آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

العريش أرض برائحة الشهداء يكسوها الجحود والنكران ..!!

الأربعاء - 31 يناير 2024 - الساعة 03:16 م

عبدالله جاحب
بقلم: عبدالله جاحب
- ارشيف الكاتب




حالها كحال " عنترة " بدعونه في الحرب والشدائد ( إبن شداد ) ، وفي الرخاء وتقاسم المنافع والغنائم يا ( بن زبيبه ) ، وذلك مابنطبق على رجالها في وقت الشدائد والمواقف والمحن ، يلهثون إليهم من طرف اللسان حلاوة ، ثم يروغون منها في لحظات الجد كما يروغ الثعلب الماكر .

العريش أرض جرحها عميق ووجعها غويط واهاتها جارفه ، وسنين وأعوام تهميشها وتجاهلها عاتيه ، لكي تسير في أغوار جحودها ونكران تضحيتها ، يلزمك أن تتسلح بجسارة أسد وحكمة فيل وذكاء ثعلب وخبث ذئب وشراهة نسر جارح .

العريش منطقة دروب معاناتها شائكة ومعقدة وأنين وآهات مشكلاتها الخدماتية طريق مفخخ بالغام من الإقصاء ومثخن بعراقيل التجاهل ، فقد اكلوها " لحم " ورمى بها عظم حقبة بعد آخرى ، وأنظمة تلو حكومات .

في منطقة " العريش " دون غيرها افقنا على اقسى حالات الجحود والنكران للمنطقة لا يمكن للإحصاء الحكومي والرسمي تعدد شهدائها ، ولا تستطيع حصر جراحها ، ولا يمكن لدفاتر وصفحات الأحداث تدوين تضحيتها ، ويصعب على مدونين المجد وكاتبوا التاريخ أن يروى تفاصيل وحكايات وروايات بطولاتها .

أن أردت معرفة ( العريش ) و نضالها وتضحيتها ، سيتطلب منك ذلك أن تطوف كل جبهات القتال ومتارس الخطوط الأمامية ابتدأ من جبهة ( الصولبان ) ومرور بفتح عدن المبين ، ووصولاً إلى أبين وبيحان وجبال البيضاء الشاهقة ، وأخيرا وليس آخرا عليك أن تعود السير نحو الساحل الشرقي إلى المخاء وميناء الحديده ، وقبل كل ذلك أسأل عنها فيران واليماني وعبدالحافظ السقاف وكل متغطرس خارج منها يجر ذيول الهزيمة .

العريش أرض برائحة مسك الشهداء وعنبر وياسمين أوجاع الجرحى ، ستفتش عنها في كل سجلات ودفاتر الوطن ستجها أعلى مستوى و عدد ( الشهداء) وأكثر مرتبة في تسجيل حالات ( الجرحى ) ، وستسال عنها موج البحر ، وقلعة صيرة ، وجبال شمسان ، ولن تجد إلا أنها أرض برائحة الشهداء يكسوها الجحود والنكران حتى وإن غصت أعماق البحار .