آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-01:04م

قمر آخر من أقمار لودر الإبداع و العزة يأفل و يتوارى

الجمعة - 09 فبراير 2024 - الساعة 05:00 م

محمد علي العولقي
بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب


قمر آخر من أقمار لودر الإبداع و العزة و الشموخ يأفل و يتوارى عن مسرح هذه الحياة الفانية
في حلقي غصة.. و على ساني مرارة.. فمن الصعب أن ترص الكلمات و تصف المفردات في حق الأستاذ سعادة السفير و رجل الديبلوماسية الرزين محمد صالح القطيش..ثم تبحث عن باقة نعي ليست كباقات النعي المعتادة..
سعادة السفير القطيش ليس مجرد سفيرا مفوضا أو رجلا قنصليا وقورا يسبر أغوار العمل السياسي بمهارة و يزن خطواته بدقة أوقيات الزئبق..لكنه أيضا رجل رياضي قدير كان شاهدا و مساهما في كل الحقب..بل إنه بصم على تجارب إدارية ناجحة لا تخطئها العين..
قلبه الأبيض النقي الذي احتوى الناس و تفهم مشاكلهم دون أن يضيق ذرعا بأحد..هو ذاته القلب البرتقالي العاشق لنادي شمسان..
كان بينه و بين نادي شمسان تجاذبات من غزل لا يتوارى حتى وقد باعدت المسافات بينه و بين الكيان الذي طالما كان خط دفاعه الأول..
كانت تجربة الأستاذ محمد القطيش في نادي شمسان تجربة إدارية رائدة لازالت تدرس هناك..و الأستاذ أحمد محسن أحمد شاهد على هذا التميز..
مرة ألتقيته في القنصلية بدبي قبل نحو 14 عاما..كان متلهفا لمعرفة أخبار نادي شمسان..و مرات كثيرة كان يسألني ماذا ينقص شمسان ليعود إلى الأضواء كما كان زمان؟
لم تكن لودر تبارح ذاكرته..كانت سلواه في الغربة..مهجته التي أحيت فيه كل تراكمات النشأة الأولى..
هذا السفير ظل يعمل صامتا..لم يطلب يوما تلميعا إعلاميا..لم يحك أو يتباهى يوما بإنجازاته كسفير و قنصل..كان يترك الحديث لأعماله تتكلم على الأرض..
أشهد أنني قابلت الكثير من المسؤولين السياسيين.. لكنني لم أجد مثيلا للقطيش في بساطته و تلقائيته و ذكائه الحاد الذي يتوغل إلى مساماتك دون استئذان..
رحيله خسارة فادحة لوطنه..و ما أشق على النفس أن تنعي رجلا مثله يمتزج فيه الوفاء بالطيبة و الإخلاص و التفاني..لكنها مشيئة الله و لا راد لقضائه..
رحم الله السفير و القنصل الأستاذ محمد صالح القطيش و أسكنه فسيح جناته و ألهمنا و ذويه الصبر و السلوان.. إنا لله و إنا إليه راجعون..