آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:20م

هذه هي الشفافية المطلوبة

السبت - 17 فبراير 2024 - الساعة 12:24 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب




عبدالجبار ثابت الشهابي

تأكيد الحكومة الشرعية- مؤخرا- على لسان وزير الإعلام والثقافة، معمر الإرياني؛ أن المجتمع الدولي؛ ممثلا بالأمم المتحدة، ومبعوثها السابق، الخاص إلى اليمن (مارتن غريفث) قد لعبوا دورا رئيسا في إيقاف عملية تحرير محافظة الحديدة وموانئها الثلاثة، وذلك يوم أن كانت العملية العسكرية لتحرير المحافظة عام 2018م في أوجها، وبعد أن كانت القوات الحكومية قد سيطرت على المطار، وتمكنت من تأمين مدخلها الجنوبي، والشرقي، بل وتوغلت في الأحياء الجنوبية، وكانت على بعد كيلو مترات من الميناء، يمثل (أقصد هذا التأكيد) بداية الطريق لمرحلة مشرقة من الشفافية المطلوبة، في السير نحو تصحيح ذلك الخطأ التكتيكي؛ بصرف النظر عمن أسهم في تكريسه، حد الانسحاب المجاني البائس من المحافظة؛ والذي كان بالإمكان مقايضته على الأقل بانسحاب مماثل من محافظة تعز، بدلا من بقاء الحوثة حتى الٱن يطبقون على عنق المحافظتين معا، وهو ماتواصل مٱسي وخسائر حتى الٱن.
لقد كانت واقعة الإنسحاب كارثة لليمن، وتواطؤا دوليا مع الحوثة، كان هو الأظهر من أن يتم إخفاؤه، فقد جاءت العملية في إطار سلسلة طويلة من الوقائع المشابهة، والتي قضى فيها رجال كبار، مخلصون، فضلا عن خسائر لم، ولن يتحملها سوى اليمن، بما فيها أضرار صواريخ البحر الأحمر، مع أن القاسم المشترك في الحجج الواهية لكل تلك الانسحابات؛ هو ماظلوا يرددونه، ومازالوا حول كلفة الحرب، واحتمالات تفاقم الأزمة الإنسانية، وتأمين الامدادات الغذائية، التي لم نر منها سوى الكلام، أو ربما هذه الصواريخ، ليس إلا.
هذا هو الحوثي الذي يعمل اليوم على عسكرة البحر الأحمر، وحرق البلاد بالصواريخ الأمريكية والبريطانية.. وهذه نظرتهم الثاقبة التي رجحوا بها تسليم الحوثي الجمل بما حمل!!
وهاهي تعز وعدد من المديريات في الحديدة؛ مازالت تحترق بالحصار، والقصف، والنسف حتى اليوم.
ومع ذلك ظلت الأمم المتحدة، وممثلوها مصابين بالعمى تجاه الحوثة، وكأنهم لايرون اختراقاتهم في كل الجبهات، وفي مقدمتها تعز، ومارب، والجوف، وشبوة، فيما يرون أنشطة الجيش الوطني، والمقاومة، ولو كلف أعظم المكبرات البصرية.
وباختصار؛ ظل المجتمع الدولي منحازا، وظل يعمل في هذه الحرب، وما قبلها من الحروب فقط على إنقاذ الحوثي؛ كلما اختل توازنه، أو كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
،وحتى الٱن؛ لم تنته الأكاذيب، وهاهو المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن
يؤكد مؤخرا أن المجرم الوحيد في كل ماحصل ويحصل، إنما هو إيران والحوثة، متناسيا أدوار الٱخرين، الذين كانوا وما زالوا شركاء أصليين في هذه الحروب على اليمنيين، وأنهم لم يغادروا مواقعهم حتى اللحظة؛ بل يعملون لما من شأنه تحقيق مصلحة إيران والحوثي، وبالتالي؛ فإن عسكرة البحر الأحمر؛ إنما هي مجرد مسرحية هزلية، وبإيعاز من الغرب، لمزيد من إيقاع الضرر باليمن واليمنيين، لكن، دون المساس بالقيادات الحوثية، وتحصيناتها في الجبال، مع وجود القدرة والإمكانات.
ولعل أكبر دليل على تواصل ذلك التحالف القديم بين الحوثيين، والايرانيين (الصفويين) من جهة، وأمريكا، وإسرائيل، ودول الغرب من جهة أخرى؛ ذلك الأنين الذي أطلقته مؤخرا المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية،
والشركة اليمنية للاتصالات _الدولية (تليمن) والذي_ أكدتا فيه أن التحالفات الدولية للاتصالات، التي تدير الكابلات البحرية، قد تجاهلت الجهود الدبلوماسية، والقانونية لليمن، وتعاملت مع جماعة الحوثي كعادتها؛ ضاربة عرض الحائط بالوضع القانوني للحوثة، كجماعة انقلابية، إرهابية، دولية.
وبالتالي؛ فإن تلك الشفافية التي انطلقت منها قيادتنا السياسية مؤخرا، وفي ضمنها مطالبة المجتمع الدولي بالدعم الشامل، والخروج من نفق المراوغة،
إلى ٱفاق الحل، والعمل بالفعل على استعادة الدولة، ومؤسساتها؛ سيكون في اعتقادنا بوابة صالحة لتصحيح الأخطاء التكتيكية، المتراكمة منذ الحروب الست، وحتى الٱن، وأن الأهم اليوم؛ ينبغي ألا يكون أقل من عمل دؤوب تبدأه الحكومة الجديدة، يقوده العمل السياسي والدبلوماسي الجاد، ولا يستثني البتة عصا التحرير، باعتبار أن العصا ضرورة تفرضها عقلية من ألغى عقله، واستبدله بنعله!!