آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-07:49م

كرامة وإنسانية (المعلم ) بصق عليها وداسها الاقزام بالاقدام ...!!!

الإثنين - 19 فبراير 2024 - الساعة 03:08 م

عبدالله جاحب
بقلم: عبدالله جاحب
- ارشيف الكاتب



يأتي إلى ميدان الحياة العملية مغموراً ، ويصارع أمواج الحياة بإمكانيات مادية شحيحة جدآ وتكاد تكون معدومة .
يستيقظ مبكرا ً . يقف في الطابور الصباحي تحت وطأة أشعة الشمس الحارقة ، ويتساقط عرقة غزيراً ، ويبدأ بعد ذلك رحلة تشكيل الأجيال ويعيد ترتيب الأدوار الحاضر ويبني صياغة المستقبل بأسلوب جديد غير معهود وموجود الا بين طباشيره وقلمه " الأحمر" والآخر " الأسود والأزرق .

رحلة كفاح محفوفة ومحظورة بالاوجاع وأنين وآهات الحياة ، ومسيرة حاشدة بالألم" الصمت " ، كل ذلك وأكثر وأكثر ، وسط إيمان كبير بأنه يحمل رسالة ويجب إيصالها ، حتى لو كان مصيرة بعد ذلك " سلة المهملات " في آخر المطاف والأمر .

أنه بوابة خليفة لجميع الفئات والشرائح المجتمعية المختلفة ، يصنع من فسيخ الواقع المؤلم وضنك العيش الذي يعيشه فرح فيه لذة لكل الشاربين .
بخلطة جميلة من احزانه وهمومه المعيشية ، يصنع مقادير التوازن في صناعة مجتمع مزدهر حافل بالعطاء والرقي والازدهار والتقدم .

شيء مؤلم جدا مايحدث ويحصل ويجري اليوم " للمعلم " ، والافضع من ذلك الجحود والنكران من المجتمع ، الذي يحترق لكي يضيء دروبه .
واقع موحش نفسي واقتصادي واجتماعي يعيشه المعلم في هذا الوطن ، فلا حقوق مسلوبه ردت له ، ولا سلطة انتصرت لمظلمته ، ولا قانون صان وحفظ كرامته الإنسانية .

أشد المتشائمين لا يمكن أن يتوقع أن تصل المواصيل ويصل الحال " للمعلم " بتلك الطريقة التي شهدها العالم بأكمله في مقطع فيديو عرض في التواصل الاجتماعي ( واتس _ فيسبوك _ تويتر ) وغيرها ، لخص حال " ذل وإهانة ) المعلم ، من خلال ( شتم وسب وركل وضرب مبرح ) من قبل طالب لمعلمة في أحد ثانويات مديرية دار سعد في العاصمة عدن .

لم يكن هناك من هو أجدر منه بحمل لقب ( خلافة الرسل و الانبياء والمرسلين) ، ولم يجد احسن منه في حمل رسالة " التعليم " السامية ، ولكن في عدن وغيرها محافظات الوطن ، أضحى وأصبح وأمسى ذلك " الخليفة " مذلولاً مهانا ً مذحورا ً من أبسط حقوقه المشروعة المسلوبة ، وتعد الأمر إلى أنه مضربوا ً وكرامته الإنسانية بصق عليها ومدعوسة تحت أقدام الاقزام .
لا نملك إلا أن نقول صبراً جميلاً والله المستعان على كل مايحصل وحصل لكرامة وإنسانية المعلم .