آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-07:23ص


نعرف الطريق إلى الحديدة

الأربعاء - 24 يناير 2024 - الساعة 10:28 م

جابر محمد
بقلم: جابر محمد
- ارشيف الكاتب


مارس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ضغوطًا سياسية كبيرة جدًا على الشرعية اليمنية بإيقاف تحرير مدينة الحديدة وخاصة الميناء والمطار، حيث كانت قوات التحالف بقيادة ألوية العمالقة على بعد كيلومترات قليلة جدًا من إحراز نصر عسكري في الحديدة.
اليوم يكتشف العالم فداحة تلك الخطيئة السياسية والعسكرية، ويدفع ثمن باهظ ناتج عن سوء إدراك بشاعة إرهاب الحوثي، الذي بات يمارس أبشع تهديدات عسكرية للملاحة الدولية في أهم الممرات المائية الدولية.
وهنا نطرح السؤال التالي هل لا زالت لجنة(UNMHA)التابعة للأمم المتحدة الخاصة بمراقبة الوضع وإيقاف إطلاق النار في الحديدة لجنة فاعلة أم أنه لم يعد لها أي دور، وبالتالي يجب سحبها باتفاق بين الشرعية اليمنية والأمم المتحدة، ويسمح للقوات التابعة للشرعية استكمال تحرير ما اوقفه اتفاق ستوكهولم.
الشعب اليمني يملك ما يكفيه من تجارب ومواقف بأن الحوثي جماعة متطرفة متهورة لا تعترف بأي اتفاق، ولا تميل إلى السلام بل تنفذ أجندة خارجية تأتيها من إيران.
الحوثي بتوجيهات إيرانية استطاع افتعال أزمة عسكرية وسياسية ليس فقط في اليمن أو المنطقة بل أزمة دولية، والهدف تخفيف الضغوط الدولية على إيران التي ينظر إليها المجتمع الدولي كصانعة للتطرف، وتزويد المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح.
الشعب اليمني وخاصة في المحافظات القابعة تحت سيطرة الحوثي هم أكثر شريحة متضررة من هذه الضربات الجوية الأمريكية البريطانية التي جلبها لهم الحوثي، وهو مختفي في كهف لا يهمه حال الناس والوطن.
تسع سنوات من الخراب والحرب التي أشعلها الحوثي على الشعب ومؤسسات الدولة لم تكفيه، بل بتوجيهات إيرانية عسكر البحر الأحمر وباب المندب ليجلب لليمن خراب ودمار جديد إلى جانب الدمار الذي خلفته عملياته الإرهابية.
على المجتمع الدولي ودول المنطقة الإدراك الجيد بأن لا سلام مستدام وعادل سيزرع في اليمن والمنطقة إلا باستئصال هذه الجماعة المتطرفة.
الشرعية اليمنية بمؤاسساتها وقوانينها ودستورها بحاجة إلى دعم سياسي واقتصادي وعسكري لتمكينها من بسط سيطرتها على كافة التراب اليمني، وهي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام العادل وضمان أمن المنطقة والإسهام في الاستقرار العالمي.