آخر تحديث :الأربعاء-11 ديسمبر 2024-12:55ص

فبراير مكاسب وطنية أم فردية

الإثنين - 12 فبراير 2024 - الساعة 04:24 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




لم تكن لحركة 16من فبراير نتائج ملموسة على الواقع الوطني ولم يلحظ لها ثمار ملموسة انعكست على الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي .
لم تكن ثورة تحمل كل معاني الثورية وإنما هي ردة فعل للواقع الذي أحسه المواطن الجنوبي من تهميش النظام في ظل هيمنة و جبروت النظام الحاكم الشمالي الذي حول مناطق الجنوب إلى ثكنات عسكرية للقوات الموالية له سواء ذات الانتماء الشمالي او ذات الولاء للنظام الحاكم الشمالي في ظل حرمان الجنوبيين من حقوقهم و تهميشهم المتعمد . وحرمان العسكريين الجنوبيين من مناصبهم و مرتباتهم وابقاؤهم خارج الوظيفة الامر الذي دفعهم للتظاهر في مظاهرات مطلبية حقوقية منذ عام 207,م حتى كان ربيع العرب من تونس ومصر فاحتدم الشارع الجنوبي واحتقن الموقف وخرج الشباب العاطل عن العمل للمطالبة بحقهم في شغل الوظيفة العامة وتسلق البلاطجة سلم الثورة وتنازعت القوى السياسية ذات الاتجاهات الدينية وحاول حزب الاصلاح استغلال الوضع للنيل من حزب المؤتمر الذي استبعده من موقع الشراكة الذي كان يشاطره إياه بعد التحالف الذي التزاما به في حرب الاجتياح التي خاضاها للسيطرة على الجنوب في94 م ثم انتزع منه حق الشراكة في السلطة. تحولت الحركة من حالة ثورية الى حالة من تحقيق المصالح الفردية والحزبية وتسلق من تسلق من اصحاب المصالح الضيقة. وتلاشت المصالح الوطنية لتحل محلها المصالح الضيقة.
لهذا تلاشت الحركة ولم يلمس لها انجازات وتحولت لحركة مناوئة لكل الانجازات. سقطت في أيدي من يدفع الثمن لتحقيق مأرب قوى اقليمية ودولية تريد العبث بالوطن.
فبراير الانجاز الوطني الثورة البيضاء وتحولت الى بوق لكل عابث او مشكك في حق الجنوبيين في استعادة دولتهم المسلوبة وهم يدندنون بشعارات الجنوب الذي اصبح في شعاراتهم مجرد سلعة يحققون بها مصالحهم فلا تسمع لهم صوت إلا في مناسبات معينة باحياء فعاليات مدفوعة الاجر من قبل الممولين ما أن تنتهي حتى ينكمشون يتلاشى ء ذكرهم وشعارات الجنوب حتى قدوم التمويل الاخر.
فالجنوب ليس سلعة بل هو وطن لن يكون مجرد شعارات تردد في مناسبات معينة الجنوب حالة وطنية مستمرة تبعث الانتصار والتفاؤل لاستعادة الوطن المسلوب
عصام مريسي