آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-09:08ص

قد اهلكتم الحرث والنسل "الراتب خط أحمر"

الخميس - 01 فبراير 2024 - الساعة 08:16 ص

أ. إيهاب طاهر
بقلم: أ. إيهاب طاهر
- ارشيف الكاتب


هلَ علينا شهر فبراير 2024م والراتب في خبر كان.

انه الراتب يا سادة اكسير حياة مثل الماء والهواء به تحيا الأسر بالرغم انه لا يقوى على الصمود أسبوعاً واحداً من الشهر، بالله عليكم الا تستحون الا تخجلون من انفسكم الا يوجد فيكم رجل رشيد، نحن نعمل طوال الشهر كي نحصد فتات لا يغني ولا يسمن من جوع ومع هذا سولت لكم انفسكم بتأخير وربما قطع الراتب، هل تخيلتم نتيجة عملكم هذا؟؟ عندما لا يجد رب الأسرة قوت يومه، عندما لا يجد الشاب مصروف دراسته، عندما لا تجد البنت ما يسد متطلباتها البسيطة، مهما تكون قدرتهم على التحمل لن يصمدوا كثيراً فالجوع كافر كما يقال سيجبر الرجل على قبول اي عمل مهين حتى يتحصل على فتات الارض وقد يجبر الشاب الى ترك دراسته وربما ينتقم من المجتمع الذي اوصله الى هذا الحال المزري وقد يتجه نحو عالم الجريمة ويصبح مجرم يهدد امن وسلامة البلد.

الراتب يا ولاة الأمر، الراتب يا حكامنا هو العكاز الضعيف المتهالك الذي يستعين فيه الموظف ليكمل بقية حياته الرتيبة، يعافر، يجاهد ويستميت كي يتدبر هذا الفتات كي يطعم اهل بيته، لم يحدث في تاريخنا القديم ولا الحديث المعاصر ان يتأخر الراتب لأكثر من شهر، اكثر الموظفين لديهم التزامات وإيجارات واقساط وديون بالجملة وكم من اشكاليات وصلت الى حد السب والشتم والشجار بسبب التأخير في الدفع.

لا تزال الفرصة سانحة أمامكم لترتيب اوراقكم وكسب ثقة هذا الشعب الطيب الذي يرضى بالقليل.

اعيدوا النظر في هذا الشأن، تعودنا مكرهين على قبول اي شيء وسكتنا عن كل شيء الا الراتب لن نطيل عنه السكوت.

اذا استمريتم وتماديتم في طغيانكم فابشروا بثورة الجياع، سيخرج الكل ولن تكون هناك استثناءات فالحياة صعبة والذل اصعب.

اناشد ضمير كل مسؤول، اخاطب قلب كل من له علاقة بالانسانية ويستطيع التغيير ان يبادر في عودة الراتب واستمرار الموظف في العمل حتى تستمر الحياة.

النقابات العمالية اصدرت بيان عام تدعو للإضراب الشامل وهذا مؤشر خطير للغاية، فهل يرضيكم ان تشل الحركة في البر والبحر والجو فبهذا ستحدث فوضى عارمة وستزيد معاناة المواطن والحكومة على حدا سواء.

نتمنى الخير والامان والعيش بكرامة لشعبنا الآبي ولكن ان لم تحدثوا أمراً فتوقعوا الاسوأ فالطبيب لا يجد غير المشرط كي يداوي جرح المريض.