آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

حوار الذكريات ( 2 )

الإثنين - 15 يناير 2024 - الساعة 11:00 م

علي ناجي عبيد
بقلم: علي ناجي عبيد
- ارشيف الكاتب



يكتبها اللواء الركن علي ناجي عبيد


( ذكــــــــــــــراتـــــــــــــي)
للعميد الركن ناصر الحربي..

من ضمن ما تطرقت له في الحلقة الأولى عن ذكريات العميد ناصر الحربي وتدشينا لمذكرات قادمة لكثير من القادة والضباط الذين شاركوا في صنع تاريخ مجيد بما له وما عليه، اقتداء بمثل قدم لنا على الواقع ،

كما يمكن الاستفادة منها لمن يريد ان يكتب مذكراته على مبدأ ( الشيء بالشيء يذكر )، إذ أن هناك أحداث ووقائع شارك فيها الكثيرون وعاصرها وعاش نتائجها بوقت واحد مع صاحب الذكريات العميد ناصر.

تلمس التواضع فيها على أهميتها بدء من العنوان
(ولي ذكرياتي ) أي أنها إشارة واضحة أن كتابة المذكرات وإستعراض الذكريات ليست حكرا على الزعامات السياسية أو على كبار القادة السياسيين والعسكريين. فقد تعودنا على قراءة مذكرات لزعماء وقادة عسكريين أجانب من الغرب والشرق أمثال رئيس الوزراء البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية
( ونستون تشرشل) والقائد العسكري البريطاني المارشال (مونتجمري) والمارشال (جوكوف) وزير الدفاع السوفييتي والمارشال (فاسليفسكي) ࢪئيس هيئة أركان أثناء نفس الحرب وغيرهم من كبار الزعماء والقادة في هذا العالم غربا وشرقا.

ومن الزعامات العربية مذكرات قائد ثورة المليون شهيد ونصف المليون الجزائرية أحمد بن بلا والرئيس المصري أنور السادات وقبله الرئيس محمد نجيب وغيرهم.

ومن الطرف اليمني الشمالي اطلعنا على مذكرات الرئيس عبدالرحمن الإرياني كواحدة من أهم المذكرات عن الوضع في شمال اليمن وانتفاضاته وثوراته ضد الإمامة وحتى قبيل وفاته
وكذا بعض قيادات عسكرية مثل رئيس الأركان العميد حسين المسوري ومشائخ مثل الشيخ سنان أبو لحوم كأغز مذكرات والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والمحافظ نائب رئيس مجلس النواب يحي مصلح .

وفي الجنوب صدرت عدد من المذكرات الجميلة والرائعة منها مذكرات للرئيس علي ناصر محمد أي أن عملية كتابة المذكرات أُحتِكَرت على المستوى القيادي السياسي والعسكري الأعلى على الأقل الشهيرة أو المُطلَع عليها
ذلك ما أدى إلى أن تنطبع في بال الكثير أن هذه العملية أو المسألة خاصة بتلك المستويات.

ويأتي العميد ناصر ليقول
وأنا كذلك ( لي ذكرياتي ) وكأنه يقولها على لسان رفقائه من القيادات بنفس المستوى بل وأعلى وأدنى،
ليقدم مثالا على المستوى المحلي ليفتح الأبواب أمام رفقائه من مختلف المستويات إذ أنهم هم من شارك في صنع الأحداث في مراحل قيادات المستوى الأعلى السياسي والعسكري. وبهذا يصنع حدثا مهما على طريق حفظ وتدوين التاريخ. أشار إلى أهميته المؤرخ العقيد الركن محمد عباس ناجي في حديث حول طرق وأساليب تدوين وحفظ التاريخ من صانعيه المباشرين على الواقع

وأناأضيف أيضاً نقل الخبرات كواحدة من أهم عوامل نهضة الشعوب وهي تراكم الخبرات جيلا بعد جيل لتبني عليها الأجيال القادمة في صنع مستقبلها لا أن تعتمد على المقولة الشعبية
(جديد جديد يا نعل بو كل بالي) وبالتالي البقاء في مستنقعات التخلف
كما هو حالنا خاصة والعرب عامة وثاني علامات التواضع أن يصف ذكرياته بالكُتيب الذي صدر في 190صفحة من القطع المتوسط بكثافة نادرة

إذ من الممكن أن يصدر بحجم أكبر لو أوضح مثلا ما هي درجة الكاتب x3 و x4 أو وضع حواشي لبعض ما يحتاج ذلك من الأسماء والأحداث وهي عديدة
وما هي الفرق ( ) التي كان على رأس حضور فعالياتها المناضل عبدالقوي مكاوي والذي لا أعتقد بأنه دائم الحضور كما يُفهم من سياق النص
ولكن من أهم الحضور وكذا التوسع قليلا في شرح بعض الأحداث إلخ ..

وخاصة أن ما اطلعنا عليه ينم عن ذاكرة قوية تختزن الكثير من كنوز الذكريات لدى كاتبها.
ربما أن آخرين أصدروا مذكراتهم من القيادات السياسية والعسكرية التي عاصرها .

لكن محدودية إطلاعي لم تمكنني من التمكن على الإطلاع عليها، فلتكن فرصة للإطلاع عليها من خلال التفاعل مع ولي (ذكرياتي) للعميد ناصر الحربي.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بعونه تعالى.
اللواء الركن / علي ناجي عبيد
عدن