون النصف ، ومعها سيتمكن المواطن من العودة لسداد فواتير الكهرباء .

كما سيوفر خدمة مستقرة ونظيفة ومتاحة ورخيصة للمستثمرين ، أما الإصرار على بقاء محطات التوليد بوقود النفط الخام والديزل والمازوت والعمل على توسعتها ، يؤكد بقاء الحال على ماهو عليه ، وعلى المواطن أن يتعايش مع هذه الافكار والتي أكل الدهر منها وشرب .
22مليار دولار هي تكلفة مشروع الانشاء والربط مابين بريطانيا والمملكة المغربية 75٪ من تلك التكلفة ستذهب الى خطوط النقل والربط بين البلدين وماتبقى منها هو 1,650,000,000دولار لانشاء محطات انتاج كهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمحصلة انتاج طاقة تقدر 10500جيجا واط
نحن لانحتاج لأكثر من 1000ميجا واط أي سنحتاج الى عشر المبلغ لانشاء محطات توليد بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح أي مايعادل 165مليون دولار .
الحكومة خصصت لصيانة محطة ورسيلا 2 المنصورة 31مليون دولار ، لاعادة التأهيل والصيانة العامة ولم تستكمل حتى الان ومثل هذا المبلغ تحتاجه محطة الفقيد طرموم( الحسوة) وكذلك عدد من محطات توليد الكهرباء الحكومية تحتاج الى صيانة بمبالغ باهظة وانتاج طاقة شحيح .

لا غضاضة من إستيعاب أفكار تساهم في إحداث نقلة نوعية تستقدم خدمة كهرباء مستقرة وقابلة للنمو والتطوير ، وذلك يتطلب إرادة وطنية من أصحاب القرار فيها يتم توفير الموارد لتنفيذ مشروع حيوي إستراتيجي ، يزحزخ الموازنة العامة من ضغوط تمويل الوقود المكلفة والصيانة المستدامة وفواتير محطات تأجير ألظالمة .

بالإمكان توفير مخصصات من الموارد العامة الخاصة لهذا المشروع القومي الذي سيعمل على إضفاء إستقرار حقيقي يلمسه الوطن والمواطن والمستثمر وسيعمل على تحجيم الغلاء وإستعادة القوة الشرائية للعملة الوطنية بسبب خفض مستوى إستيراد المشتقات النفطية كوقود لمحطة توليد الكهرباء .

لن يقف حجر عثره امام أي مشروع قومي إلا من يريد أن يستمر هذا الحال ويستمر معها إستنزاف الموازنة العامة ، فلايمكن أن يؤثر قلة من الفاسدين على شعب بكاملة بإصرارهم على بقاء الوضع على ماهو عليه .