آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:32ص

الضربات الصاروخيية (مضرابة بالكوافي)*!!

الإثنين - 15 يناير 2024 - الساعة 12:01 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


عبدالجبار ثابت الشهابي

الضربات الصاروخية الجوية والبحرية، التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة البريطانية، فجر الخميس المنصرم، على مواقع حوثية مستهدفة، في صنعاء، والحديدة، وصعدة، وذمار، هي مجرد مسرحية تافهة، هدفها الخفي الجلي؛ الدفع بالمزيد من الدول لحشد قواتها إلى مياه البحر الأحمر، وباب المندب، ودفع المنطقة بكل الوسائل والسبل إلى هاوية الحرب، والعنف.
هذه هي الحقيقة المرة للتخادم الحوثي/الغربي.. الحقيقة التي تتوارى خلف ما يظهر من الصلف الحوثي، أو ماسمى (القرصنة الحوثية) في البحر الأحمر، وباب المندب.
وحتى تتضح الصورة جلية؛ فإن هذه الضربة قد جاءت بعد مايقارب يوما واحدا من الإعلان عنها من جهة وزارة الحرب الأمريكية، يعني بعد مايقارب 24 ساعة، لا دقائق، ولا بعض الساعة، بمعنى: استعدوا يا أهل الكرم والنشامة، ترونا سنأتي لزيارتكم!!والأتس بجمال بلادكم المضيافة.
وطبيعي بالتالي أن يتم إخفاء الأسلحة والصواريخ في مرابضها الٱمنة، وأن يتوارى الجنود خارج المعسكرات، فجاءت الضربة؛ لتجد أمامها الرمال والجبال، وأهلا ومرحبا، وبالرحب والسعة للنشامة!! ثم انتهت اللعبة بدخان دون نار، ولا غالب، ولا مغلوب، ولا مكرد، ولا مهيوب!! و... سقى الله روضة الخلان!!
فكانت المحصلة أن كل ماحصل لايعدو عن كونه مجرد فصل في تمثيلية، أو (مضرابة بالكوافي) كما يقول المثل الشعبي، وبعدها عدنا لقواعدنا سالمين!! لكن المسرحية مازالت تسير للأمام، فصلا بعد فصل!!
لكن دعونا نفترض مع كل ذلك خطأ هذه الفرضية، ولننزل إلى مستوى مايرويه الواقع في هذه الحكاية، ولنسأل ماكان، وما ترويه الأيام، من هي الدول التي دعمت ابتداء دخول الحوثة صنعاء عام 2014م، ومن هي الدول التي باركت ذلك التغول الحوثي المقيت؛ الذي سيطر بعجرفته على كل المحافظات، ثم من الذي صمت على انقلابهن المعلن في سبتمبر من ذلك العام؟ ومن دعم المحافظة على وجود الحوثة حتى أثناء سني الحرب، ووقف سدا منيعا ضد كل محاولات استعادة العاصمة صنعاء؟! ومن الذي أعاد الحديدة للحوثة من قبضة الحكومة الشرعية؟! ومن الذي ظل ينقذ الحوثة في كل مخنق يقعون فيه؟ أليست الولايات المتحدة، وبريطانية(ام كل المصائب) التي أصابت هذه البلاد، وحتى اللحظة؟! بمكائدها، ومؤامراتها الخبيثة؟!
ويكفي أن هذا الذي يسمونه(المجتمع الدولي) هو من تخلي عن مسؤولياته في تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية، وردع تلك المليشيات التي شنت كما (ورد في ختام اجتماع المجلس الرئاسي الأخير في الرياض) على مدى السنوات الماضية؛ العشرات من عمليات السطو المسلح، والاعتداءات البحرية المفخخة ضد عدد من السفن التجارية من مختلف الجنسيات، فضلا عن المنشآت النفطية، والمصالح الوطنية.
، وبالتالي؛ فإن هذا الصلف الارهابي الحوثي- كما ذكر المجلس الرئاسي- إنما هو نتيجة طبيعية لذلك الدعم، الذي مثل من وجهة نظر الكثيرين تواطؤا غربيا حقيقيا كان من شأنه دعم هذا التوجه، الذي يدينونه الٱن، بل وتفعيل نشاطه لأجل بلوغ هذا المستوى الارهابي المقيت، وبما يؤدي إلى الوصول إلى هذه النتائج، التي قد تتسبب الٱن في إشعال حرب دولية، وتؤدي إلى تغيير خارطة كثير من الدول، وتمكين الصهيونية العالمية من الوصول إلى تحقيق أحلامها، وطموحاتها الجهنمية، التي كانت قد بدأت مع حلول بداية القرن الميلادي العشرين، بوعد اليهودي، الصهيون، وزير المستعمرات البريطانية (بلفور) سيئ الذكر.
بعد هذا لا نعتقد أن عاقلا ستخفى عليه الخيوط في هذه العلاقات الٱثمة، ومسارات الصلات(الحوثية/ الغربية) و(الصهيونية/الغربية) التي أدت إلى العمل معا بظاهر متصارع، وباطن متخادم، ومتنافع، أساسه الخيانة، ووسيلته الغدر والخداع.
المهم الٱن؛ هل ستستمر اللعبة على أساس هذا العمى، وهذه السخرية من عقول العرب والمسلمين؛ أم ستنتقل الأمة العربية والإسلامية إلى مربع ٱخر تخرج من خلاله إلى ٱفاق واسعة، مشرقة، بعيدا عن الخضوع الذي طال أمده؟!
لقد ٱن الأوان أن ينصرم هذ العهد، الٱن وليس الغد، وما لم؛ فرحبوا بعصور ثقيلة من العصر، وأزمنة من الهوان..