آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

الإخصاء ردعا للاعتداء الجنسي على الأطفال

الجمعة - 19 يناير 2024 - الساعة 10:23 ص

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب



لقد ازداد العنف والتحرش الجنسي بالأطفال بشكل كبير في بلادنا ولا يزال الاعتداء الجنسي عليهم مشكلة صامتة ولكنها كامنة في الكثير من المحافظات الصغرى والكبرى ، كما ان مكافحة هذه النوع من الجرائم لا يزال يواجه صعوبة وانتشارها مرعب بسبب ضعف القانون و العقوبة .

وفقًا للأبحاث والدراسات يبلغ معدل العودة إلى الإجرام بين المتحرشين بالأطفال 52 بالمائة وتقدر مصادر أخرى أنه يصل إلى 75 بالمائة ، وهي احصائيات نسبية لا تختلف بشكل كبير بين الدول ، هنا في الجمهورية اليمنية الاعتداءات الجنسية ضد الاطفال في حالة ارتفاع وقد حان وقت تعديل المادة (272) " هتك العرض باكراه " من قانون الجرائم والعقوبات ،التي تنص على عقوبة بالحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات كل من هتك عرض انسان حي بالإكراه او الحيلة ... الخ ، بــ "اضافة " مع الإخصاء الكيميائي او الجراحي الالزامي ، كما ان موافقة الجاني على عقوبة الاخصاء من الممكن ان تكون شرطًا للإفراج المبكر من السجن ، والاعدام لمن يكرر ذات الجريمة من اصحاب السوابق .

هذا الشكل من العقوبات يوجد في كثير من دول العالم وينفذ ضد مرتكبي الجرائم الجنسية خاصة بحق الاطفال وقد اتت بنتائج ايجابية وتم ملاحظة انخفاض مستوى الاعتداءات الجنسية على الاطفال ، وبالتوازي مع العقوبة الصارمة من المهم جداً إيلاء اهتمام خاص لتدريس قواعد السلوك الآمن في الوقت المناسب وبما يتناسب مع عمر الطفل ، لذلك يجب أن يفهم الطفل بوضوح ما هو السلوك غير الطبيعي تجاهه ويعرف أنه يمكنه إخبارك بذلك دون خوف.

ان إنشاء إجراء الزامي عقابي صارم مع مجموعة من التدابير ضد الأشخاص الذين يرتكبون جرائم ضد الحرية والسلامة الجنسية للفرد وخاصة ضد الاطفال هو السبيل الوحيد الى خفض هذا النوع من الجرائم ، وانا اتحدث عن إمكانية استخدام الإخصاء الكيميائي او الجراحي كعقوبة قانونية وتعزيزها بتدابير تقييدية اخرى ضد المتحرشين بالأطفال بحيث يتم تسجيل مكان إقامتهم وتكون المعلومات حول سكنهم وصورهم متاحة للجمهور في قاعدة بيانات وطنية على الإنترنت مع اولئك ممن يقضون فترة عقوبتهم ، وهي عبره لمن يفكر في ارتكاب مثل هذه الجرائم اللاإنسانية واللاأخلاقية واللادينية وتدمر حياة الاطفال الى الابد .

عند الكلام عن جريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال يجب أن نتعامل مع هذا الموضوع بجدية عالية ، لان جريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال تعتبر من أبشع الجرائم بحقهم ، وتسبب لهم آثار جسدية ونفسية خطيرة على حياتهم قد تتضمن هذه الآثار النفسية الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق والخوف وانخفاض التقدير الذاتي ، بالإضافة إلى ذلك قد يعاني الأطفال من آثار جسدية مثل الإصابات والأمراض المنقولة جنسياً .

أي عنف او اعتداء جنسي ضد الطفل يسبب صدمة جسدية و نفسية خطيرة تصاحب الشخص لسنوات عديدة واحيانًا طوال حياته .