آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

إضعاف قوى المنطقة وإفقادها للتوازنات

الإثنين - 05 فبراير 2024 - الساعة 08:08 ص

هاني البيض
بقلم: هاني البيض
- ارشيف الكاتب



تشهد المنطقة حالة من فقدان التوازنات ونعيش مرحلة جديدة من إضعاف صوت الامة العربية والاسلامية ويتلخص المشهد في عدم القدرة على السيطرة والتحكم بمجريات الاحداث والتطورات في كل المتغيرات التي ضربت المنطقة موخرا ،
ولازالت تحمل مخاطر وتهديدات على امن المنطقة واستقرارها.

محاولة إفراغ منطقتنا العربية من عناصر قوتها وعوامل تاثيرها المتعددة مستمروياتي ذلك في إطار الاستراتيجيات الجديدة للنظام العالمي ومنها المستهدف للشرق الاوسط والمنطقة العربية أيضًا.

تم اضعاف الدول العربية بمشاريع واساليب مختلفة بِدءاً بدول الطوق الى دول العمق العربي والاسلامي !

وتم تفكيك مفاصل المشروع العربي باستهداف الدولة الوطنية والهوية العربية الجامعة ، وخلق محاور صراع بأذرع متعددة مع الإبقاء على حالة من خلط اوراق وملفات إقليمية ودولية ببعضها.

كل هذه التراكمات من الاستهدافات والتطورات السلبية التي انتظمت الى يومنا

ادت الى إختلال التوازنات التقليدية وافتقاد دول المنطقة زمام المبادرة في إدارة أزماتها وتسوية ملفاتها واضعف دورها وقدراتها على التغيير بمواجهة المشاريع الحالية والقادمة او تلك التي يراد فرضها على منطقتنا بعد ان تم اختراقها مبكرا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وأمنيًا.

في حين تغيرت السياسة الغربية تجاه المنطقة العربية ودخلت مرحلة مختلفة من الهيمنة لتحقيق إستراتيجياتها الجديدةوهي سياسات خارجية مرتبطة فقط بقدراتها وأهدافها من ناحية وبالتحولات الجديدة في النطام العالمي ، لاتراعي اي ارث تاريخي من علاقات سابقة او مواقف قديمة او حتى مصالح مشتركة من الماضي القريب.

وكما تخلى المجتمع الدولي سابقًا عن فلسطين وشعبها ستتخلى الدول التي كان يعتقد البعض انها صديقة للمنطقة عن التزاماتها ومسؤولياتها الأممية في زمنًا ما
ولا نستبعد امام هذه المتغيرات والتبدلات في المواقف ان تخضع حتى معاهدات الحماية المشتركة الى إبتزاز دولي وتنصل الدول المعنية من التزاماتها وقت الضرورة ..

يدفع العرب ثمن خلافاتهم الماضية وضعف وحدة الموقف العربي والعمل المشترك وضعف تحالفاتهم وعجزهم عن تسوية أزمات المنطقة بشكلٍ مبكر ومباشر ،
وترحيل الخلافات البينية بين دولهم وعدم القدرة على الخروج من مستنقعات الحروب وبؤر الصراع ، التي صنعها لهم الآخرون

مانخشاه هو ان تتحول دولنا بتاريخها وحضارتها وامكاناتها وشعوبها العظيمة الى مجرد أدوات للصراع بالمنطقة !

وتمسك بها جيدًا الاقطاب الرئيسية في العالم وتستخدمها لحقبة اخرى من تصفية حساباتها وعلى أرضها وبمزيدًا من الاستنزاف والمتاعب وإفراغ المنطقة من دورها وكل مقوماتها الإقليمية والدولية وبأبعادها العربية والاسلامية .

المؤسف انه في الوقت الذي تمتلك هذه الدول الكثير من عناصر القوة الناعمة والقوة الصلبة وعوامل اخرى جيوستراتيجية وكثير من عوامل
القوة الذكية

لم تجيد دول المنطقة توظيفها في تحقيق اهدافها والتاثير الفعال في سياسة صناعة القرار العالمي ، والتاثير الوازن في سياسة الولايات المتحدة تجاهها

ان الوضع الراهن والمرحلة التي تمر بها أمتنا ودولنا ومنطقتنا
هو منعطف خطير ومرحلة تاريخية استثنائية قد يولد منها مستقبل اخطر في ظل هذه الفوضى من الحروب العبثية الجديدة والاضطرابات والتصعيدات الممنهجة

وهذا يتطلب توحيد الجهود والمساعي والرؤى وباهتمام تداعي البلدان العربية والإسلامية وفي المقدمة نهوض دول العمق العربي والاسلامي بمنطقتنا للاضطلاع بدورها

وأهمية وجود إستراتيجيات جديدة لإدارة الصراعات والتصدي لمخاطرها والتعامل مع ارتداداتها ودراسة ومعرفة محركاتها

من خلال توظيف القوة الناعمة والصلبة معًا ! للبقاء على كياناتها والحفاظ على امنها واستقرارها والذهاب الى مستقبل اكثر تحديًا وتعقيدًا .. بثقة وسلام ..