آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-07:26ص

لنحم ٱثارنا من اللصوص

الإثنين - 05 فبراير 2024 - الساعة 12:52 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب




عبدالجبار ثابت الشهابي

دعوة الحكومة اليمنية مؤخرا المنظمات المتخصصة بالحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري؛ إلى عقد مؤتمر دولي للحفاظ على الآثار اليمنية، وحمايتها، والعمل على تحشيد الموارد المالية والفنية اللازمة لمساعدة اليمن في حماية وصيانة الآثار التي تزخر بها، والحفاظ عليها من التلف، ومنع وقوعها في أيدي المنظمات الإرهـابية، والعمل على استرداد ماتم تهريبه منها؛ تأتي (تلك الدعوة) استجابة لواقع مرير، وتعبيرا عما تعاني منه البلاد في الواقع، وفي هذه الظروف الصعبة؛ من وطأة الغبن الذي لحق بها، وبحضارتها جراء تزايد أعمال النهب والتهريب لكنوزها الحضارية إلى عدد من الدول الاستعمارية، وفي مقدمتها بريطانيا، فضلا عن الأعمال المنظمة لإفراغ البلاد من حقوقها، ومستحقاتها في كل الصعد والمجالات.
وتاسيسا عليه؛ فإن هذه الدعوة، بل الصحوة؛ ستمثل خطوة مهمة لتعزيز السياج الوطني، والحماية المطلوبة لٱثارنا الحضارية؛
التي ظلت مستباحة، خلال سني الحرب؛ لكل من هب ودب.
وبالتالي؛ فإن من المتوقع أن تبذل الدول الطامعة، المستبدة؛ قصاري جهدها لإفشال نتائج هذه الدعوة، ولاسيما إذا علمنا أن كثيرا من هذه الٱثار مصوغة، ومكونة من الذهب والفضة؛ الذي من أجله بالذات شنت الحروب والحملات، والذي عليه نهضت الدول العظمى، وصارت- كما نرى- عظمى (بعضها من لاشيء) وخصوصا التي لم تكن تمتلك سوى جيوش من اللصوص، والقراصنة، والمجرمين، وقتلة القتلة؛ الذين صارت على أكتافهم (هذه الدول) أغنى أغنياء المعمورة، بالذهب والألماس، وعلى حساب عشرات، بل مئات الملايين من الجوعى اليوم في عدد من دول العالم، العائشة في مستتقعات الفتن؛التي مازالوا يوقدون أوارها حتى اليوم، ومنها اليمن.
إن إجراءات كهذه ستكون- فيما لو نجحت- خناجر في عيون المستعمرين،
ولاسيما أن الدولة قد فطنت إلى الخطر المحدق بٱثار البلاد، وتاريخها، وحضارتها.
لذلك نقول: إن النجاح في هذه الخطوة، لايستهان به، وخصوصا إذا أدرك اليمنيون معنى السلام، واجتمعوا على كلمة سواء، فبهذه الموروثات، وما في باطن الأرض من الثروات؛ ستغدو اليمن جنة الدنيا، ووطنا شامخا، أبيا، ينبض حياة، وثروات لاحدود لمكنوناتها، ومكنوزاتها، التي تغيض اليوم الحاقدين، والتي يمكن أن تنقلنا- فيما لو أدرك العقلاء ماينتظرهم من الخير، وحكموا المنطق، ونحوا منحى السلام، والإخاء، وأعادوا الاعتبار لنظامهم الجمهوري؛ يمكن أن تنقلنا جميعا إلى مصاف الدول الأكثر حضارة، وغنى، ورفاهية على وجه الأرض.
ولهذا تحديدا مازلنا اليوم نرى ذلك الحقد الدفين يزداد اتقادا، ليس فقط بدعم استمرار الانقلاب على الحكومة الشرعية، بل وباستمرار نهب ذاكرتتا التاريخية، وبحسب مابلغنا نهاية نوفمبر المنصرم؛ على سبيل المثال؛ فإن تمثالا كان قد كتب عليه اسم أوس(أي أوسان) وينتمي لدولة قتبان، قد عرض للبيع خارج البلاد، والأدهى، ماورد عن غير هذا الكنز التاريخي الكبير، حيث قال باحث الآثار اليمني عبدالله محسن إن تمثالاً، برونزياً، رائعاً، ٱخر (من الأثار اليمنية) لوعل يعود إلى القرن الميلادي الأول؛ تم عرضه أيضا بلندن، في مزاد للمجوهرات القديمة، والآثار، يوم ال 30 من نوفمبر المنصرم!! أي الموافق لذكرى يوم جلاء ٱخر جندي بريطاني من جنوب اليمن..
وهذا ليس سوى حلقة في مسلسل متواصل، فقد أعلن عبدالله محسن نفسه (المتخصص في تتبع الآثار) أن عملية بيع أخرى قد تمت، وأنها شملت 3 قطع أثرية يمنية نادرة هي «مجموعة جِمال برونزية، وشاهد قبر رجل من المرمر، وزوج من تعليقة قلادة من الذهب» تعود كلها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، في مزاد “أبو لو” الشهير بلندن، يوم الأحد المنصرم.
السؤال الذي لابد منه هنا، وفي ختام هذه العجالة: متى يدرك اليمنيون خطورة المخططات، والممارسات، والمشاريع الحقيرة للدول الاستعمارية؛ التي تقف على الدوام خلف كل المٱسي؛ والفتن التي أصابتنا منذ 30 نوفمبر 1967م؟! ام هل من العقل أن نبقى خارج دائرة العقل، فنظل ندور في دوامة الخبال، والصراع الأعمى حتى. ٱخر الدهر؟!